حديث: بسم الله الرحمن الرحيم ما نعرف الرحمن الرحيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب محاولة اغتيال النَّبِيّ ﷺ يوم الحديبية

عن عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ يَقَعُ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَعَلِي بْنُ أَبِي طَالِب وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «اكْتُب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» فَأَخَذَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ، قَالَ: «اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» فَكَتَبَ هَذَا مَا صالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَهْلَ مَكَّةَ فَأَمْسَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ ظَلَمْنَاكَ إِنْ كُنْتَ رَسُولَهُ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ. فَقَالَ: «اكْتُبْ هَذَا مَا صالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ» فَكَتَبَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلَاثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمْ السِّلَاحُ، فَثَارُوا فِي وُجُوهِنَا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَأَخَذَ اللَّهُ عز وجل بِأَبْصارِهِمْ، فَقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ، فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟» فَقَالُوا: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الفتح: ٢٤].

حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٨٠٠) عن زيد بن الحباب، قال: حَدَّثَنِي حسين بن واقد، قال: حَدَّثَنِي ثابت البناني، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: فذكره.

عن عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ يَقَعُ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَعَلِي بْنُ أَبِي طَالِب وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «اكْتُب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» فَأَخَذَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ، قَالَ: «اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» فَكَتَبَ هَذَا مَا صالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَهْلَ مَكَّةَ فَأَمْسَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ ظَلَمْنَاكَ إِنْ كُنْتَ رَسُولَهُ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ. فَقَالَ: «اكْتُبْ هَذَا مَا صالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ» فَكَتَبَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلَاثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمْ السِّلَاحُ، فَثَارُوا فِي وُجُوهِنَا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَأَخَذَ اللَّهُ ﷿ بِأَبْصارِهِمْ، فَقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ، فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟» فَقَالُوا: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿ ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الفتح: ٢٤].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في صحيح البخاري وغيره، وهو يتعلق بحادثة صلح الحديبية التي كانت منعطفاً تاريخياً في الدعوة الإسلامية. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفق ما يلي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الحديبية: مكان قرب مكة، وكانت فيه بيعة الرضوان تحت الشجرة.
● أصل الشجرة: أي عند جذعها أو قربها.
● بين يديه: أمامه.
● ما نعرف الرحمن الرحيم: أي أن المشركين كانوا ينكرون هذين الاسمين من أسماء الله الحسنى.
● كفَّ أيديهم عنكم: منعهم من الاعتداء عليكم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا عبدالله بن مغفل المزني رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية تحت الشجرة التي ذكرها الله في القرآن في سورة الفتح، حيث قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]. وكانت أغصان تلك الشجرة تتساقط على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بينما كان سهيل بن عمرو (ممثل قريش) جالساً أمامهم للتفاوض على بنود الصلح.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه أن يكتب: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فاعترض سهيل بن عمرو قائلاً: "نحن لا نعرف الرحمن الرحيم، اكتب كما نعرف في جاهليتنا: باسمك اللهم". فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: "اكتب باسمك اللهم". ثم أمر النبي أن يكتب: "هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة"، فاعترض سهيل مرة أخرى قائلاً: "لو آمنا أنك رسول الله ما حاربناك، اكتب اسمك واسم أبيك". فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أيضاً وقال: "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب".
وفي أثناء كتابة العهد، خرج ثلاثون شاباً من المشركين مسلحين يريدون الاعتداء على المسلمين، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأصابهم الله بالعمى المؤقت، فاستطاع المسلمون أسرهم. سألهم النبي صلى الله عليه وسلم إن كان لهم عهد أو أمان من أحد، فلما أجابوا بالنفي، أطلق سراحهم. فنزلت الآية الكريمة: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الفتح: 24].

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الحكمة والمرونة في الدعوة: تقبل النبي صلى الله عليه وسلم تغيير صيغة الكتابة مرتين يدل على مرونة في التفاوض دون المساس بالثوابت.
2- التسامح والعفو: إطلاق سراح الأسرى بعد الأسر يدل على سماحة الإسلام.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي صلى الله عليه وسلم تفاوض وأخذ بالاحتياطات، ثم دعا الله عند الخطر.
4- الإعجاز النبوي: استجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين بإعماء أبصارهم.
5- التأييد الإلهي للدعوة: نزول الآية الكريمة تصديقاً لما حدث.

رابعاً. معلومات إضافية:


- صلح الحديبية كان في السنة السادسة للهجرة، ونتج عنه فتح مكة لاحقاً.
- سهيل بن عمرو أسلم لاحقاً وأصبح من خطباء الإسلام.
- الشجرة التي تمت تحتها البيعة كانت موجودة، ولكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بقطعها لاحقاً خشية الفتنة.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٨٠٠) عن زيد بن الحباب، قال: حَدَّثَنِي حسين بن واقد، قال: حَدَّثَنِي ثابت البناني، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل حسين بن واقد فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وأمّا قول عبد الله بن أحمد عقب الحديث: «قال حمّاد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت، عن أنس. وقال حسين بن واقد: عن عبد الله بن مغفل وهذا الصواب عندي إن شاء الله».
قال الأعظمي: ولا يبعد أن يكون لثابت البناني شيخان أحدهما أنس كما في حديث حمّاد بن سلمة، والثاني عبد الله بن مغفل كما في حديث حسين بن واقد، ولا يعل أحدهما الآخر، وقد قال الحاكم (٢/ ٤٦٠ - ٤٦١) بعد أن أخرجه من حديث حسين بن واقد: «هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله بن مغفل، وقد اتفقا على إخراج حديث معاوية بن قرة، وعلى حديث حميد بن هلال عنه (يعني عبد الله بن مغفل) وثابت أسن منهما جميعًا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 505 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بسم الله الرحمن الرحيم ما نعرف الرحمن الرحيم

  • 📜 حديث: بسم الله الرحمن الرحيم ما نعرف الرحمن الرحيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بسم الله الرحمن الرحيم ما نعرف الرحمن الرحيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بسم الله الرحمن الرحيم ما نعرف الرحمن الرحيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بسم الله الرحمن الرحيم ما نعرف الرحمن الرحيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب