حديث: أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب اجتماع المنافقين في عقبة للغدر برسول الله ﷺ -
قال أبو الوليد: وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله ﷺ. قال للناس وذكر له أن في الماء قلة، فأمر رسول الله ﷺ مناديا فنادى: أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله ﷺ، فورده رسول الله ﷺ فوجد رهطا وردوه قبله، فلعنهم رسول الله ﷺ يومئذ.
حسن: رواه أحمد (٢٣٧٩٢) عن يزيد، أخبرنا الوليد - يعني ابن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو الطفيل رضي الله عنه يحكي حدثًا مهمًا وقع للنبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من غزوة تبوك، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه.
أولاً. شرح المفردات:
● أخذ العقبة: أي صعد الطريق الجبلي الضيق.
● يقوده حذيفة: أي كان حذيفة رضي الله عنه يقود بُغلة النبي صلى الله عليه وسلم.
● يسوق به عمار: أي كان عمار بن ياسر رضي الله عنه يسوق البغلة من خلفها.
● رهط متلثمون: جماعة من الرجال مغطون وجوههم.
● غشوا عمارا: هجموا عليه وأحاطوا به.
● قد، قد: كلمة تقال للإسراع، أي أسرع في السير.
● نشدتك بالله: أسألك بالله وتحلفك به.
● حرب لله ولرسوله: أي أعداء لله ورسوله مستحقون للعذاب.
ثانيًا. شرح الحديث:
1- الموقف الأول: محاولة الاعتداء على النبي صلى الله عليه وسلم:
- عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم عائدًا من غزوة تبوك، أمر مناديًا أن ينادي أن النبي صلى الله عليه وسلم سيسلك عقبة (طريقًا جبليًا ضيقًا)، ولا يسلكه أحد غيره حتى يمر هو وأصحابه.
- كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقود بغلة النبي، وعمار بن ياسر رضي الله عنه يسوقها من الخلف.
- فجأة ظهر رهط (جماعة) من الرجال متلثمين على رواحلهم، فهجموا على عمار وهو يسوق برسول الله، وأرادوا أن يروعوا البغلة لتنفر برسول الله صلى الله عليه وسلم فتطرحه.
- النبي صلى الله عليه وسلم أمر حذيفة بالإسراع ("قد، قد") حتى نجا من الموقف.
2- الموقف الثاني: التحقيق في هوية المعتدين:
- بعد أن نجا النبي صلى الله عليه وسلم نزل وسأل عمارًا: "هل عرفت القوم؟" فأجاب عمار أنه عرف رواحلهم لكن الوجوه كانت مغطاة.
- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمارًا أن نية هؤلاء كانت سيئة، حيث أرادوا أن ينفروا البغلة ليقع النبي صلى الله عليه وسلم.
3- الموقف الثالث: عدد الفاعلين وعقوبتهم:
- بعد ذلك، سأل عمارٌ أحد الصحابة (وهو من المنافقين) قائلاً: "نشدتك بالله كم كان أصحاب العقبة؟" فأجاب: "أربعة عشر". فرد عمار: "إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر".
- ثم بين عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عذر ثلاثة منهم لأنهم قالوا: "والله ما سمعنا منادي النبي وما علمنا بما أراد القوم".
- أما الاثنا عشر الباقون، فقد حكم عمار بأنهم "حرب لله ولرسوله"، أي أنهم مستحقون للعذاب في الدنيا والآخرة.
4- الموقف الإضافي: لعن من سبق النبي إلى الماء:
- في رواية أبي الوليد، ذكر أبو الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الغزوة (تبوك) علم أن الماء قليل، فأمر أن لا يرد الماء أحد قبله.
- لكن بعض الناس خالفوا الأمر وسبقوه إلى الماء، فلعنهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم.
ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:
1- خطر المنافقين على الأمة: هذا الحديث يبين أن المنافقين كانوا يتربصون بالنبي صلى الله عليه وسلم الدوائر، ويحاولون إيذاءه حتى في أصعب الظروف (كعودته من غزوة تبوك).
2- الحكمة النبوية في التعامل مع الأخطار: النبي صلى الله عليه وسلم تعامل بحكمة مع الموقف، حيث أمر بالإسراع وعدم المواجهة المباشرة، حفظًا لسلامته.
3- عدالة الإسلام: قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر ثلاثة ممن شاركوا في الحادث لأنهم لم يعلموا بنية القوم، وهذا يدل على أن الإسلام لا يعاقب إلا من تعمد الإيذاء والعصيان.
4- وجوب طاعة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم: من عصى أمر النبي صلى الله عليه وسلم (كمن سبقه إلى الماء) فقد استحق اللعن والعقاب.
5- الشجاعة والوفاء: موقف حذيفة وعمار رضي الله عنهما في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم يظهر شجاعتهما ووفاءهما.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
● غزوة تبوك: كانت آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثت في ظروف صعبة من شدة الحر وقلة الماء، وسميت "غزوة العسرة" لصعوبتها.
● المنافقون في المدينة: كان المنافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وكانوا يحاولون إضعاف المسلمين وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بشتى الطرق.
● عقوبة المنافقين: المنافقون أشد خطرًا من الكفار لأنهم يخادعون المسلمين، وقد توعدهم الله تعالى في القرآن بعذاب شديد.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا من كيد المنافقين، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل الوليد بن عبد الله بن جميع، فإنه حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 761 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 738 أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
- 739 آثر رسول الله ﷺ ناسًا في القسمة يوم حنين
- 740 أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
- 741 أعطاني رسول الله حتى صار أحب الناس إلي
- 742 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مائة...
- 743 إن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد...
- 744 من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
- 745 عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَهْوَ نَازِلٌ...
- 746 منع الله النبي ﷺ من سراقة بن مالك
- 747 اعتمر النبي أربع عمر كلهن في ذي القعدة
- 748 من جهز جيش العسرة فله الجنة
- 749 كان رسول الله قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها
- 750 ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم
- 751 وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ
- 752 ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا...
- 753 خروج النبي ﷺ يوم الخميس في غزوة تبوك
- 754 من يحمل رجلاً له سهمه
- 755 تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي
- 756 خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة
- 757 كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ...
- 758 اللهم احمل عليها في سبيلك القوي والضعيف والرطب واليابس
- 759 خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا...
- 760 أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
- 761 أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
- 762 من سبقني إلى الماء لعنه الله
- 763 النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته
- 764 لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم
- 765 من اعتجن من هذه بئرهم شيئا فليلقه
- 766 لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم
- 767 خير دور الأنصار دار بني النجار
- 768 خطب رسول الله يوم تبوك فقال: ما في الناس مثل...
- 769 تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك وصدقه مع النبي
- 770 أقام رسول الله بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة
- 771 هذا أحد جبل يحبنا ونحبه
- 772 إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا إلا كانوا معكم
- 773 تلقينا النبي ﷺ عند ثنية الوداع
- 774 لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين
- 775 كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في...
- 776 من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة
- 777 لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
- 778 اذهب فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك
- 779 من أحق بالخمس علي أم خالد؟
- 780 أفضل من وصيفة نصيب آل علي في الخمس
- 781 إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر
- 782 من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل
- 783 يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا
- 784 لا تنزل حتى يقتل
- 785 بشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا
معلومات عن حديث: أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
📜 حديث: أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








