حديث: أخرج عمر بن الخطاب يهود خيبر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب للإمام عقد الصلح والأمان بالشروط التي يراها، وله إجلاء أهل الذمة إذا شعر بخطورتهم
صحيح: رواه البخاريّ في الشروط (٢٧٣٠) عن أبي أحمد مرار بن حمويه، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى - أبو غسان الكناني، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:
أولاً: شرح المفردات:
● فدع: كسر وعقر، أي كسرت يده ورجله.
● خيبر: مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع، كانت تسكنها قبائل يهودية قوية شمال المدينة المنورة.
● عامل يهود خيبر على أموالهم: أي جعلهم يعملون في أرضهم ويستغلونها مقابل أن يأخذ منهم جزءًا من المحصول.
● نقركم ما أقركم الله: أي نبقيكم هنا ما دام الله قد أبقاكم.
● تعدو بك قلوصك: القلوص هي الناقة، والمعنى: تسير بك ناقتك ليلاً بعد ليلة (أي في الليل كله) هربًا وخروجًا.
● هزيلة: أي مزاحًا أو كلمة said على سبيل الدعابة وليس الجد.
● أقتاب: جمع قتب، وهو رحل يوضع على البعير للركوب.
● أعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر: أعطاهم تعويضًا عادلًا عن المحصول الذي سيفوتهم بسبب إجلائهم.
ثانياً: شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن قصة إجلاء يهود خيبر. والقصة باختصار:
1- الخلفية التاريخية: بعد فتح خيبر، لم يطرد النبي صلى الله عليه وسلم اليهود منها، بل عقد معهم معاهدة تركهم فيها ليعملوا في الأرض ويزرعوها، مقابل أن يأخذ المسلمون نصف المحصول. وكان من بنود هذه المعاهدة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نقركم ما أقركم الله»، أي أن بقاءهم مرهون بمشيئة الله وإذنه.
2- الحادثة: تعرض عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لهجوم غادر ليلاً عند ذهابه إلى ماله في خيبر، فكُسرت يده ورجله. ولم يكن في خيبر عدو للمسلمين سوى اليهود، فكانوا المتهم الوحيد والحقيقي بهذا الاعتداء الخائن.
3- قرار عمر: استشاط الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضبًا لهذا الغدر، وقرر إجلاءهم تنفيذًا للشرط النبوي «نقركم ما أقركم الله»، والذي فهم منه أن بقاءهم ليس أبديًا، بل هو مرتبط بأمر الله، وهذا الاعتداء كان دليلاً على أن وقت إقامتهم قد انتهى.
4- احتجاج اليهود واحتجاج عمر عليهم: عندما علم اليهود بقرار الإجلاء، حاولوا التمسك بالعهد القديم مع النبي صلى الله عليه وسلم. فرد عليهم عمر رضي الله عنه بحجة دامغة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرهم سابقًا بأنهم سيُجلَوْن منها، وذلك في قوله: «كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة». فلما حاولوا التهرب من هذا النص بادعاء أنه كان مزاحًا، كذبهم عمر وأكد أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم حق.
5- العدل في التنفيذ: لم يطردهم عمر مصادرةً لأموالهم، بل أخرجهم مع العدل، حيث قام بتقييم أموالهم من ثمار وأموال منقولة وأعطاهم قيمتها كاملة، ثم أجلاهم.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- حرمة الغدر والخيانة: الاعتداء على النفس البريئة وعدم الوفاء بالعهود من صفات المنافقين وأهل الغدر، وقد يكون سببًا في زوال النعم والعقود.
2- الحكمة في القيادة والحكم: يظهر من فعل عمر رضي الله عنه الحكمة والبصيرة، حيث لم يتسرع في القرار، بل ربط الحادثة بالنبوءة النبوية، مما جعل قراره قويًا ومستندًا إلى شرع وحكمة.
3- الوفاء بالعهود وعدم مصادرة الأموال: من أعظم الدروس هو عدل عمر رضي الله عنه حيث لم يصادر أموالهم أو يطردهم دون حق، بل وفى لهم بحقوقهم المالية كاملة رغم جرمهم. وهذا من أدب الإسلام العالي في التعامل حتى مع الخصوم.
4- كلام النبي صلى الله عليه وسلم حق: لا يقال شيء على سبيل الهزل أو المزاح في أمور الوحي والغيب، بل كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فهو حق وصدق.
5- الاستنباط من النصوص: استنبط عمر رضي الله منه شرط «نقركم ما أقركم الله» أن بقاءهم مشروط بعدم وجود ما يقتضي إخراجهم، والاعتداء على الصحابة سبب كافٍ لذلك.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل في فقه العلاقات مع غير المسلمين (أهل الذمة) وبيان أن عقد الذمة ينقض إذا اعتدوا أو نَقضوا.
- يظهر فيه حرص الخلفاء الراشدين على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وتنفيذها.
- موقف عمر رضي الله عنه نموذج للحاكم العادل الذي يجمع بين القوة في الحق والعدل مع الخصوم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال البخاريّ: رواه حمّاد بن سلمة، عن عبيد الله أحسبه عن نافع، عن ابن عمر، عن النَّبِيّ ﷺ اختصره. انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 547 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 522 علام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا...
- 523 إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال الحديبية
- 524 خروج سلمة بن الأكوع قبل الأذان ونجاته اللقاح
- 525 انصرف رسول الله عام الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح
- 526 أبو هريرة يسمع الإمام يقرأ في الصبح كهيعص وويل للمطففين.
- 527 صلى النبي المغرب بعد الأكل ولم يتوضأ
- 528 خروج النبي إلى خيبر مع الصحابة
- 529 قال رسول الله ﷺ لعبد الله بن رواحة: لو حركت...
- 530 من رمى بجراب فيه شحم
- 531 خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
- 532 خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذر
- 533 الله أكبر خربت خيبر
- 534 الله أكبر الله أكبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء...
- 535 فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر
- 536 خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم
- 537 رسول الله يبشر بفتح خيبر
- 538 لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَلِمَةٌ مِنْ كَنْزٍ مِنْ...
- 539 لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله
- 540 لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
- 541 لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
- 542 لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله
- 543 تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 544 عامل النبي خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو...
- 545 أقركم فيها على ذلك ما شئنا
- 546 إخراج اليهود من خيبر ونصف الثمر للمسلمين
- 547 أخرج عمر بن الخطاب يهود خيبر
- 548 رسول الله يقاتل أهل خيبر ويصالحهم على الجلاء
- 549 من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود
- 550 قسم رسول الله ﷺ يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما
- 551 القرابة بين بني هاشم وبني المطلب
- 552 قسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا
- 553 لولا أن أترك آخر الناس بَبَّانًا ليس لهم شيء
- 554 قسم رسول الله ﷺ فينا طائفة وجعل بقيتها في المغنم
- 555 قسم رسول الله ﷺ خيبر نصفين
- 556 فاطمة تسأل أبا بكر ميراثها من النبي
- 557 هجرة أهل السفينة هجرتان والمهاجرون هجرة واحدة
- 558 أسهم لي يا رسول الله
- 559 لا تقسم لهم يا رسول الله
- 560 أمرني النبي بطرح بعض الرقية وحبس بعضها
- 561 أمر رسول الله ﷺ بالقدور فأكفئت وقسم بيننا
- 562 قسم رسول الله ﷺ يوم خيبر لسهلة بنت عاصم بن...
- 563 النبي ﷺ في طعام خيبر
- 564 الآن نشبع من التمر
- 565 ما شبعنا حتى فتحنا خيبر
- 566 لما قدم المهاجرون المدينة قاسمهم الأنصار أنصاف ثمار أموالهم
- 567 غزوة خَيْبَرَ وَتَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَفِيَّةَ
- 568 تزوج النبي ﷺ صفية وأعتقها وجعل عتقها صداقها
- 569 النبي ﷺ يحوي لصفية وراءه بعباءة
- 570 ما رَأَيْنَا فِي السَّبْي مِثْلَهَا
- 571 بات أبو أيوب على باب النبي ﷺ بالسيف
معلومات عن حديث: أخرج عمر بن الخطاب يهود خيبر
📜 حديث: أخرج عمر بن الخطاب يهود خيبر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخرج عمر بن الخطاب يهود خيبر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخرج عمر بن الخطاب يهود خيبر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخرج عمر بن الخطاب يهود خيبر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








