كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم

حديث: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم

عن أبي هريرة قال: كنا مع النبي ﷺ في مسير قال: فنفدت أزواد القوم قال: حتى هم بنحر بعض حمائلهم قال: فقال عمر: يا رسول الله! لو جمعت ما بقي من أزواد القوم، فدعوت الله عليها، قال: ففعل قال: فجاء ذو البر ببره وذو التمر بتمره (وقال مجاهد وذو النواة بنواه) قلت: وما كانوا يصنعون بالنوى؟ قال: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم قال: فقال عند ذلك «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٧) عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر، قال: حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن مالك بن مِغوَل، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:

● في مسير: أثناء سفرهم.
● نفدت أزواد القوم: فنيت وانهكت مؤونتهم من الطعام.
● حمائلهم: إبلهم التي يحملون عليها متاعهم.
● ذو البر ببره: صاحب القمح بقمحه.
● ذو التمر بتمره: صاحب التمر بتمره.
● ذو النواة بنواه: صاحب النوى بنواه (وهي بذور التمر).
● يمصونه: يضعونه في أفواههم لاستخراج ما فيه من طعم.
● أزودتهم: أوعيتهم التي يحملون فيها الزاد والطعام.

ثانيًا. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن موقف حدث أثناء سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث نفد طعام القوم ولم يعد لديهم ما يأكلونه، حتى وصل بهم الجوع إلى درجة التفكير في ذبح بعض الإبل التي يحملون عليها متاعهم ليأكلوها.
وهنا تظهر حكمة وحسن تدبير الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اقترح على النبي صلى الله عليه وسلم فكرة حكيمة: جمع ما تبقى من القليل من الطعام عند الصحابة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة.
فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم للاقتراح، فجمع الناس ما بقي عندهم من طعام، فجاء كل شخص بما عنده، فمنهم من جاء بحفنة من القمح، وآخر بحفنة من التمر، وآخر بحفنة من نوى التمر الذي كانوا يستعملونه في ذلك الوقت بأن يمصوه ويشربون عليه الماء ليحصلوا على شيء من الطعم والغذاء.
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الطعام القليل بالبركة، فحدثت المعجزة بفضل الله تعالى ثم بدعاء نبيه، فبارك الله في هذا الطعام القليل حتى كفى الجميع، وملأ كل شخص وعاءه منه، بل وتوفر منه الكثير.
وانتهز النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة العظيمة، وهي حالة استشعار الصحابة للضعف البشري والحاجة إلى الله، وبروز معجزة النبوة الواضحة، ليعلمهم ويبشرهم بأعظم كرامة يمكن أن ينالها الإنسان، فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة».

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالدعاء فقط، بل جمع الطعام القليل المتوفر، وهذا درس في وجوب الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.
2- مشروعية المشورة وأخذ الرأي: النبي صلى الله عليه وسلم قبل مشورة عمر رضي الله عنه، مما يدل على أهمية الشورى حتى ولو كان المستشَرُ أعلم الناس.
3- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث معجزة ظاهرة على نبوته، حيث بارك الله في القليل حتى became كثيراً.
4- عظم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: هذه الكلمات هي مفتاح الجنة وأعظم أسباب النجاة، شرط أن يكون إيمان العبد بها يقينياً خالياً من الشك والريب.
5- بيان فضل عمر رضي الله عنه: حيث منَّ الله عليه بفكرة صائبة في وقت الشدة.
6- استشعار نعم الله: الموقف يذكر المسلمين بنعمة الطعام ويحثهم على شكر الله عليها.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في استحباب جمع الطعام القليل والدعاء عليه عند الحاجة.
- فيه بيان لإحدى معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الحسية التي كانت لتثبيت إيمان الصحابة.
- الحديث يرد على منكري المعجزات الحسية للنبي صلى الله عليه وسلم.
- قوله "غير شاك" يعني غير مرتاب ولا متردد، بل يكون مؤمناً يقيناً بمعنى هذه الكلمات والعمل بمقتضاها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يقابلونه بهاتين الشهادتين على وجه اليقين الكامل، وأن يدخلنا جنات النعيم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٢٧) عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر، قال: حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن مالك بن مِغوَل، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 757 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم

📜 حديث: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ القوم أزودتهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية