حديث: إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر أم أنثى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمّه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته

عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أراد اللَّه عز وجل أن يخلق النّسمة، قال ملك الأرحام فيها: يا ربّ أذكر أم أنثى؟ فيقضي اللَّه إليه أمره، ثم يقول: يا ربّ أشقي أم سعيد؟، فيقضي اللَّه إليه أمره، ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النّكبة يُنكبها».

صحيح: رواه عبد اللَّه بن وهب في «كتاب القدر» (٣٠) ومن طريقه الفريابي في «القدر» (١٤٢)،
وابن حبان في «صحيحه» (٦١٧٨)، واللالكائي في «الاعتقاد» (١٠٥١) كلّهم من حديث يونس، عن الزّهريّ، أنّ عبد الرحمن بن هنيدة حدّثه، أن عبد اللَّه بن عمر قال (فذكره).

عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أراد اللَّه ﷿ أن يخلق النّسمة، قال ملك الأرحام فيها: يا ربّ أذكر أم أنثى؟ فيقضي اللَّه إليه أمره، ثم يقول: يا ربّ أشقي أم سعيد؟، فيقضي اللَّه إليه أمره، ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النّكبة يُنكبها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نعلم ويعلمنا ما ينفعنا.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوضح سعة علم الله تعالى وقدرته، وإحاطته بكل شيء، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله:
الحديث: عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أراد اللَّه عز وجل أن يخلق النّسمة، قال ملك الأرحام فيها: يا ربّ أذكر أم أنثى؟ فيقضي اللَّه إليه أمره، ثم يقول: يا ربّ أشقي أم سعيد؟، فيقضي اللَّه إليه أمره، ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النّكبة يُنكبها».


أولاً. شرح المفردات:


● النَّسَمَة: تُطلق على الروح عند خلقها، أو على الجنين في بطن أمه. والمقصود هنا: الإنسان عند بدء خلقه وتصويره في الرحم.
● ملك الأرحام: هو الملك الموكل بالأرحام، وهو الذي يأمر بتصوير الجنين كما ورد في أحاديث أخرى.
● يقضي الله إليه أمره: أي يُبلغه ويُعلمه حكمه وما قدره له.
● أشقي أم سعيد: الشقي: الذي كتب عليه الشقاء في الآخرة. السعيد: الذي كتبت له السعادة والنجاة.
● يكتب بين عينيه: أي يُقدر ويُسجل مصيره الذي سيلاقيه.
● حتى النكبة ينكبها: النكبة: المصيبة أو الشدة التي تصيب الإنسان. والمعنى: حتى المصيبة التي ستصيبه، ومتى وكيف ستصيبه، كل ذلك مكتوب ومقدر.


ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى إذا أراد أن يخلق بشراً جديداً، يسأل الملك الموكل بالأرحام ربه عن جنس هذا المخلوق (أذكر هو أم أنثى؟)، فيخبره الله بما قدَّره وقضاه. ثم يسأله عن مصيره النهائي (أشقي هو في الآخرة أم سعيد؟)، فيخبره الله بذلك أيضاً. ثم يُكتب مقادير هذا الإنسان وأحواله كلها، حتى أدق التفاصيل والمصائب التي ستمر به في حياته، كل ذلك مقدور ومكتوب قبل أن يُخلق.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات القدر وسعة علم الله تعالى: الحديث دليل واضح على إيمان المسلمين بـ القدر، الذي هو أحد أركان الإيمان الستة. فالله تعالى يعلم ما كان وما سيكون، وقد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم.
2- التسليم لقضاء الله وقدره: علم الإنسان أن كل شيء مقدر عليه – بما في ذلك المصائب – يورث في قلبه الطمأنينة والرضا، ويمنعه من الحزن المفرط أو القلق على المستقبل، لأنه يعلم أن الأمر بيد الله وقد سبق علمه وكتابه.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: لا يعني الإيمان بالقدر ترك الأسباب أو التواكل. فالمسلم مأمور بالأخذ بالأسباب مع الاعتقاد الجازم أن النتيجة最终ية بيد الله تعالى وحده.
4- التنبيه على عظمة الخلق وإبداعه: الحديث يذكرنا ببداية خلق الإنسان وتدبير أمره، مما يزيد المؤمن إيماناً بعظمة الخالق وقدرته.
5- العدل الإلهي: كتابة الشقاوة والسعادة ليست ظلماً من الله، بل هي نابعة من علمه الأزلي بما سيكون عليه العبد من عمل، فالله يعلم من سيختار طريق الهدى فييسره له، ويعلم من سيختار طريق الضلال فيخذله.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- يتكامل هذا الحديث مع أحاديث أخرى في بيان مراحل خلق الإنسان وتقدير أرزاقه وآجاله وأعماله، مثل الحديث المشهور الذي رواه مسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا... ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ».
- الإيمان بالقدر لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويستعيذ به من الشقاء والمصائب، بل هو من الأسباب التي يدفع بها العبد ما قد يكون مقدّراً.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإيمان بالقدر، الراضين بقضائه، الشاكرين لنعمائه، والصابرين على بلائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد اللَّه بن وهب في «كتاب القدر» (٣٠) ومن طريقه الفريابي في «القدر» (١٤٢)،
وابن حبان في «صحيحه» (٦١٧٨)، واللالكائي في «الاعتقاد» (١٠٥١) كلّهم من حديث يونس، عن الزّهريّ، أنّ عبد الرحمن بن هنيدة حدّثه، أن عبد اللَّه بن عمر قال (فذكره). وإسناده صحيح.
وأما قول البزّار -كشف الأستار (٢١٤٩) -: «لا نعلم رواه عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، إلّا صالح (ابن أبي الأخضر)».
فمتعقّب برواية يونس عن الزّهريّ، كما رواه أيضًا جمعٌ من الرّواة، أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١٨٢، ١٨٣، ١٨٤)، وغيره وقفه، فإن الذين رفعوه كثيرون وهم ثقات.
قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ١٩٣): «رواه أبو يعلى، والبزّار، ورجال أبي يعلى رجال الصّحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 978 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر أم أنثى

  • 📜 حديث: إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر أم أنثى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر أم أنثى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر أم أنثى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر أم أنثى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب