حديث: النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

مقال المنافقين عندما ضلت ناقة النبي ﷺ -

عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل، قال: قلت لمحمود: هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم والله! إن كان الرجل ليعرفه من أخيه ومن أبيه ومن عمه وفي عشيرته، ثم يلبس بعضهم بعضا على ذلك. ثم قال محمود: لقد أخبرني رجال من قومي عن رجل من المنافقين معروف نفاقه، كان يسير مع رسول الله ﷺ حيث سار، فلما كان من أمر الناس بالحجر ما كان ودعا رسول الله ﷺ حين دعا، فأرسل الله السحابة، فأمطرت حتى ارتوى الناس، قالوا: أقبلنا عليه نقول ويحك، هل بعد هذا شيء! قال: سحابة مارة.
قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله ﷺ سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها، وعند رسول الله ﷺ رجل من أصحابه يقال له عمارة بن حزم، وكان عقبيا بدريا، وهو عم بني عمرو بن حزم، وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي وكان منافقا.
قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل قالوا: فقال زيد بن اللصيت وهو في رحل عمارة وعمارة عند رسول الله ﷺ أليس محمد يزعم أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله ﷺ - وعمارة عنده -: «إن رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنه نبي، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله! ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها، وهي في هذا الوادي، في شعب كذا وكذا، قد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني بها»، فذهبوا، فجاءوا بها. فرجع عمارة بن حزم إلى رحله، فقال: والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله ﷺ آنفا عن مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا وكذا للذي قال زيد بن لصيت، فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول الله ﷺ: زيدٌ والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي. فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه، ويقول: إلي عباد الله، إن في رحلي لداهية وما أشعر،
اخرج أي عدو الله من رحلي، فلا تصحبني.

حسن: رواه محمد بن إسحاق فقال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، بإسناده، فذكره.

عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل، قال: قلت لمحمود: هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم والله! إن كان الرجل ليعرفه من أخيه ومن أبيه ومن عمه وفي عشيرته، ثم يلبس بعضهم بعضا على ذلك. ثم قال محمود: لقد أخبرني رجال من قومي عن رجل من المنافقين معروف نفاقه، كان يسير مع رسول الله ﷺ حيث سار، فلما كان من أمر الناس بالحجر ما كان ودعا رسول الله ﷺ حين دعا، فأرسل الله السحابة، فأمطرت حتى ارتوى الناس، قالوا: أقبلنا عليه نقول ويحك، هل بعد هذا شيء! قال: سحابة مارة.
قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله ﷺ سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها، وعند رسول الله ﷺ رجل من أصحابه يقال له عمارة بن حزم، وكان عقبيا بدريا، وهو عم بني عمرو بن حزم، وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي وكان منافقا.
قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل قالوا: فقال زيد بن اللصيت وهو في رحل عمارة وعمارة عند رسول الله ﷺ أليس محمد يزعم أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله ﷺ - وعمارة عنده -: «إن رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنه نبي، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله! ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها، وهي في هذا الوادي، في شعب كذا وكذا، قد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني بها»، فذهبوا، فجاءوا بها. فرجع عمارة بن حزم إلى رحله، فقال: والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله ﷺ آنفا عن مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا وكذا للذي قال زيد بن لصيت، فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول الله ﷺ: زيدٌ والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي. فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه، ويقول: إلي عباد الله، إن في رحلي لداهية وما أشعر،
اخرج أي عدو الله من رحلي، فلا تصحبني.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي يروي قصة من قصص المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مع بيان المفردات والدروس المستفادة:

1. شرح المفردات:


● يعرفه: يَعلم صفة النفاق فيه.
● يلبس بعضهم بعضا: يتستر بعضهم على بعض ويخفون أمره.
● بالحجر: مكان قرب المدينة (وادي القرى).
● ارتوى الناس: شربوا حتى رووا ظمأهم.
● سحابة مارة: غيمة عابرة لا تدل على معجزة.
● ضلت ناقته: ضلت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم.
● عقبيا بدريا: من أهل العقبة والبدْر، أي من السابقين في الإسلام.
● يجأ في عنقه: يمسك بعنقه بشدة أو يهزه.
● داهية: شخصًا ماكرًا خبيثًا (أي المنافق).

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي جانبًا من حياة المنافقين في المدينة المنورة، وكيف كان بعض الصحابة يعرفونهم ولكن يتسترون عليهم أحيانًا حرصًا على عدم إثارة الفتنة. والقصة الرئيسية تدور حول رجل من المنافقين يُدعى زيد بن اللصيت، وكان معروفًا بنفاقه.
● الجزء الأول: يبين أن النفاق كان معروفًا بين الناس، بل كان الرجل يعرف المنافق في عشيرته وأهله، ولكنهم كانوا يتغاضون أحيانًا.
● الجزء الثاني: قصة نزول المطر بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف أنكر المنافق ذلك واعتبره أمرًا طبيعيًا (سحابة مارة)، مما يدل على جحوده وعناده.
● الجزء الثالث: قصة ضياع ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، واستغلال المنافق (زيد بن اللصيت) هذا الأمر للسخرية من نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "أليس محمد يزعم أنه نبي... وهو لا يدري أين ناقته؟".
● الجزء الرابع: رد النبي صلى الله عليه وسلم بإخباره بالوحي عن مكان الناقة، وأنها محبوسة بشجرة في وادي معين، وبالفعل ذهب الصحابة وجاؤوا بها، مما أثبت صدق نبوته.
● الجزء الأخير: كيف اكتشف عمارة بن حزم –صاحب الرحل الذي كان فيه المنافق– قول زيد بن اللصيت، فغضب عليه وأخرجه من رحله، ورفض صحبته.

3. الدروس المستفادة:


● بيان واقع النفاق: النفاق كان موجودًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعض الناس يعرفون المنافقين ولكنهم يتسترون عليهم أحيانًا.
● صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: الحديث يظهر معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن مكان الناقة بوحي من الله، مما يدل على اتصاله بالوحي.
● خبث المنافقين وجحودهم: المنافقون يجحدون المعجزات الواضحة، ويصرون على الكفر والاستهزاء بالدين وأهله.
● الحذر من المنافقين: يجب على المسلم أن يكون حذرًا من المنافقين وأهل الكيد، ولا يثق بهم حتى لو كانوا مقربين.
● التأديب والبراءة من أهل النفاق: كما فعل عمارة بن حزم عندما أخرج المنافق من رحله، يجب على المسلم أن يبتعد عن أهل الفساد والنفاق.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه ابن إسحاق في السيرة، وهو حديث صحيح الإسناد ومشهور في كتب السيرة والتاريخ.
- القصة تدل على أن الله تعالى يحفظ نبيه ويظهر صدقه أمام المنافقين.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم من هذه القصة كيف يكون ثابتًا في إيمانه، وحذرًا من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن إسحاق فقال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، بإسناده، فذكره. سيرة ابن هشام (٢/ ٥٢٢ - ٥٢٣).
ومن هذا الطريق رواه أيضًا البيهقي في الدلائل (٥/ ٢٣١ - ٢٣٢).
وإسناده حسن من أجل تصريح ابن إسحاق، ومحمود بن لبيد من صغار الصحابة، يروي عن رجال من قومه، وهم الصحابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 763 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب