حديث: أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في غنائم حنين
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٣٣٢) ومسلم في الزكاة (١٣٤: ١٠٥٩) كلاهما من حديث شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أنس بن مالك فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو يحكي موقفاً تربوياً فريداً من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه وتأليف قلوبهم. وإليك الشرح المفصل:
1. شرح المفردات:
● يوم فتح مكة: اليوم الذي دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة فاتحين، وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة.
● غَنائم: ما يحصل عليه المسلمون من أموال وأمتعة العدو بعد القتال.
● قريش: قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من أشد القبائل عداوة للإسلام قبل الفتح.
● الأنصار: وهم أهل المدينة المنورة من الأوس والخزرج، الذين ناصروا النبي صلى الله عليه وسلم وآووه.
● غَضِبَ الأنصار: استاؤوا وحزنوا لعدم حصولهم على نصيب من الغنائم.
● وادياً وشعباً: الوادي هو المسلك الواسع بين جبلين، والشعب هو الطريق أو المسلك في الجبل، والمقصود هنا أي طريق يسلكونه في الحياة.
2. شرح الحديث:
بعد أن فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم مكة، آثر أن يعطي غنائم تلك الغزوة (والتي كانت كثيرة) لبعض رؤوس قريش الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام. وهذا كان من حكمته صلى الله عليه وسلم؛ حيث أراد تأليف قلوبهم وترسيخ إيمانهم، ليكونوا دعاة للإسلام في قبائلهم.
فلما رأى الأنصار -وهم الذين تحملوا مشاق الهجرة والنصرة- أن الغنائم قد أعطيت لغيرهم دونهم، غضبوا واستاءوا، مع أن غضبهم هذا لم يكن طمعاً في الدنيا، ولكن خوفاً من أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد استغنى عن نصرتهم بعد أن قويت شوكة الإسلام.
فبلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجمعهم وخطب فيهم بهذا الكلام الحكيم الذي يذهب بما في صدورهم، قائلاً: «أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله ﷺ؟». أي: أليس من العظيم أن يأخذ هؤلاء المال والغنائم الدنيوية، بينما أنتم تأخذون أعظم كنز، وهو بقائي معكم وانتمائي إليكم؟
فأجابوا بفطرتهم السليمة: «بلى»، أي: رضينا بذلك.
ثم زادهم النبي صلى الله عليه وسلم تطميناً ومحبة، فقال: «لو سلك الناس وادياً وشعباً، لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم». وهذا تعبير جميل يعني: لو أن الناس افترقوا في طرق الحياة واتجهاتها، فلن أفارقكم أبداً، وسأكون دائماً معكم وفي صفكم.
3. الدروس المستفادة منه:
● حكمة القائد في التوزيع: على القائد أن ينظر إلى المصلحة العامة وترسيخ الدين، وليس مجرد إرضاء المقربين منه. فإعطاء قريش كان لمصلحة الإسلام العليا.
● تقديم الأخوة الإيمانية على المطامع الدنيوية: النبي صلى الله عليه وسلم ذكّر الأنصار بأن صحبته ونصرته أعظم من任何 مال.
● التأليف وشد اللحمة: من أساليب الدعوة تأليف قلوب من دخلوا حديثاً في الإسلام (المؤلفة قلوبهم).
● الاعتذار الجميل: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في معالجة غضب الأنصار كانت بذكر فضلهم ومكانتهم، مما حول الغضب إلى رضا وفرح.
● الثقة في نية الصاحب: غضب الأنصار كان نابعاً من حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وخوفهم من بعده، لا من الطمع، وهذا فهمه النبي صلى الله عليه وسلم فعاملهم بذلك.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الموقف يدل على علو همة الأنصار، فلم يغضبوا لأنهم حرموا المال، ولكن لأنهم ظنوا أن القرب من النبي صلى الله عليه وسلم قد قل.
- في هذا الحديث بيان لفضل الأنصار وعظيم مكانتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً رفيعاً في الإقناع العاطفي والعقلي معاً، وهو من أساليب التربية النبوية الفذة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يقدمون حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حب الدنيا وما فيها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وعند مسلم: فقال الأنصار: إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دمائهم، وإن غنائمنا ترد عليهم، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فجمعهم فقال: فذكره نحوه.
قوله: يوم فتح مكة - أي زمن فتح مكة، لأن هذه الغنائم هي غنائم حنين، لأنه لا غنيمة لفتح مكة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 738 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 713 ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
- 714 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس"
- 715 يا أصحاب سورة البقرة
- 716 استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
- 717 أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وهو أبغض الناس إلي
- 718 يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
- 723 ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
- 724 اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه
- 725 إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ:...
- 726 بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد...
- 727 بَعْثُ جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ
- 728 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه...
- 729 اغدوا على القتال فأصابهم جراح
- 730 عن مخنث يدل على بنت غيلان فقال النبي: لا يدخل...
- 731 فضل من بلغ بسهم في سبيل الله درجة في الجنة
- 732 من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام
- 733 سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا
- 734 اللهم اهد ثقيفًا
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 738 أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
- 739 آثر رسول الله ﷺ ناسًا في القسمة يوم حنين
- 740 أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
- 741 أعطاني رسول الله حتى صار أحب الناس إلي
- 742 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مائة...
- 743 إن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد...
- 744 من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
- 745 عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَهْوَ نَازِلٌ...
- 746 منع الله النبي ﷺ من سراقة بن مالك
- 747 اعتمر النبي أربع عمر كلهن في ذي القعدة
- 748 من جهز جيش العسرة فله الجنة
- 749 كان رسول الله قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها
- 750 ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم
- 751 وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ
- 752 ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا...
- 753 خروج النبي ﷺ يوم الخميس في غزوة تبوك
- 754 من يحمل رجلاً له سهمه
- 755 تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي
- 756 خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة
- 757 كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، حتى ملأ...
- 758 اللهم احمل عليها في سبيلك القوي والضعيف والرطب واليابس
- 759 خرجوا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابهم عطش حتى ظنوا...
- 760 أصحاب العقبة أربعة عشر ومنهم حرب لله ورسوله
- 761 أقبل عمار يضرب وجوه الرواحل
- 762 من سبقني إلى الماء لعنه الله
معلومات عن حديث: أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
📜 حديث: أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








