حديث: قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في غنائم حنين

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وكنتم عَالَةً، فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي» كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ: «مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ»قَالَ: كُلَّمَا قَال شَيْئًا، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ: «لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ: جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا. أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ ﷺ إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٠) ومسلم في الزّكاة (١٣٩: ١٠٦١) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عبّاد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: فذكره.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وكنتم عَالَةً، فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي» كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ: «مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ»قَالَ: كُلَّمَا قَال شَيْئًا، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ: «لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ: جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا. أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ ﷺ إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه:

الحديث:


عن عبد الله بن زيد بن عاصم، قال: لما أفاء الله على رسوله ﷺ يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئًا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي» كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمن. قال: «ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله ﷺ» قال: كلما قال شيئًا، قالوا: الله ورسوله أمن. قال: «لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا. أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبي ﷺ إلى رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا وشعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».

شرح المفردات:


● أفاء الله: أي أعطى الله رسوله الغنائم والفيء (وهو ما يحصل عليه المسلمون من أموال الكفار بدون قتال).
● المؤلفة قلوبهم: هم الذين أسلموا حديثًا، وكانت قلوبهم لا تزال تحتاج إلى تثبيت وتأليف على الإسلام، فكان النبي ﷺ يعطيهم من الغنائم لترغيبهم في الإسلام وتقوية إيمانهم.
● وجدوا: أي حزنوا وغضبوا.
● ضلالًا: أي في ضلال عن الحق قبل الإسلام.
● عالة: فقراء محتاجين.
● أمن: أي أكثر إحسانًا ومنة.
● الشعار: الثوب الذي يلي الجسد.
● الدثار: الثوب الخارجي فوق الشعار.
● أثرة: استئثارًا وظلمًا، أي أن بعض الناس سيستأثرون بالمناصب والمال دونكم.
● الحوض: حوض النبي ﷺ في يوم القيامة الذي سيشرب منه المؤمنون.

شرح الحديث:


بعد انتصار المسلمين في غزوة حنين، أعطى الله رسوله ﷺ غنائم كثيرة، فقام النبي ﷺ بتوزيعها على المسلمين، ولكنه أعطى المؤلفة قلوبهم (وهم حديثو العهد بالإسلام) نصيبًا كبيرًا من الغنائم، ولم يعطِ الأنصار -وهم أهل المدينة الذين ناصروا الإسلام- شيئًا من هذه الغنائم. فحزن الأنصار وشعروا ببعض الغضب لأنهم لم يأخذوا مثل غيرهم، مع أنهم كانوا أحق بالغنائم لسبقهم في الإسلام ونصرتهم للدعوة.
فلما علم النبي ﷺ بمشاعرهم، جمعهم وخاطبهم بهذا الخطاب العظيم، الذي بين فيه فضلهم ومنزلتهم عنده وعند الله. فبدأ بذكر النعم التي أنعم الله بها عليهم عن طريق الإسلام والنبي ﷺ، وهي:
1. أنهم كانوا ضلالًا قبل الإسلام، فهداهم الله به.
2. أنهم كانوا متفرقين متحاربين، فألف الله بين قلوبهم به.
3. أنهم كانوا فقراء، فأغنى الله به.
وكلما ذكر النبي ﷺ نعمة من هذه النعم، قال الأنصار: "الله ورسوله أمن" أي أن الله ورسوله هما صاحبا الفضل والمنة علينا.
ثم بين النبي ﷺ أنهم لو أرادوا أن يذكروا خدماتهم له لما استطاع أن يكافئهم، فقال: "لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا" أي لو ذكرتم ما قدمتموه من تضحيات لنبي الله لما استطعنا رد جميلكم.
ثم بين النبي ﷺ أن أعظم هدية حصلوا عليها هي النبي ﷺ نفسه، حيث قال: "أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبي ﷺ إلى رحالكم" أي أن غيرهم أخذ غنائم دنيوية، أما هم فأعظم غنيمة هي وجود النبي ﷺ بينهم.
ثم أكد النبي ﷺ على محبته للأنصار واختياره لهم، فقال: "لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار" أي لو لم يكن من قريش لكان من الأنصار، ثم ضرب المثل بالوادي والشعب فقال: "لو سلك الناس واديًا وشعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها" أي أني دائمًا معكم وأختاركم على غيركم.
ثم شبه النبي ﷺ الأنصار بالشعار (الثوب الداخلي) والناس بالدثار (الثوب الخارجي)، فالشعار أقرب إلى الجسد، فكذلك الأنصار أقرب إلى النبي ﷺ من غيرهم.
ثم بشرهم النبي ﷺ بأنهم سيواجهون بعد وفاته استئثارًا من بعض الناس بالمناصب والمال، ونهاهم عن الثورة والغضب، وأمرهم بالصبر حتى يلتقوه على الحوض في الجنة.

الدروس المستفادة:


1- الحكمة في توزيع الغنائم: كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم لتحبيب الإسلام في قلوبهم، وهذا من حكمته في الدعوة.
2- الاعتراف بالجميل: النبي ﷺ承认 بفضل الأنصار وشكرهم على نصرتهم.
3- الصبر على الظلم: أمر النبي ﷺ الأنصار بالصبر على ما سيحصل لهم من استئثار بعد وفاته.
4- محبة النبي ﷺ للأنصار: بين الحديث مدى حب النبي ﷺ للأنصار واختياره لهم على غيرهم.
5- الترغيب في الآخرة: ذَكّر النبي ﷺ الأنصار بأن الجزاء الحقيقي سيكون عند الحوض في الآخرة، وليس في الدنيا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٠) ومسلم في الزّكاة (١٣٩: ١٠٦١) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عبّاد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 735 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا

  • 📜 حديث: قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب