حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اجتماع المنافقين في عقبة للغدر برسول الله ﷺ -

عن أبي الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله! كم كان أصحاب العقبة؟ قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك، قال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله ﷺ ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة فمشى فقال: «إن الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد» فوجد قوما قد سبقوه، فلعنهم يومئذ.

صحيح: رواه مسلم في صفات المنافقين (٢٩٩٧: ١١) عن زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل فذكره.

عن أبي الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله! كم كان أصحاب العقبة؟ قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك، قال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله ﷺ ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة فمشى فقال: «إن الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد» فوجد قوما قد سبقوه، فلعنهم يومئذ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يتعلق بحادثة تاريخية مهمة وذات عبرة، وهي حادثة العقبة التي أراد فيها جماعة من المنافقين قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريق عودته من غزوة تبوك.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أهل العقبة: هم الجماعة الذين اعتدوا على النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يسمى "العقبة" في طريق تبوك.
● أنشدك بالله: أي أسألك وتحلفك بالله.
● حذيفة: هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وكان من كبار الصحابة وأحد المطلعين على أسرار المنافقين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليه أسماءهم.
● حرب لله ولرسوله: أي أعداء لله ورسوله، مستحقون للعذاب.
● الحرة: أرض ذات حجارة سوداء.
● لعنهم: أي طردهم وأبعدهم من رحمة الله.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أبو الطفيل رضي الله عنه أن نزاعاً وقع بين رجل من أهل العقبة (أي من أولئك المنافقين الذين شاركوا في المكيدة) وبين الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. فقال ذلك الرجل المنافق لحذيفة: "أسألك بالله، كم كان عدد أصحاب العقبة الذين أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم؟".
فأراد الحاضرون أن يجيبوه، فقالوا لحذيفة: "أخبره إذ سألك"، لكن حذيفة – وكان يعلم أن السائل نفسه منهم – أجابه بحكمة: "كنا نُخبَر أنهم أربعة عشر، فإن كنتَ منهم – أي إن كنتَ مشاركاً في تلك الجريمة – فقد كانوا خمسة عشر". ثم أضاف قائلاً: "وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الدنيا والآخرة"، أي أن مصيرهم النار لخيانتهم العظمى، وقد عفا عن ثلاثة منهم لأنهم اعتذروا وقالوا: "ما سمعنا منادي رسول الله ولا علمنا بما أراد القوم".
ثم ذكر حذيفة رضي الله عنه تفصيلاً آخر للحادثة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أرض حرة (مكان مليء بالحجارة البركانية)، وكان الماء قليلاً، فقال لأصحابه: "إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد"، فوجد أن بعض المنافقين قد سبقوه إليه واستولوا عليه، فدعا عليهم ولعنهم بسبب فعلتهم تلك.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- خطر النفاق وعاقبته الوخيمة: فإن هؤلاء المنافقين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والخيانة، وقد توعدهم الله بالعذاب الشديد.
2- حكمة الصحابة في التعامل مع المنافقين: فقد كان حذيفة رضي الله عنه يعرفهم بأسمائهم، لكنه لم يفضحهم جميعاً؛ بل تعامل بحذر وحكمة حتى لا يحدث فتنة.
3- أن الدعوة على الظالمين والخائنين جائزة: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين لعن أولئك الذين استولوا على الماء ومنعوه من الناس.
4- قبول الأعذار ممن كان صادقاً في عذره: فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر الثلاثة الذين قالوا إنهم لم يسمعوا النداء ولم يعلموا بنية القوم الخبيثة.
5- التثبت في الأخبار وعدم التسرع في إصدار الأحكام: وهو ما ظهر في رد حذيفة حين لم يزد على العدد المعروف إلا بعد أن تأكد أن السائل منهم.


رابعاً. فوائد إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن حذيفة بن اليمان كان مطلعاً على سرِّ المنافقين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على مكانته وثقته عنده.
- فيه إشارة إلى أن بعض الذنوب قد تكون كبيرة وكفراً يخرج من الملة، كالخيانة العظمى ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
- وفيه أيضاً بيانٌ لرحمة النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على الأذى، مع حكمته في إدارة الأمور وعدم إثارة الفتنة.
أسأل الله أن يجعلنا من الصادقين المتقين، وأن يعيذنا من النفاق وسوء الخاتمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صفات المنافقين (٢٩٩٧: ١١) عن زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل فذكره.
قال النووي: وهذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التي كان بها بيعة الأنصار ﵃، وإنما هذه عقبة على طريق تبوك، اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله ﷺ في غزوة تبوك فعصمه الله منهم. اهـ.
قال الأعظمي: يزيده وضوحا الرواية التالية:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 760 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله

  • 📜 حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب