حديث: وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تجهيز جيش العسرة

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ لَهُمْ، إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهْيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ. فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَئٍ» وَوَافَقْتُهُ، وَهْوَ غَضْبَانُ وَلَا
أَشْعُرُ، وَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنعِ النَّبِيِّ ﷺ، وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ ﷺ قد وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمُ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي: أَىْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ. فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَدْعُوكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ، قَالَ: «خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينينِ - وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ - فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ (أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ«يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُنَّ».
قال أبو موسى: فَانْطَلَقْتُ إلى أصحابي بِهِنَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ رسول الله ﷺ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ وَلَكِن وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حين سألته لكم ومنعه في أول مرة، ثم إعطاءه إياي بعد ذلك، لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ، فَقَالُوا لِي: والله! إِنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ، وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ.
فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ حَتَّى أَتَوُا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ومَنْعَهُ إِيَّاهُمْ، ثُمَّ إِعْطَاءَهُمْ بَعْدُ، فَحَدَّثُوهُمْ بما حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى، سواء.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤١٥) ومسلم في الأيمان والنذور (١٦٤٩: ٨) كلاهما عن محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال فذكره.

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ لَهُمْ، إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهْيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ. فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَئٍ» وَوَافَقْتُهُ، وَهْوَ غَضْبَانُ وَلَا
أَشْعُرُ، وَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنعِ النَّبِيِّ ﷺ، وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ ﷺ قد وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمُ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي: أَىْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ. فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَدْعُوكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ، قَالَ: «خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينينِ - وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ - فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ (أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ«يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُنَّ».
قال أبو موسى: فَانْطَلَقْتُ إلى أصحابي بِهِنَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ رسول الله ﷺ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ وَلَكِن وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حين سألته لكم ومنعه في أول مرة، ثم إعطاءه إياي بعد ذلك، لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ، فَقَالُوا لِي: والله! إِنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ، وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ.
فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ حَتَّى أَتَوُا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ومَنْعَهُ إِيَّاهُمْ، ثُمَّ إِعْطَاءَهُمْ بَعْدُ، فَحَدَّثُوهُمْ بما حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى، سواء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:

الحديث:


عن أبي موسى قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله ﷺ أسأله الحملان لهم، إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك. فقلت: يا نبي الله، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم. فقال: «والله لا أحملكم على شيء». ووافقته، وهو غضبان ولا أشعر، ورجعت حزينا من منع النبي ﷺ، ومن مخافة أن يكون النبي ﷺ قد وجد في نفسه علي، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال النبي ﷺ، فلم ألبث إلا سويعات إذ سمعت بلالا ينادي: أي عبد الله بن قيس. فأجبته، فقال: أجب رسول الله ﷺ يدعوك، فلما أتيته، قال: «خذ هذين القرينين - وهذين القرينين لستة أبعر ابتعهن حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك فقل: إن الله (أو قال: إن رسول الله ﷺ) يحملكم على هؤلاء فاركبوهن». قال أبو موسى: فانطلقت إلى أصحابي بهن، فقلت: إن رسول الله ﷺ يحملكم على هؤلاء ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله ﷺ حين سألته لكم ومنعه في أول مرة، ثم إعطاءه إياي بعد ذلك، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله، فقالوا لي: والله! إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت. فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله ﷺ ومنعه إياهم، ثم إعطاءهم بعد، فحدثوهم بما حدثهم به أبو موسى، سواء.

1. شرح المفردات:


● الحملان: الإبل التي تُحمل عليها المتاع والأمتعة في السفر.
● جيش العسرة: جيش الغزوة التي كانت في شدة وعسرة، وهي غزوة تبوك.
● غضبان: مُظهرًا للغضب.
● القرينين: القرين هو الزوج من الإبل، والقرينان يعني أربع إبل.
● سويعات: وقت قصير جدًا.
● سعد: هو سعد بن عبادة رضي الله عنه، الذي اشترى منه النبي ﷺ الإبل.

2. شرح الحديث:


يحدثنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن أصحابه أرسلوه إلى رسول الله ﷺ أثناء غزوة تبوك، والتي سميت بغزوة العسرة لشدة الحر ونفاد الزاد، ليسأله أن يحملهم على إبل لأنهم كانوا مشاة متعبين. فلما سأل النبي ﷺ أجابه بغضب: «والله لا أحملكم على شيء»، وكان أبو موسى لا يدري أن النبي غضبان. فعاد حزينًا من refusal النبي ﷺ وخائفًا أن يكون النبي قد غضب عليه شخصيًا. لكن بعد وقت قصير، ناداه بلال أن النبي يدعوه، فلما أتاه أعطاه ستة أبعر (إبل) ليحمل عليها أصحابه، وقال له أن يخبرهم أن رسول الله يحملهم عليها.
ولكن أبو موسى رضي الله عنه، وهو من الصادقين الأمناء، أراد أن يطمئن أصحابه ويزيل أي شكوك، فاشترط أن يذهب معه بعضهم ليشهدوا من سمع قول النبي أولاً بالرفض ثم بالإعطاء، حتى لا يظنوا أنه اخترع القصة. فصدقوه ووافقوا على طلبه، وشهدوا بما سمعوه مطابقًا لرواية أبي موسى.

3. الدروس المستفادة منه:


● الصدق والأمانة: حرص أبي موسى على أن يروي exactly ما حدث دون زيادة أو نقصان، وخوفه من أن يُتهم بالكذب، وهذا من علامات الإيمان.
● حسن الظن بالله وبرسوله: النبي ﷺ كان غضبان لسببٍ (ربما لشدة الظرف أو قلة الإبل أولاً)، ثم أعطاهم بعد ذلك، يظهر أن غضبه لم يكن دائمًا وأنه يعطي عند القدرة.
● التثبت في الرواية: أبو موسى لم يكتفِ برواية ما حدث، بل أراد شهودًا ليؤكدوا روايته، وهذا درس في التحري والتثبت في نقل الأخبار.
● رفع الشبهات: النبي ﷺ عدل عن رفضه الأول إلى العطاء، مما يظهر أن القرارات قد تتغير حسب الظروف، ولا يجب على المسلم أن ييأس من رحمة الله وعطاء رسوله.
● الاعتراف بالفضل: أبو موسى نسب العطاء إلى رسول الله ﷺ بل وقال "إن الله (أو رسول الله) يحملكم"، مما يدل على تواضعه واعترافه بفضل النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الغزوة المذكورة هي غزوة تبوك (سنة 9 هـ)، والتي كانت في حر شديد ونفاد للمؤن، وسُميت "العسرة" لصعوبتها.
- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه بيان لأخلاق الصحابة رضي الله عنهم، من الصدق والتأكد من الأخبار وعدم التسرع في الحكم.
- النبي ﷺ هنا يظهر بشريته في الغضب، ولكن أيضًا بكرمه وحكمته في إدارة الأمور.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الصادقين الأمناء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤١٥) ومسلم في الأيمان والنذور (١٦٤٩: ٨) كلاهما عن محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 751 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ

  • 📜 حديث: وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب