حديث: النبي يرد أبا جندل على أبيه سُهيل بن عمرو

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلح بين النَّبِيّ ﷺ وبين سهيل بن عمرو يوم الحديبية، وذكر الأحداث التي وقعت بعد الصلح

عن عُرْوَةُ بْنِ الزُّبَيْرِ، أنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ، وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، ﵄ يُخْبِرَانِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لَمَّا كَاتَبَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ، كَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ لَا يَأْتِيكَ مِنَّا أحَدٌ وَإنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ. فَكَرِهَ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ، وَامْتَعَضُوا مِنْهُ، وَأبَى سُهَيْلٌ إلَّا ذَلِكَ، فَكَاتَبَهُ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى ذَلِكَ، فرَدَّ يَوْمَئِذٍ أَبَا جَنْدَلٍ عَلَى أبِيهِ لسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَأْتِهِ أحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ، وَإنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَجَاءَ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُوم بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَئِذٍ وَهْيَ عَاتِقٌ، فَجَاءَ أهْلُهَا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ ﷺ أنْ يَرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرْجِعهَا إِلَيهِمْ لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾ إلى قوله ﴿وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ [الممتحنة: ١٠].

صحيح: رواه البخاريّ في الشروط (٢٧١٢، ٢٧١١) عن يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزُّبير فذكره.

عن عُرْوَةُ بْنِ الزُّبَيْرِ، أنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ، وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، ﵄ يُخْبِرَانِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لَمَّا كَاتَبَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ، كَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ لَا يَأْتِيكَ مِنَّا أحَدٌ وَإنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ. فَكَرِهَ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ، وَامْتَعَضُوا مِنْهُ، وَأبَى سُهَيْلٌ إلَّا ذَلِكَ، فَكَاتَبَهُ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى ذَلِكَ، فرَدَّ يَوْمَئِذٍ أَبَا جَنْدَلٍ عَلَى أبِيهِ لسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَأْتِهِ أحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ، وَإنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَجَاءَ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُوم بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَئِذٍ وَهْيَ عَاتِقٌ، فَجَاءَ أهْلُهَا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ ﷺ أنْ يَرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرْجِعهَا إِلَيهِمْ لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾ إلى قوله ﴿وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ [الممتحنة: ١٠].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث العظيم يروي لنا حدثًا تاريخيًا مهمًا من أحداث صلح الحديبية، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● كَاتَبَ: عاهد وصالح ووضع كتابًا (معاهدة).
● سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: أحد زعماء قريش ومفاوضيهم في صلح الحديبية.
● امْتَعَضُوا: تضايقوا وغضبوا واستاءوا.
● عَاتِقٌ: شابة بالغة.
● فَامْتَحِنُوهُنَّ: اختبروهن في إيمانهن.

2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن شرط قاسٍ فرضته قريش في صلح الحديبية، حيث اشترط سهل بن عمرو -ممثل قريش- أن يرد النبي ﷺ أي شخص يأتيه من مكة حتى لو كان مسلمًا، ولا يحق للمسلمين حمايته. وقد كره الصحابة هذا الشرط بشدة لكن النبي ﷺ قبل به لحكمة عظيمة.
وقد طُبِّق هذا الشرط مباشرة عندما جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو -وهو مسلم- مقيدًا بالسلاسل هاربًا من كفار قريش، فطلب أبوه (سهيل) تطبيق الشرط فرده النبي ﷺ مع أبيه، وهو يقول: "يا معشر المسلمين، أُرد إلى المشركين يفتنوني في ديني؟".
أما النساء المؤمنات المهاجرات فلم يشملهن هذا الشرط بنص القرآن، حيث نزلت آية سورة الممتحنة التي أمرت بعدم رد المؤمنات المهاجرات إذا ثبت إيمانهن.

3. الدروس المستفادة منه:


● حكمة النبي ﷺ في القيادة: قبوله بهذا الشرط رغم مشقة ذلك يدل على حكمته البالغة في تحقيق المصالح الكبرى للإسلام.
● التضحية من أجل المصالح العليا: sometimes تكون التنازلات المؤقتة لتحقيق victories أكبر في المستقبل.
● التمسك بالعهود: النبي ﷺ التزم بالعهد مع المشركين رغم قسوته، teaching us أهمية الوفاء بالعهود.
● الفرق بين الرجال والنساء في الأحكام: كما ظهر في عدم رد النساء المؤمنات.
● الصبر على الأذى: كما تحمله أبو جندل وغيره من المسلمين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الصلح كان في السنة السادسة للهجرة.
- يعتبر صلح الحديبية نصرًا مبينًا للمسلمين رغم ظاهره القاسي.
- الآيات التي نزلت في شأن النساء المهاجرات هي من سورة الممتحنة (آية 10).
- هذه الحادثة show كيف أن الشرع الإسلامي يراعي الظروف والملابسات.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يزيدنا حبًا لسنة نبينا محمد ﷺ.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الشروط (٢٧١٢، ٢٧١١) عن يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزُّبير فذكره.
لم يرد النَّبِيّ ﷺ النساء المهاجرات لأن الصلح الذي تم بينه وبين سهيل بن عمرو لم يدخل فيه النساء لأن من نص الصلح: «ولم يأت أحد من رجال إِلَّا رده في تلك المدة وإن كان مسلمًا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 508 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي يرد أبا جندل على أبيه سُهيل بن عمرو

  • 📜 حديث: النبي يرد أبا جندل على أبيه سُهيل بن عمرو

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي يرد أبا جندل على أبيه سُهيل بن عمرو

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي يرد أبا جندل على أبيه سُهيل بن عمرو

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي يرد أبا جندل على أبيه سُهيل بن عمرو

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب