تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي

حديث: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي

عن يعلى بن أمية قال: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْعُسْرَةَ قَالَ: كَانَ يَعْلَى يَقُولُ: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي. قَالَ عَطَاءُ: فَقَالَ صَفْوَانُ: قَالَ يَعْلَى: فَكَانَ لِي أَجِيرٌ، فَقَاتَلَ إِنْسَانًا فَعَضَّ أَحَدُهُمَا يَدَ الآخَرِ، قَالَ عَطَاءٌ: فَلَقَدْ أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ: أَيُّهُمَا عَضَّ الآخَرَ فَنَسِيتُهُ، قَالَ: فَانْتَزَعَ الْمَعْضُوضُ يَدَهُ مِنْ فِي الْعَاضِّ، فَانْتَزَعَ إِحْدَى ثَنِيَّتَيْهِ، فَأَتَيَا النَّبِيَّ ﷺ فَأَهْدَرَ ثَنيَّتَهُ. قَالَ عَطَاءٌ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَفَيَدَعُ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضَمُهَا، كَأَنَّهَا فِي فِي فَحْلٍ يَقْضَمُهَا».

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤١٧) ومسلم في القسامة والمحاربين (٢٣: ١٦٧٤) كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني عطاء، أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه قال فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة وال الجماعة:

الحديث:

عن يعلى بن أمية قال: غزوت مع النبي ﷺ العسرة قال: كان يعلى يقول: تلك الغزوة أوثق أعمالي عندي. قال عطاء: فقال صفوان: قال يعلى: فكان لي أجير، فقاتل إنسانًا فعض أحدهما يد الآخر، قال عطاء: فلقد أخبرني صفوان: أيهما عض الآخر فنسيته، قال: فانتزع المعضوض يده من في العاض، فانتزع إحدى ثنيتيه، فأتيا النبي ﷺ فأهدر ثنيته. قال عطاء: وحسبت أنه قال: قال النبي ﷺ: «أفيدع يده في فيك تقضمها، كأنها في في فحل يقضمها».

1. شرح المفردات:

● العسرة: غزوة تبوك، وسُميت بذلك لشدة المشقة فيها من قلة الماء والزاد وشدّة الحر وبُعد المسافة.
● أوثق أعمالي: أقوى وأثبت وأفضل أعمالي.
● أجير: عامل يستأجره الإنسان لأداء عمل معين.
● عضَّ: قضم بالأسنان.
● المعضوض: الذي عُضَّت يده.
● العاض: الذي قام بعضّ يد الآخر.
● ثنيته: السن الأمامية من الأسنان.
● أهدر ثنيته: أسقط حق التعويض عن السن المكسورة، أي لم يُلزم المعضوض بدفع دية أو أرش للعاض.
● تقضمها: تطحنها وتكسرها بأسنانك.
● فحل: ذكر الإبل القوي.

2. شرح الحديث:

يروي يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه شارك في غزوة تبوك (العسرة) مع النبي ﷺ، وكان يعتبرها أفضل وأوثق أعماله. وخلال هذه الغزوة، حدثت واقعة بين أجير ليعلى ورجل آخر، حيث تقاتلا فعض أحدهما يد الآخر (ولم يثبت عطاء من الذي بدأ بالعض). وعندما حاول المعضوض انتزاع يده من فم العاض، انتزع معها إحدى ثنيتي العاض (أسنانه الأمامية).
عندما عرضوا القضية على النبي ﷺ، حكم بإهدار سن العاض (أي بعدم استحقاقه تعويضًا عنها)، وقال له معاتبًا: «أفيدع يده في فيك تقضمها، كأنها في في فحل يقضمها» أي: هل تتوقع أن يترك يده في فمك لتقضمها كما يقضم الفحل الطعام دون أن يدافع عن نفسه؟

3. الدروس المستفادة:

● مشروعية الدفاع عن النفس: الحديث أصل في جواز الدفاع عن النفس عند الاعتداء، وعدم مؤاخذة المدافع إذا نتج عن دفاعه ضرر بالمعتدي.
● إهدار حق المعتدي: من اعتدى على غيره ثم لحقه ضرر أثناء دفاع المعتدى عليه، فإنه لا يستحق تعويضًا عن هذا الضرر.
● حكمة القضاء النبوي: بيان حكمة النبي ﷺ في فصل الخصومات وإقامة العدل، حيث نظر إلى سبب المشكلة ولم ينظر إلى النتيجة فقط.
● التشبيه البليغ: استخدام النبي ﷺ للتشبيه بالفحل لبيأن أن العاض جعل نفسه كالحيوان الذي يقضم بلا عقل، مما يبيح للآخر أن يدافع عن نفسه.
● فضل غزوة تبوك: بيان فضل هذه الغزوة ومكانتها عند الصحابة رضوان الله عليهم.

4. معلومات إضافية:

- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- يعلى بن أمية صحابي جليل من أصحاب النبي ﷺ.
- الحكم الفقهي المستفاد: أن من اعتدى على غيره ثم أصابه ضرر أثناء دفاع المعتدى عليه، فإنه لا قصاص عليه ولا دية.
- القاعدة الفقهية: "الجرح بالجائحة هدر" أي أن الضرر الناتج عن الدفاع المشروع لا ضمان فيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤١٧) ومسلم في القسامة والمحاربين (٢٣: ١٦٧٤) كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني عطاء، أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه قال فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 755 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي

📜 حديث: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية