حديث: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تجهيز جيش العسرة

عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي ﷺ بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي ﷺ جيش العسرة، قال: فصبها في حجر النبي ﷺ، فجعل النبي ﷺ يقلبها بيده، ويقول: «ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم» يرددها مرارا.

حسن: رواه الترمذي (٣٧٠١) وأحمد (٢٠٦٣٠) وابن أبي عاصم في الجهاد (٨٢) والحاكم (٣/ ١٠٢) كلهم من حديث ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شؤذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة، فذكره.

عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي ﷺ بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي ﷺ جيش العسرة، قال: فصبها في حجر النبي ﷺ، فجعل النبي ﷺ يقلبها بيده، ويقول: «ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم» يرددها مرارا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم في فضل الإنفاق في سبيل الله، وخاصة في ساعة الشدة والعسرة، وهو يشهد لعثمان بن عفان رضي الله عنه بمكانة سامقة وفضل عظيم.

الحديث بلفظ آخر:


رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، والنسائي، وغيرهم، بلفظ: "أن عثمان بن عفان أتى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز جيش العسرة، فصبها في حجره، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» مرتين".


1. شرح المفردات:


* جيش العسرة: هو جيش تبوك، وسُمي بذلك لشدة الزمان، وقلة المال، والحر الشديد، والمشقة الكبيرة في السفر والغزو.
* ألف دينار: الدينار هو عملة ذهبية، وألف دينار تعتبر ثروة طائلة جدًا في ذلك الوقت، مما يدل على سخاء عثمان وبذله.
* في ثوبه: أي حملها في طرف ثوبه أو ردائه لثقلها وكثرتها.
* يقلبها: أي يحركها بيده الكريمة متأملًا فيها ومعجبًا ببذل صاحبها.
* ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم: أي لن يضره ذنبٌ أذنبه بعد هذا العمل العظيم، أو لن تنقصه هذه الصدقة بل سيزيده الله من فضله.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد العظيم الذي تجسدت فيه روح التضحية والبذل في أسمى صورها:
* جاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كانت الحاجة فيه شديدة إلى المال لتجهيز الجيش الذي يعاني من قلة الموارد.
* لم يأتِ بقليل من المال، بل جاء بثروة هائلة (ألف دينار) مما يملك، محمولة في ثوبه دلالة على ثقلها وكثرتها.
* صبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، في فعل يدل على كمال التواضع والإخلاص والثقة بنبي الله.
* فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أخذ يقلب هذا الكنز بيده الشريفة، معجبًا بهذا البذل والسخاء غير المسبوق.
* ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان وهو يقول مبتسمًا ومكررًا هذه الكلمات الطيبات: «ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم».
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: أن هذا العمل الجليل، وهذا البذل العظيم في سبيل الله في وقت الشدة، سيكون له هذه a weight and merit that it will expiate for his future minor sins and shortcomings, and Allah will forgive him. وهو بشارة عظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالجنة والمغفرة. وقيل: معناه أن الله سيُعوضه خيرًا منها في الدنيا والآخرة، فلم يضرّه بذلها بل نفعته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- فضل الإنفاق في سبيل الله: خاصة في أوقات الشدة والحاجة، فله أجر مضاعف.
2- البذل والعطاء من علامات الإيمان: فالمؤمن يسارع إلى الخير ويجود بماله في طاعة الله.
3- الإخلاص في العمل: جاء عثمان بهذا المال مباشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون رياء أو منّة.
4- الجزاء من جنس العمل: من ينفق في سبيل الله يخلف الله عليه، وقد أصبح عثمان بعد إسلامه من أغنى الناس، وكان ثراؤه بركة له وللمسلمين.
5- بشارة المؤمنين: هذا الحديث يبعث الأمل في قلب كل منفق ومتصدق، أن الله سيغفر ذنوبه ويُكفر سيئاته بالصدقات والأعمال الصالحة.
6- مكانة عثمان رضي الله عنه: فهو من السابقين الأولين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وزوج ابنتي رسول الله (رقية وأم كلثوم)، وكان حييًا ستيرًا كريمًا متواضعًا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* جيش العسرة (تبوك): كانت الغزوة في ظروف قاسية جدًا، وكانت الدعوة للمسلمين بالإنفاق، فكانت استجابة عثمان أعظم الاستجابات، حيث جهز ثلث الجيش من ماله الخاص (ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها، بالإضافة إلى هذه الألف دينار).
* تكملة للقصة: يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومها وهو يدعو لعثمان: «اللهم ارض عن عثمان فإني راض عنه». وهذا من أعظم الدعاء الذي حُفظ له.
* عثمان والصدقة: لم يكن هذا عملًا منفردًا لعثمان، بل كان معروفًا بسخائه وبذله في كل موقف يحتاجه الإسلام، مثل شراء بئر رومة وتسبيلها للمسلمين، وتوسعة المسجد النبوي.
نسأل الله أن يرزقنا حب الصحابة والاقتداء بهم، وأن يجعلنا من المنفقين في سبيله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٧٠١) وأحمد (٢٠٦٣٠) وابن أبي عاصم في الجهاد (٨٢) والحاكم (٣/ ١٠٢) كلهم من حديث ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شؤذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كثير بن أبي كثير مولى ابن سمرة، فإنه حسن الحديث، فقد روى عنه عدد كثير، ووثقه العجلي وابن حبان، وأصله ثابت في الصحيح.
وروي عن عبد الرحمن بن خباب السلمي قال: خرج رسول الله ﷺ فحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها. قال: ثم حث، فقال عثمان: علي مائة أخرى بأحلاسا وأقتابها. قال: ثم نزل مرقاة من المنبر، ثم حث، فقال عثمان بن عفان: علي مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها. قال: فرأيت النبي ﷺ يقول بيده هكذا يحركها - وأخرج عبد الصمد يده كالمتعجب -: «ما على عثمان ما عمل بعد هذا».
رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (١٦٦٩٦) عن أبي موسى العنزي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثني سكن بن المغيرة، قال: حدثني الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمي، فذكره.
ورواه الترمذي (٣٧٠٠) وابن حميد (٣٠٠) كلاهما من أبي داود الطيالسي - وهو في مسنده (١١٨٩) عن سكن بن المغيرة بإسناده نحوه.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن مغيرة.
قال الأعظمي: وهو كما قال. والسكن بن المغيرة حسن الحديث، ولكن فيه فرقد أبو طلحة «مجهول» قال علي بن المديني: لا أعرفه، وتفرد بالرواية عنه الوليد بن أبي هشام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 750 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم

  • 📜 حديث: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب