حديث: أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في غنائم حنين
قلوبهم من الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب» فوالله! ما أحب أن لي بكلمة رسول الله ﷺ حمر النعم.
صحيح: رواه البخاري في الجمعة (٩٢٣) عن محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عاصم، عن جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يوضح لنا حكمته العظيمة في التعامل مع الناس وتوزيع الأموال والغنائم. سأشرحه لك جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.
### أولاً. نص الحديث
عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ سَبْيٍ فَقَسَمَهُ، فَأَعْطَى رِجَالًا وَتَرَكَ رِجَالًا، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تُرِكُوا عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ، وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِنِّي أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ» فَوَاللَّهِ! مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُمْرَ النَّعَمِ.
رواه البخاري في صحيحه.
### ثانيًا. شرح المفردات
● أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ سَبْيٍ: جيء إليه بمال من الغنائم أو أسرى من الحرب.
● عَتَبُوا: غضبوا وتأففوا ولاموا.
● الْجَزَعِ: عدم الصبر وضيق الصدر عند المصيبة أو الحرمان.
● الْهَلَعِ: شدة الحرص والشره على الدنيا وعدم القناعة.
● أَكِلُ أَقْوَامًا: أتركهم وأوكل أمرهم إلى ما في قلوبهم من إيمان وصبر.
● الْغِنَى: القناعة والاستغناء بما عند الله.
● الْخَيْرِ: هنا يقصد الخيرية والصلاح والإيمان.
● حُمْرَ النَّعَم: هي الإبل الحمر، التي كانت أنفس أموال العرب وأغلاها قيمة.
### ثالثًا. شرح الحديث
1- الموقف: جاء النبي ﷺ بمال أو سبي (غنيمة أو أسرى) فبدأ يقسمه بين الصحابة، فأعطى بعض الرجال ومنع آخرين.
2- ردة الفعل: بلغ النبيَّ أن الذين لم يعطهم قد غضبوا وعتبوا (أي اشتكوا وتضجروا).
3- خطبة النبي ﷺ: قام النبي ﷺ خطيبًا – كما هي عادته عند بيان الأمور المهمة – فحمد الله وأثنى عليه، ثم شرع يوضح حكمته في التوزيع.
4- بيان الحكمة: أقسم النبي ﷺ بالله قائلاً: إنه يعطي رجالاً ويترك آخرين، والذين يتركهم أحب إليه من الذين يعطيهم. لماذا؟
● يعطي أقوامًا: لأن في قلوبهم "الجزع والهلع"، أي ضعف الصبر وقلة القناعة، وخوفًا من أن يفتنهم الحرمان أو يقع في قلوبهم حقد أو ضعف إيمان، فيعطيهم ليطيب قلوبهم ويثبتهم على الدين.
● يترك أقوامًا: لأن الله قد وضع في قلوبهم "الغنى والخير"، أي القناعة والاستغناء عن الدنيا، وقوة الإيمان والصبر، فهم لا يحتاجون إلى عطاء دنيوي ليثبتوا، بل إيمانهم كافٍ. ومن هؤلاء عمرو بن تغلب نفسه.
5- ردة فعل عمرو بن تغلب: فرح عمرو بن تغلب رضي الله عنه بهذه الشهادة العظيمة من النبي ﷺ، حتى قال: "ما أحب أن لي بكلمة رسول الله ﷺ حمر النعم"، أي أنه لا يفضل كل أموال الدنيا (المتمثلة في أحب أموال العرب إليه) على هذه الكلمة الطيبة والثناء العظيم من النبي ﷺ.
### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- حكمة القائد في التوزيع: على الحاكم أو المسؤول أن يراعي حالة الناس النفسية والإيمانية عند توزيع الأموال والمنح، وليس المساواة الشكلية فقط. فالتوزيع العادل ليس دائمًا بأن يعطي الجميع بالتساوي، بل يعطي كلًّا بحسب حاجته وظروفه.
2- تفاضل الناس بالإيمان: الناس ليسوا سواء في قوة إيمانهم وصبرهم، فمنهم الضعيف الذي يحتاج إلى دعم مادي ليثبت، ومنهم القوي المؤمن الذي يستغني بعطاء الله عنه.
3- الاستغناء عن الدنيا من أعلى صفات المؤمن: أن يكون قلبك غنيًا بالله، مستغنيًا عن عطاء الناس، هو من أعلى درجات الإيمان، وقد مدح النبي ﷺ من هذه صفتهم.
4- الرضا بقضاء الله وقسمته: على المسلم أن يرضى بما قسمه الله له، ولا يعترض على تقدير القائد إذا كان يوزع وفق حكمة ومصلحة.
5- قيمة المدح من أهل الصلاح: ثناء الصالحين والعلماء هو كنز لا يقدر بثمن، وهو أفضل من متاع الدنيا الزائل، كما فهم عمرو بن تغلب رضي الله عنه.
6- بيان فضل عمرو بن تغلب:
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 740 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 715 يا أصحاب سورة البقرة
- 716 استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
- 717 أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وهو أبغض الناس إلي
- 718 يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
- 723 ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
- 724 اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه
- 725 إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ:...
- 726 بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد...
- 727 بَعْثُ جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ
- 728 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه...
- 729 اغدوا على القتال فأصابهم جراح
- 730 عن مخنث يدل على بنت غيلان فقال النبي: لا يدخل...
- 731 فضل من بلغ بسهم في سبيل الله درجة في الجنة
- 732 من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام
- 733 سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا
- 734 اللهم اهد ثقيفًا
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 738 أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
- 739 آثر رسول الله ﷺ ناسًا في القسمة يوم حنين
- 740 أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
- 741 أعطاني رسول الله حتى صار أحب الناس إلي
- 742 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مائة...
- 743 إن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد...
- 744 من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
- 745 عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَهْوَ نَازِلٌ...
- 746 منع الله النبي ﷺ من سراقة بن مالك
- 747 اعتمر النبي أربع عمر كلهن في ذي القعدة
- 748 من جهز جيش العسرة فله الجنة
- 749 كان رسول الله قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها
- 750 ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم
- 751 وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ
- 752 ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا...
- 753 خروج النبي ﷺ يوم الخميس في غزوة تبوك
- 754 من يحمل رجلاً له سهمه
- 755 تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي
- 756 خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة
- 757 كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ...
- 758 اللهم احمل عليها في سبيلك القوي والضعيف والرطب واليابس
- 759 خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا...
- 760 أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
- 761 أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
- 762 من سبقني إلى الماء لعنه الله
- 763 النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته
- 764 لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم
معلومات عن حديث: أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
📜 حديث: أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








