حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب اجتماع المنافقين في عقبة للغدر برسول الله ﷺ -
صحيح: رواه مسلم في صفات المنافقين (٢٩٩٧: ١١) عن زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يتعلق بحادثة تاريخية مهمة وذات عبرة، وهي حادثة العقبة التي أراد فيها جماعة من المنافقين قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريق عودته من غزوة تبوك.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● أهل العقبة: هم الجماعة الذين اعتدوا على النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يسمى "العقبة" في طريق تبوك.
● أنشدك بالله: أي أسألك وتحلفك بالله.
● حذيفة: هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وكان من كبار الصحابة وأحد المطلعين على أسرار المنافقين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليه أسماءهم.
● حرب لله ولرسوله: أي أعداء لله ورسوله، مستحقون للعذاب.
● الحرة: أرض ذات حجارة سوداء.
● لعنهم: أي طردهم وأبعدهم من رحمة الله.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا أبو الطفيل رضي الله عنه أن نزاعاً وقع بين رجل من أهل العقبة (أي من أولئك المنافقين الذين شاركوا في المكيدة) وبين الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. فقال ذلك الرجل المنافق لحذيفة: "أسألك بالله، كم كان عدد أصحاب العقبة الذين أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم؟".
فأراد الحاضرون أن يجيبوه، فقالوا لحذيفة: "أخبره إذ سألك"، لكن حذيفة – وكان يعلم أن السائل نفسه منهم – أجابه بحكمة: "كنا نُخبَر أنهم أربعة عشر، فإن كنتَ منهم – أي إن كنتَ مشاركاً في تلك الجريمة – فقد كانوا خمسة عشر". ثم أضاف قائلاً: "وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الدنيا والآخرة"، أي أن مصيرهم النار لخيانتهم العظمى، وقد عفا عن ثلاثة منهم لأنهم اعتذروا وقالوا: "ما سمعنا منادي رسول الله ولا علمنا بما أراد القوم".
ثم ذكر حذيفة رضي الله عنه تفصيلاً آخر للحادثة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أرض حرة (مكان مليء بالحجارة البركانية)، وكان الماء قليلاً، فقال لأصحابه: "إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد"، فوجد أن بعض المنافقين قد سبقوه إليه واستولوا عليه، فدعا عليهم ولعنهم بسبب فعلتهم تلك.
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- خطر النفاق وعاقبته الوخيمة: فإن هؤلاء المنافقين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والخيانة، وقد توعدهم الله بالعذاب الشديد.
2- حكمة الصحابة في التعامل مع المنافقين: فقد كان حذيفة رضي الله عنه يعرفهم بأسمائهم، لكنه لم يفضحهم جميعاً؛ بل تعامل بحذر وحكمة حتى لا يحدث فتنة.
3- أن الدعوة على الظالمين والخائنين جائزة: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين لعن أولئك الذين استولوا على الماء ومنعوه من الناس.
4- قبول الأعذار ممن كان صادقاً في عذره: فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر الثلاثة الذين قالوا إنهم لم يسمعوا النداء ولم يعلموا بنية القوم الخبيثة.
5- التثبت في الأخبار وعدم التسرع في إصدار الأحكام: وهو ما ظهر في رد حذيفة حين لم يزد على العدد المعروف إلا بعد أن تأكد أن السائل منهم.
رابعاً. فوائد إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن حذيفة بن اليمان كان مطلعاً على سرِّ المنافقين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على مكانته وثقته عنده.
- فيه إشارة إلى أن بعض الذنوب قد تكون كبيرة وكفراً يخرج من الملة، كالخيانة العظمى ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
- وفيه أيضاً بيانٌ لرحمة النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على الأذى، مع حكمته في إدارة الأمور وعدم إثارة الفتنة.
أسأل الله أن يجعلنا من الصادقين المتقين، وأن يعيذنا من النفاق وسوء الخاتمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال النووي: وهذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التي كان بها بيعة الأنصار ﵃، وإنما هذه عقبة على طريق تبوك، اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله ﷺ في غزوة تبوك فعصمه الله منهم. اهـ.
قال الأعظمي: يزيده وضوحا الرواية التالية:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 760 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 738 أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
- 739 آثر رسول الله ﷺ ناسًا في القسمة يوم حنين
- 740 أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
- 741 أعطاني رسول الله حتى صار أحب الناس إلي
- 742 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مائة...
- 743 إن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد...
- 744 من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
- 745 عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَهْوَ نَازِلٌ...
- 746 منع الله النبي ﷺ من سراقة بن مالك
- 747 اعتمر النبي أربع عمر كلهن في ذي القعدة
- 748 من جهز جيش العسرة فله الجنة
- 749 كان رسول الله قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها
- 750 ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم
- 751 وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ
- 752 ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا...
- 753 خروج النبي ﷺ يوم الخميس في غزوة تبوك
- 754 من يحمل رجلاً له سهمه
- 755 تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي
- 756 خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة
- 757 كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ...
- 758 اللهم احمل عليها في سبيلك القوي والضعيف والرطب واليابس
- 759 خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا...
- 760 أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
- 761 أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
- 762 من سبقني إلى الماء لعنه الله
- 763 النبي ﷺ يدل على ناقته بعد أن أنكر المنافق نبوته
- 764 لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم
- 765 من اعتجن من هذه بئرهم شيئا فليلقه
- 766 لا تدخلوا على قوم غضب الله عليهم
- 767 خير دور الأنصار دار بني النجار
- 768 خطب رسول الله يوم تبوك فقال: ما في الناس مثل...
- 769 تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك وصدقه مع النبي
- 770 أقام رسول الله بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة
- 771 هذا أحد جبل يحبنا ونحبه
- 772 إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا إلا كانوا معكم
- 773 تلقينا النبي ﷺ عند ثنية الوداع
- 774 لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين
- 775 كان ينهى عن الحرير فقال: لمناديل سعد بن معاذ في...
- 776 من يلبس ثياب الذهب في الدنيا يحرمها في الآخرة
- 777 لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
- 778 اذهب فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك
- 779 من أحق بالخمس علي أم خالد؟
- 780 أفضل من وصيفة نصيب آل علي في الخمس
- 781 إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجر
- 782 من شاء أن يعقب مع علي فليعقب ومن شاء فليقفل
- 783 يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا
- 784 لا تنزل حتى يقتل
معلومات عن حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
📜 حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








