حديث: محمد رسول الله امحه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلح بين النَّبِيّ ﷺ وبين سهيل بن عمرو يوم الحديبية، وذكر الأحداث التي وقعت بعد الصلح

عن البراء بن عازب قال: لما صالح رسول الله ﷺ أهل الحديبية، كتب عليّ بن أبي طالب بينهم كتابًا، فكتب محمد رسول الله، فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله، لو كنت رسولا لم نقاتلك، فقال لعلي: «امحه»، فقال عليّ: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله ﷺ بيده، وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام،
ولا يدخلوها إِلَّا بجلبان السلاح، فسألوه ما جلبان السلاح؟ فقال: القراب بما فيه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلح (٢٦٩٨)، ومسلم في الجهاد (١٧٨٣: ٩٠) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: فذكره.

عن البراء بن عازب قال: لما صالح رسول الله ﷺ أهل الحديبية، كتب عليّ بن أبي طالب بينهم كتابًا، فكتب محمد رسول الله، فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله، لو كنت رسولا لم نقاتلك، فقال لعلي: «امحه»، فقال عليّ: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله ﷺ بيده، وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام،
ولا يدخلوها إِلَّا بجلبان السلاح، فسألوه ما جلبان السلاح؟ فقال: القراب بما فيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● صالح: عاهد ووافق على شروط الصلح.
● الحديبية: مكان قرب مكة، وسميت بذلك ببئر هناك.
● جلبان السلاح: يعني غمده أو وعاء السلاح.
● القراب: هو الغمد الذي يوضع فيه السيف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه عن واقعة صلح الحديبية التي كانت في السنة السادسة للهجرة، حيث ذهب النبي ﷺ وأصحابه لأداء العمرة، ولكن قريشًا منعتهم من دخول مكة، فانتهى الأمر إلى عقد معاهدة صلح بين المسلمين والمشركين.
وفي أثناء كتابة نصوص المعاهدة، كتب كاتب الوحي علي بن أبي طالب رضي الله عنه عبارة "محمد رسول الله"، فاعترض ممثلو قريش وقالوا: "لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك"، أي أنهم لا يعترفون برسالته ﷺ، وطلبوا حذف هذه الكلمة.
فأمر النبي ﷺ عليًا أن يمحوها، لكن عليًا رضي الله عنه امتنع عن محوها لشدة تمسكه بوصف النبوة والرسالة، فقام النبي ﷺ بنفسه ومحاها بيده الكريمة، وكتب بدلاً منها "محمد بن عبد الله".
ثم تم الاتفاق على أن يدخل النبي ﷺ وأصحابه مكة في العام التالي لأداء العمرة، ويبقون فيها ثلاثة أيام، بشرط ألا يدخلوا إلا ومعهم "جلبان السلاح"، أي سيوفهم في أغمدتها، مما يعني أنهم لن يحملوها مسلولة للقتال، بل للدفاع فقط إذا دعت الحاجة. ولما سألوا عن معنى "جلبان السلاح" بين النبي ﷺ أنه "القراب بما فيه"، أي الغمد الذي فيه السيف.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- حكمة النبي ﷺ ومرونته في الدعوة: حيث قدم تنازلاً ظاهريًا في الصيغة الكتابية من أجل تحقيق مصلحة أعظم، وهي دخول الناس في دين الله وتأمين المسلمين.
2- التضحية بالمظهر من أجل الجوهر: فمحو كلمة "رسول الله" كان تنازلاً شكليًا، بينما الجوهر هو الاعتراف بالدولة الإسلامية وعقد المعاهدة.
3- قوة إيمان علي بن أبي طالب: حيث امتنع عن محو صفة الرسالة عن النبي ﷺ تأدبًا معه وتكريمًا لمقام النبوة.
4- التعامل الحضاري مع الخصوم: فقد قبل النبي ﷺ شروطًا تبدو形式ية من أجل تحقيق السلام والمصلحة العامة.
5- جواز المصالحة مع الكفار إذا كانت فيها مصلحة للمسلمين: كما في هذا الصلح الذي كان سببًا في انتشار الإسلام.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الصلح كان نصرًا مبينًا للمسلمين، رغم أنه بدا فيه بعض التنازلات، لأنه فتح أبواب الدعوة للإسلام وأمن الناس.
- من الحكم في شرط دخول مكة بسيوف في أغمدتها: إظهار القوة مع عدم إثارة الفتنة أو القتال.
- فيه دليل على تواضع النبي ﷺ وحلمه وصبره على الأذى في سبيل الدعوة.
نسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ وأن يوفقنا لاتباع هديه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصلح (٢٦٩٨)، ومسلم في الجهاد (١٧٨٣: ٩٠) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 506 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: محمد رسول الله امحه

  • 📜 حديث: محمد رسول الله امحه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: محمد رسول الله امحه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: محمد رسول الله امحه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: محمد رسول الله امحه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب