حديث: سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب سيرة النبي ﷺ

جاء أبو بكرة مع أناس إلى النَّبِيّ ﷺ فأسلموا وهم عبيد

عن رجل من ثقيف قال: سألنا رسول الله ﷺ ثلاثًا فلم يرخّص لنا، فقلنا: إن أرضنا أرض باردة، فسألناه أن يرخّص لنا في الطهور، فلم يرخّص لنا، وسألناه أن يرخّص لنا في الدباء فلم يرخص لنا فيه ساعة، وسألناه أن يرد إلينا أبا بكرة فأبى، وقال: «هو طليق الله وطليق رسوله» وكان أبو بكرة خرج إلى النَّبِيّ ﷺ حين حاصر الطائف فأسلم.
صحيح: رواه أحمد (١٧٥٣٠) عن يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا مفضّل بن مهلهل، عن مغيرة، عن شباك، عن الشعبي، عن رجل من ثقيف فذكره.

عن رجل من ثقيف قال: سألنا رسول الله ﷺ ثلاثًا فلم يرخّص لنا، فقلنا: إن أرضنا أرض باردة، فسألناه أن يرخّص لنا في الطهور، فلم يرخّص لنا، وسألناه أن يرخّص لنا في الدباء فلم يرخص لنا فيه ساعة، وسألناه أن يرد إلينا أبا بكرة فأبى، وقال: «هو طليق الله وطليق رسوله» وكان أبو بكرة خرج إلى النَّبِيّ ﷺ حين حاصر الطائف فأسلم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المروي عن رجل من ثقيف، مع بيان معانيه ودروسه المستفادة:

نص الحديث:


عن رجل من ثقيف قال: سألنا رسول الله ﷺ ثلاثًا فلم يرخّص لنا، فقلنا: إن أرضنا أرض باردة، فسألناه أن يرخّص لنا في الطهور، فلم يرخّص لنا، وسألناه أن يرخّص لنا في الدباء فلم يرخص لنا فيه ساعة، وسألناه أن يرد إلينا أبا بكرة فأبى، وقال: «هو طليق الله وطليق رسوله» وكان أبو بكرة خرج إلى النَّبِيّ ﷺ حين حاصر الطائف فأسلم.

1. شرح المفردات:


● ثقيف: قبيلة عربية تسكن في الطائف.
● لم يرخّص لنا: لم يأذن لنا ولم يستجب لطلبنا.
● الطهور: هنا يقصد به الوضوء، وربما يشمل الغسل من الجنابة.
● الدباء: القرع أو اليقطين، وكانوا يستخدمونه كأوانٍ للشرب والأكل.
● ساعة: لحظة من الوقت، أي لم يأذن ولو لفترة قصيرة.
● أبو بكرة: صحابي جليل، واسمه نفيع بن الحارث، كان عبدًا لبعض ثقيف.
● طليق الله وطليق رسوله: أي معتقٌ وعتيقٌ لله ورسوله، فقد أعتقه النبي ﷺ عندما أسلم.

2. شرح الحديث:


يذكر الرجل الثقفي أنهم قدموا على رسول الله ﷺ بعد فتح الطائف، وطلبوا منه ثلاث طلبات، فلم يستجب لهم في أي منها:
الطلب الأول: الترخيص في الطهور (الوضوء) في البرد:
- طلبوا من النبي ﷺ أن يرخص لهم في التخفيف من الطهارة بالماء في أيام البرد الشديد، ربما بطلب التيمم أو عدم وجوب الغسل الكامل، فلم يأذن لهم، تأكيدًا على وجوب الطهارة الكاملة بالماء ولو في البرد، ما دام الإنسان قادرًا على تحمله.
الطلب الثاني: الترخيص في استعمال الدباء (القرع):
- طلبوا الإذن في استعمال آنية القرع (الدباء) للشرب والأكل، وكان النبي ﷺ قد نهى عن استعمال آنية الذهب والفضة، وربما شمل النهي بعض الأواني الأخرى التي فيها تشبه بأهل الكفر، أو لعلة أخرى، فلم يأذن لهم ولو لفترة قصيرة، تأكيدًا على أهمية تجنب ما نهى عنه الشرع.
الطلب الثالث: رد أبي بكرة إليهم:
- طلبوا من النبي ﷺ أن يعيد إليهم أبا بكرة، الذي كان عبدًا عندهم وهرب منهم وأسلم عند النبي ﷺ، فأبى النبي ﷺ ذلك، وقال: «هو طليق الله وطليق رسوله»، أي أنه صار حرًا بإسلامه، ولا يجوز إرجاعه إلى الرق.

3. الدروس المستفادة:


1- وجوب التزام حدود الشرع: رغم مشقة البرد، لم يرخص النبي ﷺ في التخفيف من الطهارة، لأن الشرع قد بين حدود الواجبات، ولا يجوز تجاوزها إلا بعذر شرعي مقبول.
2- الحفاظ على الهوية الإسلامية: عدم الترخيص في استعمال الدباء ربما لكونه من عادات غير المسلمين، أو لعلة أخرى، مما يعلمنا تجنب التشبه بغير المسلمين في عاداتهم.
3- تحرير الرقاب وإكرام المعتقين: رفض النبي ﷺ إعادة أبي بكرة إلى الرق، بل أعلن حرّيته، تأكيدًا على مبدأ تحرير العبيد وتكريم الإنسان.
4- الحكمة في القيادة: النبي ﷺ كان حكيمًا في رفض هذه الطلبات، حفظًا للدين ومبادئه، ورفضًا للمصالح الشخصية على حساب القيم.
5- قدوة في الصبر: على الصحابة أن يصبروا على مشاق الطاعة، ولو كانت في البرد القارس، فالدين يعلو ولا يعلى عليه.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه بعض أهل العلم.
- أبو بكرة الثقفي صار بعد ذلك من الصحابة المعدودين، وروى العديد من الأحاديث.
- قصة إسلام أبي بكرة تدل على أن الإسلام يحرر الإنسان من عبودية البشر إلى عبودية الله وحده.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٥٣٠) عن يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا مفضّل بن مهلهل، عن مغيرة، عن شباك، عن الشعبي، عن رجل من ثقيف فذكره. وإسناده صحيح.
وقد روي بإسناد ضعيف عن ابن عباس قال: أعتق رسول الله ﷺ يوم الطائف من خرج إليه من عبيد المشركين.
رواه أحمد (١٩٥٩) وأبو يعلى (٢٥٦٤) والطَّبرانيّ (١٢٥٧٩) كلّهم من حديث أبي معاوية، حَدَّثَنَا حجَّاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره.
وحجاج هو ابن أرطاة مدلِّس ضعيف، ولم أقف على تصريح ولا على متابعة.
وكذلك رواه أيضًا أحمد (٢١٧٦) عن عبد القدوس بن بكر بن خنيس، حَدَّثَنَا حجَّاج بإسناده
وجاء فيه: حاصر رسول الله ﷺ أهل الطائف، فخرج إليه عبدان فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة، وكان رسول الله ﷺ يعتق العبيد إذا خرجوا إليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 733 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا

  • 📜 حديث: سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب