حديث: خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قلة الطعام والشراب وظهور المعجزات في غزوة تبوك

عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد (شك الأعمش) قال: لما كان غزوة تبوك، أصاب الناس مجاعة، قالوا: يا رسول الله! لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا، فقال رسول الله ﷺ: «افعلوا» قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول الله! إن فعلت قل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله ﷺ: «نعم» قال: فدعا بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، قال: ويجيء الآخر بكف
تمر، قال: ويجيء الآخر بكسرة. حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، قال: فدعا رسول الله ﷺ بالبركة، ثم قال: «خذوا في أوعيتكم» قال: فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، قال: فأكلوا حتى شبعوا، وفضلت فضلة، فقال رسول الله ﷺ: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد، غير شاك، فيحجب عن الجنة».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٤٥: ٢٧) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد (شك الأعمش) قال: لما كان غزوة تبوك، أصاب الناس مجاعة، قالوا: يا رسول الله! لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا، فقال رسول الله ﷺ: «افعلوا» قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول الله! إن فعلت قل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله ﷺ: «نعم» قال: فدعا بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، قال: ويجيء الآخر بكف
تمر، قال: ويجيء الآخر بكسرة. حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، قال: فدعا رسول الله ﷺ بالبركة، ثم قال: «خذوا في أوعيتكم» قال: فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، قال: فأكلوا حتى شبعوا، وفضلت فضلة، فقال رسول الله ﷺ: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد، غير شاك، فيحجب عن الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:

الحديث:


عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد (شك الأعمش) قال: لما كان غزوة تبوك، أصاب الناس مجاعة، قالوا: يا رسول الله! لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا، فقال رسول الله ﷺ: «افعلوا» قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول الله! إن فعلت قل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله ﷺ: «نعم» قال: فدعا بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، قال: ويجيء الآخر بكف تمر، قال: ويجيء الآخر بكسرة. حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، قال: فدعا رسول الله ﷺ بالبركة، ثم قال: «خذوا في أوعيتكم» قال: فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، قال: فأكلوا حتى شبعوا، وفضلت فضلة، فقال رسول الله ﷺ: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد، غير شاك، فيحجب عن الجنة».

1. شرح المفردات:


● غزوة تبوك: آخر غزوات النبي ﷺ، وكانت في ظروف قاسية من شدة الحر والجوع.
● المجاعة: الجوع الشديد.
● النواضح: الإبل التي يستقى عليها الماء، وهي من أهم ممتلكاتهم.
● ادهنا: استعملنا دهنها (سمنها) للطعام.
● قل الظهر: قلت الإبل التي تحمل المتاع والماء، وهي وسيلة النقل الأساسية.
● بفضل أزوادهم: بما تبقى من طعامهم.
● نطع: قطعة من الجلد أو القماش تُبسط على الأرض.
● كسرة: قطعة صغيرة من الخبز.
● أوعيتكم: آنيتكم وأوعية الطعام.
● غير شاك: غير شاك فيهما، أي موقن بهما.
● فيحجب عن الجنة: لا يمنع من دخول الجنة.

2. شرح الحديث:


وقع هذا الحديث في غزوة تبوك التي كانت في ظروف صعبة، حيث اشتد الجوع بالمسلمين. فاقترح بعض الصحابة على النبي ﷺ أن يأذن لهم بنحر إبلهم (النواضح) لأكل لحمها واستخدام دهنها. فأذن لهم النبي ﷺ، لكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رأياً آخر، حيث نبه إلى أن نحر الإبل سيقلل من وسائل النقل والماء، مما قد يعيق الجيش. فاقترح بدلاً من ذلك جمع ما تبقى من الطعام القليل عند الناس، ودعوة النبي ﷺ بالبركة فيه.
استحسن النبي ﷺ هذا الرأي، فجمعوا ما تبقى من الطعام: قليل من الذرة والتمر وقطع الخبز. ثم دعا النبي ﷺ بالبركة في هذا الطعام القليل، فامتلأت جميع أوعية الجيش به، وأكل الجميع حتى شبعوا، بل بقي فضل. ثم شهد النبي ﷺ بشهادة الحق، وبيّن فضل الإيمان بهما دون شك.

3. الدروس المستفادة:


● حكمة عمر رضي الله عنه: حيث جمع بين النظر في المصلحة الدنيوية والدينية، فحافظ على الإبل ونقل المشكلة إلى الله بالدعاء.
● بركة الدعاء: فإن بركة النبي ﷺ حولت القليل إلى كثير، وهذا من معجزاته ﷺ.
● التوكل على الله: مع الأخذ بالأسباب، فجمعوا الطعام القليل ثم دعوا الله.
● فضل الشهادتين: فإن النبي ﷺ قرن هذه المعجزة بالشهادتين، وبيّن أن من مات موقناً بهما دخل الجنة.
● تعاون الصحابة: حيث ساهم كل واحد بما عنده، ولو كان قليلاً.
● قوة إيمان الصحابة: حيث قدموا طاعتهم للنبي ﷺ ووثقوا بدعائه.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث كثر الطعام القليل ببركة دعائه.
- فيه فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان رأيه موفّقاً.
- الغزوة كانت في سنة 9 هـ، وكانت ضد الروم، وقد عُرفت بغزوة العسرة لشدة ما واجهه المسلمون.
- قوله ﷺ: "لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة" تأكيد على أن الإيمان بالشهادتين يوجب الجنة، ما لم يكن هناك مانع.
أسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين الموحدين، وأن يفقهنا في ديننا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٤٥: ٢٧) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١١٠٨٠) عن أبي معاوية بإسناده، وفيه: لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة، ثم ذكر مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 756 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة

  • 📜 حديث: خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خذوا في أوعيتكم حتى ملؤوها وفضلت فضلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب