حديث: خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا أن رقابهم ستنقطع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قلة الطعام والشراب وظهور المعجزات في غزوة تبوك

عن ابن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن العسرة، قال: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا، أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء، فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله! قد عودك الله في الدعاء خيرًا، فادع لنا، فقال: «أتحب ذلك؟» قال: نعم، قال: فرفع يديه ﷺ، فلم يرجعهما حتى أظلت سحابة، فسكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر.

صحيح: رواه ابن حبان (١٣٨٣) والبزار - كشف الأستار (١٨٤١) والحاكم (١/ ١٥٩) والبيهقي في الدلائل (٥/ ٢٣١) كلهم من حديث ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعد بن أبي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عن نافع بن جبير، عن عبد الله بن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن العسرة، قال: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا، أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء، فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله! قد عودك الله في الدعاء خيرًا، فادع لنا، فقال: «أتحب ذلك؟» قال: نعم، قال: فرفع يديه ﷺ، فلم يرجعهما حتى أظلت سحابة، فسكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، مع بيان فوائده وعبره:

أولاً. شرح المفردات:


● العسرة: الشدة والضيق، والمقصود هنا غزوة تبوك التي كانت في ظروف قاسية.
● القيظ: شدة الحر.
● فرثه: ما في بطن البعير من الطعام غير المهضوم.
● كبده: الكبد، وهنا يقصد به مكان الكبد أي الجوف.
● أظلت سحابة: غطتهم السحابة ووقعت فوقهم.
● لم نجدها جاوزت العسكر: أن المطر لم يتجاوز مكان الجيش، بل كان محصوراً عليهم فقط.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن بعض الناس طلبوا من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يحدثهم عن شدة وغزوة تبوك، فذكر عمر قصة عظيمة تدل على كرامة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه.
ففي غزوة تبوك التي كانت في حر شديد، نزل الجيش في مكان واشتد بهم العطش حتى ظنوا أنهم سيموتون عطشاً. بلغت الشدة أن الرجل كان يذهب ليبحث عن الماء فلا يعود، ويظن أصحابه أنه مات في الطريق. وكان بعضهم ينحر بعيره ليخرج ما في بطنه من الطعام غير المهضوم (الفرث) فيعصره ليشرب ما فيه من ماء قليل، ويضع الباقي على كبده (أي على جوفه) ليرطبه.
وهنا تظهر حكمة الصديق رضي الله عنه، حيث قال للرسول صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله! قد عودك الله في الدعاء خيراً فادع لنا"، أي أن الله تعالى قد اعتاد أن يستجيب دعاءك، فادع الله لنا أن يفرج عنا هذه الشدة.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال: "أتحب ذلك؟" تأكيداً على رغبتهم، فلما أجاب أبو بكر بالإيجاب، رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى الله تعالى داعياً، واستمر في الدعاء حتى جاءت سحابة وأمطرت عليهم، فملأوا كل ما معهم من أوعية بالماء. والأعجب من ذلك أنهم عندما خرجوا ليتحققوا من الأمر، وجدوا أن المطر لم يتجاوز مكان معسكرهم، بل كان محصوراً عليهم فقط، مما يدل على أن هذه كانت معجزة خاصة بهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- فضل الدعاء وكرم الله تعالى: فإن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب، وهذا من خصائصه.
2- مكانة أبي بكر الصديق: حيث كان حريصاً على مصلحة المسلمين، وذكياً في التوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء.
3- الصبر على الشدائد: فإن الصحابة تحملوا العطش والجوع في سبيل الله.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: فقد فعل الصحابة ما يستطيعون من أسباب ثم لجأوا إلى الدعاء.
5- الإيمان بمعجزات النبي صلى الله عليه وسلم: فهذه من آيات نبوته التي يؤيده الله بها.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الدعاء سبب لتفريج الكربات.
- ينبغي للمسلم أن يلجأ إلى الله في الشدائد مع الأخذ بالأسباب.
- فضل غزوة تبوك وما لاقاه الصحابة من مشاق في سبيل الله.
- استجابة الله لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم بشكل عاجل وخارق للعادة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (١٣٨٣) والبزار - كشف الأستار (١٨٤١) والحاكم (١/ ١٥٩) والبيهقي في الدلائل (٥/ ٢٣١) كلهم من حديث ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعد بن أبي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عن نافع بن جبير، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
تنبيه: سقط من إسناد ابن حبان «عتبة بن أبي عتبة».
وروى البيهقي في الدلائل (٥/ ٢٢٧) عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ [التوبة: ١١٧] قال: خرجوا في غزوة تبوك: الرجلان والثلاثة على بعير، وخرجوا في حر شديد، فأصابهم يومًا عطش حتى جعلوا ينحرون إبلهم ليعصروا أكراشها، ويشربوا ماءها، فكان ذلك عسرة من الياء، وعسرة من النفقة، وعسرة من الظهر إلا أنه مرسل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 759 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا أن رقابهم ستنقطع

  • 📜 حديث: خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا أن رقابهم ستنقطع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا أن رقابهم ستنقطع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا أن رقابهم ستنقطع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا أن رقابهم ستنقطع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب