حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قدوم هوازن مسلمين، وتخيير النبي ﷺ لهم بين السبايا والأموال

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت رسول الله ﷺ يوم حنين وجاءته وفود هوازن فقالوا: يا محمد! إنا أصل وعشيرة فمن علينا من الله عليك فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فقال: «اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم» قالوا: خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا فقال: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا صليتُ الظهر فقولوا: إنا نستشفع برسول الله ﷺ على المؤمنين وبالمؤمنين على رسول الله ﷺ في نسائنا وأبنائنا» قال: ففعلوا فقال رسول الله ﷺ: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم» وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله ﷺ وقالت الأنصار مثل ذلك، وقال عيينة بن بدر: أما ما كان لي ولبني فزارة فلا، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، فقالت الحيان: كذبت بل هو لرسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم فمن تمسك بشيء من الفيء فله علينا ستة فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا» ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون: اقسم علينا فيئنا بيننا، حتى ألجؤوه إلى سمرة فخطفت رداءه، فقال: «يا أيها الناس! ردوا علي ردائي فوالله! لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ثم لا تُلفُوني بخيلًا ولا جبانًا ولا كذوبًا» ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصابعه السبابة
والوسطى ثم رفعها فقال: «يا أيها الناس! ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فردوا الخياط والمخيط، فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارًا ونارًا وشنارًا». فقام رجل معه كُبة من شعر فقال: إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر قال: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك» فقال الرجل: يا رسول الله! أما إذ بلغت ما أرى فلا أرب لي بها ونبذها.

حسن: رواه النسائي (٣٦٨٨)، وأبو داود (٢٦٩٤)، وأحمد (٧٠٣٧)، والبيهقي (٦/ ٣٣٦) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، قال: حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت رسول الله ﷺ يوم حنين وجاءته وفود هوازن فقالوا: يا محمد! إنا أصل وعشيرة فمن علينا من الله عليك فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فقال: «اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم» قالوا: خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا فقال: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا صليتُ الظهر فقولوا: إنا نستشفع برسول الله ﷺ على المؤمنين وبالمؤمنين على رسول الله ﷺ في نسائنا وأبنائنا» قال: ففعلوا فقال رسول الله ﷺ: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم» وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله ﷺ وقالت الأنصار مثل ذلك، وقال عيينة بن بدر: أما ما كان لي ولبني فزارة فلا، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، فقالت الحيان: كذبت بل هو لرسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم فمن تمسك بشيء من الفيء فله علينا ستة فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا» ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون: اقسم علينا فيئنا بيننا، حتى ألجؤوه إلى سمرة فخطفت رداءه، فقال: «يا أيها الناس! ردوا علي ردائي فوالله! لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ثم لا تُلفُوني بخيلًا ولا جبانًا ولا كذوبًا» ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصابعه السبابة
والوسطى ثم رفعها فقال: «يا أيها الناس! ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فردوا الخياط والمخيط، فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارًا ونارًا وشنارًا». فقام رجل معه كُبة من شعر فقال: إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر قال: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك» فقال الرجل: يا رسول الله! أما إذ بلغت ما أرى فلا أرب لي بها ونبذها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، يرويه عبدالله بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده، ويحكي قصة فتح حنين وموقف رسول الله ﷺ مع أسرى هوازن، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه.

شرح المفردات:


● حنين: واد بين مكة والطائف حيث وقعت المعركة الشهيرة.
● هوازن: قبيلة عربية كبيرة كانت من أشد المعارضين للإسلام.
● أصل وعشيرة: أي أنهم من قبيلة النبي ﷺ ذاتها (قريش من قبيلة هوازن).
● من علينا من الله عليك: اطلب من الله أن يعطف علينا ويغفر لنا.
● الفيء: الغنائم والأموال التي يحصل عليها المسلمون من الحرب.
● السمرة: شجرة من الأشجار الصغيرة.
● الغلول: الخيانة وأخذ شيء من الغنيمة خلسة.
● الشنار: العار والفضيحة.

شرح الحديث:


بعد انتصار المسلمين في غزوة حنين، جاءت وفود من قبيلة هوازن إلى النبي ﷺ وهم أسرى، وطلبوا منه الرحمة والإحسان إليهم لأنهم من عشيرته، فخيرهم النبي ﷺ بين أموالهم أو نسائهم وأبنائهم (الأسرى)، فاختاروا أبناءهم ونساءهم.
هنا أظهر النبي ﷺ عظمة أخلاقه، فوهب نصيبه ونصيب بني عبد المطلب من الأسرى لهم. ثم طلب من الوفد أن يطلبوا من المسلمين بعد صلاة الظهر أن يشفعوا لهم عند النبي ﷺ ليعطيهم أسرىهم.
عندما صلى النبي ﷺ الظهر، طلبوا منه كما أمرهم، فاستجاب لهم ووهب نصيبه، فتبع المهاجرون والأنصار مثال النبي ﷺ ووهبوا أسرىهم، إلا بعض القبائل مثل بني فزارة وتميم وسليم الذين رفضوا initially.
لكن بعد إلحاح القبائل الأخرى، وافق الجميع على تحرير الأسرى. ثم أوضح النبي ﷺ للناس أن من أخذ شيئًا من الغنائم يجب أن يرده، ووعده بأن يعوضه بخير منه.
وعندما احتشد الناس حوله يطلبون تقسيم الغنائم، وألجؤوه إلى شجرة حتى مزقوا رداءه، هنا أوضح النبي ﷺ أنه ليس بخيل ولا جبان، وأنه لو كان عنده ما يكفي لقسمه بينهم.
ثم أخذ شعرة من سنام بعيره وأعلن أن ليس له من الغنائم إلا الخمس (نصيب الله ورسوله)، وأن هذا الخمس سيعود إليهم، وحذر من الغلول (الخيانة في الغنائم) وأنه سيكون عارًا ونارًا لأهله يوم القيامة.

الدروس المستفادة:


1- الرحمة والشفقة: تجلت رحمة النبي ﷺ حتى بأعدائه، حيث عفا عنهم وأطلق سراحهم.
2- الكرم والعطاء: النبي ﷺ ضرب أروع الأمثلة في الكرم بالتخلي عن حقه وحق عشيرته.
3- العدل في تقسيم الغنائم: بيان نظام الغنائم في الإسلام وأن خمسها لله والرسول.
4- تحريم الغلول: تحذير شديد من أخذ شيء من الغنائم بغير حق.
5- الصبر والحلم: تحمل النبي ﷺ لإلحاح الناس واحتشادهم حوله.
6- التضامن الاجتماعي: تعاون المسلمين وتضامنهم في تحرير الأسرى.

معلومات إضافية:


- هذا الموقف يظهر كيف كان النبي ﷺ يستخدم المواقف لتعليم الصحابة والأمة دروسًا في الأخلاق والإيمان.
- الحديث يبين نظام الغنائم في الإسلام الذي نظمه القرآن في سورة الأنفال.
- قصة الرجل الذي رد كبة الشعر show كيف كان الصحابة يتأثرون بأخلاق النبي ﷺ ويتوبون عن أخطائهم.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٦٨٨)، وأبو داود (٢٦٩٤)، وأحمد (٧٠٣٧)، والبيهقي (٦/ ٣٣٦) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، قال: حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره. ومنهم من اختصره. وهو في سيرة ابن هشام (٢/ ٤٨٩). وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وشيخه عمرو بن شعيب.
قال الزهري: وأخبرني ابن المسيب: أنهم أصابوا يومئذ ستة آلاف من السبي، فجاؤوا مسلمين بعد ذلك، ذكره ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٥٥)
وأما ما روي عن أبي جَرْوَلٍ زُهَيْر بن صُرَدٍ الْجُشَمِيّ، يَقُولُ: لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ حُنينٍ يَوْمَ هَوَازِنَ، وَذَهَبَ يُفَرِّقُ الشُّبَّانَ وَالسَّبْيَ أَنْشَدْتُهُ هَذَا الشَّعْرَ:
امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ ونَنَتْظِرُ
امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُفَرَّقًا شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ
أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هَتَّافًا عَلَى حُزُنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغُمُرُ
إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ
امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأتِي وَمَا تَذَرُ
لا تَجْعَلَنا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... فَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زهر
إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ
فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ ... مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهَرُ
يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كَمْتُ الْجِيَادِ بِهِ ... عِنْدَ الْهياجِ إِذَا مَا اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ
إِنَّا نُؤمّلُ عَفْوًا مِنْكَ نَلْبَسُهُ ... هَادِي الْبَرِيَّةِ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ
فَاعْفُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يَهْدِي لَكَ الظُّفَرُ
فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الشَّعْرَ قَالَ: «مَا كَانَ لِي وَلبَني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ»، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ. فهو ضعيف.
رواه الطبراني في الكبير (٥/ ٣١١، ٣١٢) عن عبيد الله بن رماحس الجشمي، ثنا أبو عمرو زياد بن طارق - وكان قد لبث عليه عشرون ومائة سنة، قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي، يقول: فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٨٧): رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه من لم أعرفهم.
قال الأعظمي: يقصد بهذا عبيد الله بن رماحس شيخ الطبراني، وزياد بن طارق.
وعبيد الله بن رماحس القيسي الرملي ذكره الذهبي في الميزان (٣/ ٦) وقال: «روى عنه الأمير بدر الحمامى، وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن إسماعيل بن عاصم، وأبو سعيد بن الأعرابي، والحسن بن زيد الجعفري، ومحمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسي. وكان معمرًا، ما رأيت للمتقدمين فيه جرحًا، وما هو بمعتمد عليه. ثم رأيت الحديث الذي رواه له (يعني: هذا الحديث) علة قادحة. قال أبو عمر بن عبد البر في شعر زهير: رواه عبيد الله بن رماحس، عن زياد بن طارق، عن زياد بن صرد بن زهير، عن أبيه، عن جده زهير بن صرد، فعمد عبيد الله إلى الإسناد وأسقط رجلين منه، وما قنع بذلك حتى صرح بأن زياد بن طارق قال: حدثني زهير، هكذا هو في معجم الطبراني وغيره بإسقاط اثنين من سنده».
قال الأعظمي: إن صح هذا القول فعبيد الله بن رماحس يتهم بالكذب، وأما زياد بن طارق فهو مجهول.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 744 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض

  • 📜 حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب