حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قدوم هوازن مسلمين، وتخيير النبي ﷺ لهم بين السبايا والأموال
والوسطى ثم رفعها فقال: «يا أيها الناس! ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فردوا الخياط والمخيط، فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارًا ونارًا وشنارًا». فقام رجل معه كُبة من شعر فقال: إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر قال: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك» فقال الرجل: يا رسول الله! أما إذ بلغت ما أرى فلا أرب لي بها ونبذها.
حسن: رواه النسائي (٣٦٨٨)، وأبو داود (٢٦٩٤)، وأحمد (٧٠٣٧)، والبيهقي (٦/ ٣٣٦) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، قال: حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، يرويه عبدالله بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده، ويحكي قصة فتح حنين وموقف رسول الله ﷺ مع أسرى هوازن، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه.
شرح المفردات:
● حنين: واد بين مكة والطائف حيث وقعت المعركة الشهيرة.
● هوازن: قبيلة عربية كبيرة كانت من أشد المعارضين للإسلام.
● أصل وعشيرة: أي أنهم من قبيلة النبي ﷺ ذاتها (قريش من قبيلة هوازن).
● من علينا من الله عليك: اطلب من الله أن يعطف علينا ويغفر لنا.
● الفيء: الغنائم والأموال التي يحصل عليها المسلمون من الحرب.
● السمرة: شجرة من الأشجار الصغيرة.
● الغلول: الخيانة وأخذ شيء من الغنيمة خلسة.
● الشنار: العار والفضيحة.
شرح الحديث:
بعد انتصار المسلمين في غزوة حنين، جاءت وفود من قبيلة هوازن إلى النبي ﷺ وهم أسرى، وطلبوا منه الرحمة والإحسان إليهم لأنهم من عشيرته، فخيرهم النبي ﷺ بين أموالهم أو نسائهم وأبنائهم (الأسرى)، فاختاروا أبناءهم ونساءهم.
هنا أظهر النبي ﷺ عظمة أخلاقه، فوهب نصيبه ونصيب بني عبد المطلب من الأسرى لهم. ثم طلب من الوفد أن يطلبوا من المسلمين بعد صلاة الظهر أن يشفعوا لهم عند النبي ﷺ ليعطيهم أسرىهم.
عندما صلى النبي ﷺ الظهر، طلبوا منه كما أمرهم، فاستجاب لهم ووهب نصيبه، فتبع المهاجرون والأنصار مثال النبي ﷺ ووهبوا أسرىهم، إلا بعض القبائل مثل بني فزارة وتميم وسليم الذين رفضوا initially.
لكن بعد إلحاح القبائل الأخرى، وافق الجميع على تحرير الأسرى. ثم أوضح النبي ﷺ للناس أن من أخذ شيئًا من الغنائم يجب أن يرده، ووعده بأن يعوضه بخير منه.
وعندما احتشد الناس حوله يطلبون تقسيم الغنائم، وألجؤوه إلى شجرة حتى مزقوا رداءه، هنا أوضح النبي ﷺ أنه ليس بخيل ولا جبان، وأنه لو كان عنده ما يكفي لقسمه بينهم.
ثم أخذ شعرة من سنام بعيره وأعلن أن ليس له من الغنائم إلا الخمس (نصيب الله ورسوله)، وأن هذا الخمس سيعود إليهم، وحذر من الغلول (الخيانة في الغنائم) وأنه سيكون عارًا ونارًا لأهله يوم القيامة.
الدروس المستفادة:
1- الرحمة والشفقة: تجلت رحمة النبي ﷺ حتى بأعدائه، حيث عفا عنهم وأطلق سراحهم.
2- الكرم والعطاء: النبي ﷺ ضرب أروع الأمثلة في الكرم بالتخلي عن حقه وحق عشيرته.
3- العدل في تقسيم الغنائم: بيان نظام الغنائم في الإسلام وأن خمسها لله والرسول.
4- تحريم الغلول: تحذير شديد من أخذ شيء من الغنائم بغير حق.
5- الصبر والحلم: تحمل النبي ﷺ لإلحاح الناس واحتشادهم حوله.
6- التضامن الاجتماعي: تعاون المسلمين وتضامنهم في تحرير الأسرى.
معلومات إضافية:
- هذا الموقف يظهر كيف كان النبي ﷺ يستخدم المواقف لتعليم الصحابة والأمة دروسًا في الأخلاق والإيمان.
- الحديث يبين نظام الغنائم في الإسلام الذي نظمه القرآن في سورة الأنفال.
- قصة الرجل الذي رد كبة الشعر show كيف كان الصحابة يتأثرون بأخلاق النبي ﷺ ويتوبون عن أخطائهم.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الزهري: وأخبرني ابن المسيب: أنهم أصابوا يومئذ ستة آلاف من السبي، فجاؤوا مسلمين بعد ذلك، ذكره ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٥٥)
وأما ما روي عن أبي جَرْوَلٍ زُهَيْر بن صُرَدٍ الْجُشَمِيّ، يَقُولُ: لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ حُنينٍ يَوْمَ هَوَازِنَ، وَذَهَبَ يُفَرِّقُ الشُّبَّانَ وَالسَّبْيَ أَنْشَدْتُهُ هَذَا الشَّعْرَ:
امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ ونَنَتْظِرُ
امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُفَرَّقًا شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ
أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هَتَّافًا عَلَى حُزُنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغُمُرُ
إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ
امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأتِي وَمَا تَذَرُ
لا تَجْعَلَنا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... فَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زهر
إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ
فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ ... مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهَرُ
يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كَمْتُ الْجِيَادِ بِهِ ... عِنْدَ الْهياجِ إِذَا مَا اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ
إِنَّا نُؤمّلُ عَفْوًا مِنْكَ نَلْبَسُهُ ... هَادِي الْبَرِيَّةِ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ
فَاعْفُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يَهْدِي لَكَ الظُّفَرُ
فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الشَّعْرَ قَالَ: «مَا كَانَ لِي وَلبَني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ»، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ. فهو ضعيف.
رواه الطبراني في الكبير (٥/ ٣١١، ٣١٢) عن عبيد الله بن رماحس الجشمي، ثنا أبو عمرو زياد بن طارق - وكان قد لبث عليه عشرون ومائة سنة، قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي، يقول: فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٨٧): رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه من لم أعرفهم.
قال الأعظمي: يقصد بهذا عبيد الله بن رماحس شيخ الطبراني، وزياد بن طارق.
وعبيد الله بن رماحس القيسي الرملي ذكره الذهبي في الميزان (٣/ ٦) وقال: «روى عنه الأمير بدر الحمامى، وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن إسماعيل بن عاصم، وأبو سعيد بن الأعرابي، والحسن بن زيد الجعفري، ومحمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسي. وكان معمرًا، ما رأيت للمتقدمين فيه جرحًا، وما هو بمعتمد عليه. ثم رأيت الحديث الذي رواه له (يعني: هذا الحديث) علة قادحة. قال أبو عمر بن عبد البر في شعر زهير: رواه عبيد الله بن رماحس، عن زياد بن طارق، عن زياد بن صرد بن زهير، عن أبيه، عن جده زهير بن صرد، فعمد عبيد الله إلى الإسناد وأسقط رجلين منه، وما قنع بذلك حتى صرح بأن زياد بن طارق قال: حدثني زهير، هكذا هو في معجم الطبراني وغيره بإسقاط اثنين من سنده».
قال الأعظمي: إن صح هذا القول فعبيد الله بن رماحس يتهم بالكذب، وأما زياد بن طارق فهو مجهول.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 744 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
- 723 ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
- 724 اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه
- 725 إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ:...
- 726 بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد...
- 727 بَعْثُ جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ
- 728 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه...
- 729 اغدوا على القتال فأصابهم جراح
- 730 عن مخنث يدل على بنت غيلان فقال النبي: لا يدخل...
- 731 فضل من بلغ بسهم في سبيل الله درجة في الجنة
- 732 من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام
- 733 سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا
- 734 اللهم اهد ثقيفًا
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 738 أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
- 739 آثر رسول الله ﷺ ناسًا في القسمة يوم حنين
- 740 أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
- 741 أعطاني رسول الله حتى صار أحب الناس إلي
- 742 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مائة...
- 743 إن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد...
- 744 من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
- 745 عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَهْوَ نَازِلٌ...
- 746 منع الله النبي ﷺ من سراقة بن مالك
- 747 اعتمر النبي أربع عمر كلهن في ذي القعدة
- 748 من جهز جيش العسرة فله الجنة
- 749 كان رسول الله قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها
- 750 ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم
- 751 وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ
- 752 ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا...
- 753 خروج النبي ﷺ يوم الخميس في غزوة تبوك
- 754 من يحمل رجلاً له سهمه
- 755 تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي
- 756 خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة
- 757 كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ...
- 758 اللهم احمل عليها في سبيلك القوي والضعيف والرطب واليابس
- 759 خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا...
- 760 أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
- 761 أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
- 762 من سبقني إلى الماء لعنه الله
- 763 النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته
- 764 لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم
- 765 من اعتجن من هذه بئرهم شيئا فليلقه
- 766 لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم
- 767 خير دور الأنصار دار بني النجار
- 768 خطب رسول الله يوم تبوك فقال: ما في الناس مثل...
معلومات عن حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
📜 حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








