حديث: من يحمل رجلاً له سهمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الخروج إلى غزوة تبوك

عن واثلة بن الأسقع، قال: نادى رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فخرجت إلى أهلي، فأقبلت وقد خرج أول صحابة رسول الله ﷺ فطفقت في المدينة أنادي: ألا من يحمل رجلًا له سهمه، فنادى شيخ من الأنصار، قال: لنا سهمه على أن نحمله عقبة وطعامه معنا؟ قلت: نعم، قال: فسر على بركة الله، قال: فخرجت مع خير صاحب حتى أفاء الله علينا، فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته، فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله، ثم قال: سقهن مدبرات، ثم قال: سقهن مقبلات، فقال: ما أرى قلائصك إلا كرامًا، قال: إنما هي غنيمتك التي شرطت لك، قال: خذ قلائصك يا ابن أخي، فغير سهمك أردنا.
وفي رواية عنه: خرجت مهاجرا إلى رسول الله ﷺ فلما أقبل الناس من بين خارج وقائم فجعل رسول الله ﷺ لا يرى جالسا إلا دنا إليه فسأله: هل لك من حاجة؟ وبدأ بالصف الأول ثم بالثاني ثم الثالث حتى دنا إلي، فقال: «لك من حاجة؟» قلت: نعم يا رسول الله! قال: وما حاجتك؟ قلت: «الإسلام» قال: «هو خير لك» قال: «وتهاجر» قلت: نعم قال: «هجرة البادية أو هجرة الباتة؟» قلت: أيهما أفضل؟ قال: «الهجرة الباتة: أن تثبت مع رسول الله ﷺ، وهجرة البادية أن ترجع إلى باديتك وعليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومكرهك ومنشطك، وأثرة عليك» قال: فبسطت يدي إليه، فبايعته، قال: واستثنى لي حيث لم أستثن لنفسي «فيما استطعت» قال: ونادى رسول الله ﷺ في غزوة تبوك فخرجت إلى أهلي، فوافقت أبي جالسا في الشمس يستدبرها فسلمت عليه بتسليم الإسلام، فقال: أصبوت؟ فقلت: أسلمت، فقال: لعل الله يجعل لنا ولك فيه خيرا، فرضيت بذلك منه، فبينا أنا معه إذ أتتني أختي تسلم علي، فقلت: يا أختاه! زوديني زاد المرأة أخاها غازيا، فأتتني بعجين في دلو، والدلو في مزود، فأقبلت، وقد خرج رسول الله ﷺ فجعلت أنادي: ألا من يحمل رجلًا له سهمه، فناداني شيخ من الأنصار، فقال: لنا سهمه على أن نحمله عقبة وطعامه معنا فقلت: نعم، قال: سر على بركة الله، فخرجت مع خير صاحب لي زادني حملانا على ما شارطت، وخصني بطعام سوى ما أطعم معه، حتى أفاء الله علينا، فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته وهو في خبائه، فدعوته فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله، ثم قال: سقهن مدبرات، فسقتهن مدبرات، ثم قال: سقهن
مقبلات، فسقتهن مقبلات، فقال: ما أرى قلائصك إلا كرامًا، قال: قلت: إنما هي غنيمتك التي شرطت لك، فقال: خذ قلائصك يا ابن أخي، فغير سهمك أردنا.

حسن: رواه أبو داود (٢٦٧٦) ومن طريقه البيهقي (٩/ ٢٨) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن واثلة بن الأسقع فذكره.

عن واثلة بن الأسقع، قال: نادى رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فخرجت إلى أهلي، فأقبلت وقد خرج أول صحابة رسول الله ﷺ فطفقت في المدينة أنادي: ألا من يحمل رجلًا له سهمه، فنادى شيخ من الأنصار، قال: لنا سهمه على أن نحمله عقبة وطعامه معنا؟ قلت: نعم، قال: فسر على بركة الله، قال: فخرجت مع خير صاحب حتى أفاء الله علينا، فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته، فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله، ثم قال: سقهن مدبرات، ثم قال: سقهن مقبلات، فقال: ما أرى قلائصك إلا كرامًا، قال: إنما هي غنيمتك التي شرطت لك، قال: خذ قلائصك يا ابن أخي، فغير سهمك أردنا.
وفي رواية عنه: خرجت مهاجرا إلى رسول الله ﷺ فلما أقبل الناس من بين خارج وقائم فجعل رسول الله ﷺ لا يرى جالسا إلا دنا إليه فسأله: هل لك من حاجة؟ وبدأ بالصف الأول ثم بالثاني ثم الثالث حتى دنا إلي، فقال: «لك من حاجة؟» قلت: نعم يا رسول الله! قال: وما حاجتك؟ قلت: «الإسلام» قال: «هو خير لك» قال: «وتهاجر» قلت: نعم قال: «هجرة البادية أو هجرة الباتة؟» قلت: أيهما أفضل؟ قال: «الهجرة الباتة: أن تثبت مع رسول الله ﷺ، وهجرة البادية أن ترجع إلى باديتك وعليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومكرهك ومنشطك، وأثرة عليك» قال: فبسطت يدي إليه، فبايعته، قال: واستثنى لي حيث لم أستثن لنفسي «فيما استطعت» قال: ونادى رسول الله ﷺ في غزوة تبوك فخرجت إلى أهلي، فوافقت أبي جالسا في الشمس يستدبرها فسلمت عليه بتسليم الإسلام، فقال: أصبوت؟ فقلت: أسلمت، فقال: لعل الله يجعل لنا ولك فيه خيرا، فرضيت بذلك منه، فبينا أنا معه إذ أتتني أختي تسلم علي، فقلت: يا أختاه! زوديني زاد المرأة أخاها غازيا، فأتتني بعجين في دلو، والدلو في مزود، فأقبلت، وقد خرج رسول الله ﷺ فجعلت أنادي: ألا من يحمل رجلًا له سهمه، فناداني شيخ من الأنصار، فقال: لنا سهمه على أن نحمله عقبة وطعامه معنا فقلت: نعم، قال: سر على بركة الله، فخرجت مع خير صاحب لي زادني حملانا على ما شارطت، وخصني بطعام سوى ما أطعم معه، حتى أفاء الله علينا، فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته وهو في خبائه، فدعوته فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله، ثم قال: سقهن مدبرات، فسقتهن مدبرات، ثم قال: سقهن
مقبلات، فسقتهن مقبلات، فقال: ما أرى قلائصك إلا كرامًا، قال: قلت: إنما هي غنيمتك التي شرطت لك، فقال: خذ قلائصك يا ابن أخي، فغير سهمك أردنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، هذا حديث عظيم يحكي قصة إسلام الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ويبين لنا نماذج رائعة من كرم الصحابة ووفائهم. سأشرحه لك جزءاً جزءاً معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● قلائص: نوق صغار أو إبل شابة.
● أفاء الله علينا: أي أنعم الله علينا بالغنائم والفيء.
● سقهن مدبرات/mقبلات: أي اسقِ الإبل وهي متجهة بأدبارها ثم اسقها وهي مقبلة بوجوهها (لاختبار جودتها).
● سهمه: نصيبه من الغنيمة.
● الهجرة الباتة: الهجرة الدائمة التي يبات معها الشخص عند النبي صلى الله عليه وسلم.
● الهجرة البادية: الهجرة المؤقتة ثم العودة إلى البادية.

ثانياً. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى مشهدين:
المشهد الأول: بيعة واثلة وهجرته:
يحدثنا واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن كيفية إسلامه وهداية الله له. فقد قدم مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحين فرصة لقاء كل قادم جديد ليسأله عن حاجته ويبشره بالإسلام، مما يدل على شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته وحرصه على هدايتهم.
عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن حاجته، كانت إجابة واثلة جامعة: "الإسلام"، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام خير له، ثم بين له نوعي الهجرة:
1- هجرة البادية: وهي أن يسلم ثم يعود إلى قومه في البادية مع التزامه بالإسلام وأحكامه (السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره).
2- هجرة الباتة: وهي أن يثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وقد اختار واثلة الهجرة الباتة، فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام والسمع والطاعة "فيما استطاع"، وهي رخصة من النبي صلى الله عليه وسلم له تدل على الرفق بالصحابة ومراعاة ظروفهم.
المشهد الثاني: الغزو والوفاء:
في غزوة تبوك، نادى النبي صلى الله عليه وسلم للخروج للجهاد، فذهب واثلة إلى أهله ليستعد ويودعهم. وهنا نرى موقفاً عظيماً لأبيه وأخته حيث قبلوا إسلامه ودعوا له، ثم زودته أخته بزاد للغزو.
تأخر واثلة عن الركب، فبدأ ينادي في المدينة: "ألا من يحمل رجلاً له سهمه"، أي من يوافق على أن يحمله إلى الجيش في الغزو على أن يكون له نصيبه (سهمه) من الغنيمة. فاستجاب له رجل أنصاري كريم، واشترط عليه أن يحمله "عقبة" (أي في الطريق) ويوفر له الطعام.
وهنا تظهر أخلاق الأنصار وجميل صنيعهم، فلم يكتفِ هذا الأنصاري بالشرط، بل زاده حملاً وطعاماً خاصاً به أثناء الرحلة.
بعد أن أنعم الله عليهم بالنصر والغنيمة، أصاب واثلة نصيبه من الغنائم (قلائص)، فذهب بها إلى الأنصاري ليعطيه إياها وفاءً بالشرط. لكن الأنصاري امتحن الإبل (بأن طلب منه سوقها مدبرات ثم مقبلات) ليتأكد من جودتها، ثم قال كلمته العظيمة: "خذ قلائصك يا ابن أخي، فغير سهمك أردنا". أي أننا لم نرد منك سهمك الحقيقي، بل أردنا أن نعينك على الخير وننال الأجر من الله، فخذ غنيمتك وبارك الله لك فيها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس: وذلك بسؤاله عن حاجته وتبشيره بالإسلام.
2- مرونة الإسلام ويسره: حيث رخص النبي صلى الله عليه وسلم لـ واثلة في البيعة "فيما استطاع"، مما يدل على أن الإسلام دين يسر لا عسر.
3- فضل الجهاد في سبيل الله: وحرص الصحابة على المشاركة فيه حتى لو تأخروا.
4- الإيثار والكرم والوفاء: الذي تجلى في موقف الأنصاري، حيث حمل واثلة وأطعمه ثم تنازل عن حقه في الغنيمة طلباً للأجر من الله. وهذا من أعلى درجات الإيثار.
5- بركة الصحبة الصالحة: فرفقة الأنصاري كانت خير رفيق، وزاده خيراً على ما اشترط.
6- قبول التوبة من الآباء: حيث قبل والد واثلة إسلامه ودعا له، مما يدل على أهمية الصلة والبر بالوالدين حتى في حال اختلاف الدين، مع الدعاء لهم بالهداية.

رابعاً. معلومات إضافية:


● غزوة تبوك: كانت آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ظروف صعبة من قلة الماء والزاد وشدة الحر.
● الأنصار: هم أهل المدينة الذين استضافوا النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين، واشتهروا بالإيثار والكرم، وهذا الموقف خير دليل على ذلك.
● الحديث يرويه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٦٧٦) ومن طريقه البيهقي (٩/ ٢٨) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن واثلة بن الأسقع فذكره. واللفظ الأول لهما.
ورواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٨٠ - ٨١) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٩٢١) من طريق محمد بن شعيب بن شابور به باللفظ الثاني.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن عبد الله الحضرمي، فإنه حسن الحديث فقد وثّقه الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٤٣٧) والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في مشاهير علماء الأنصار: كان متقنا، وفيه أيضا محمد بن شعيب بن شابور، وهو صدوق.
وقوله: «فغير سهمك أردنا» يشبه أن يكون معناه: إني لم أرد سهمك من المغنم، إنما أردت مشاركتك في الأجر والثواب. قاله الخطابي في المعالم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 754 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يحمل رجلاً له سهمه

  • 📜 حديث: من يحمل رجلاً له سهمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يحمل رجلاً له سهمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يحمل رجلاً له سهمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يحمل رجلاً له سهمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب