حديث: أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضائل عمرو بن العاص وأخباره

عن ابن شماسه المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلًا وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ﷺ بكذا؟ أما بشرك رسول الله ﷺ بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاث لقد
رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله ﷺ مني، ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو متّ على تلك الحال لكنت من أهل النّار، فلمّا جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النَّبِيّ ﷺ، فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو؟». قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟». قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحجّ يهدم ما كان قبله؟». وما كان أحد أحب إلي من رسول الله ﷺ ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنّة، ثمّ ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا عليّ التراب شنا، ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتَّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢١) من طرق، عن أبي عاصم الضَّحَّاك قال: أخبرنا حيوة بن شريح قال: حَدَّثَنِي يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة فذكره.

عن ابن شماسه المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلًا وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ﷺ بكذا؟ أما بشرك رسول الله ﷺ بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاث لقد
رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله ﷺ مني، ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو متّ على تلك الحال لكنت من أهل النّار، فلمّا جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النَّبِيّ ﷺ، فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو؟». قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟». قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحجّ يهدم ما كان قبله؟». وما كان أحد أحب إلي من رسول الله ﷺ ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنّة، ثمّ ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا عليّ التراب شنا، ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتَّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه قصة توبة عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه، وهو من الصحابة الكرام الذين أسلموا متأخرين ثم كان إسلامهم عظيم الأثر. وسأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا بحسب الطلب، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين.

أولًا:

شرح المفردات:
● في سياقة الموت: أي في سكرات الموت وآلامه.
● أطباق ثلاث: أي حالات أو مراحل ثلاث مر بها في حياته.
● أشد بغضًا: أي أكثر كراهية وحقدًا.
● استمكنت منه: أي تمكنت منه وقويت عليه.
● يشترط: يطلب شرطًا عند البيعة.
● يهدم ما كان قبله: أي يمحو الذنوب السابقة.
● لا تصحبني نائحة ولا نار: النائحة هي المرأة التي تندب الميت وتصيح، والنار إشارة إلى إشعال النار عند القبر الذي كان من عادات الجاهلية.
● شنوا علي التراب شنا: أي أسرعوا في دفني واهيلوا التراب علي بسرعة.
● تنحر جزور: أي ذبح بعير.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث لحظات احتضار الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، حيث يبكي ويولّي وجهه إلى الجدار تأثرًا وخوفًا من الله، فيذكّره ابنه ببشارات النبي صلى الله عليه وسلم له، فيرد عليه عمرو بأن أفضل ما يعدّه الإنسان هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
ثم يشرع في سرد مراحل حياته الثلاث:
1- المرحلة الأولى: قبل الإسلام، حيث كان أشد الناس بغضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتمنى لو قتله، ولو مات على هذه الحال لدخل النار.
2- المرحلة الثانية: بعد أن هداه الله للإسلام، حيث جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه، لكنه تردد وطلب شرطًا أن يغفر الله له ذنوبه السابقة، فأخبره النبي أن الإسلام يهدم ما قبله، ثم أصبح بعدها يحب النبي حبًا عظيمًا ويجله كل الإجلال، حتى كان لا يستطيع أن ينظر إليه طويلاً لعظمته في عينيه. ولو مات في هذه المرحلة لرجو أن يكون من أهل الجنة.
3- المرحلة الثالثة: بعد ذلك، حيث تولى أمورًا وأعمالاً (مثل ولايته على مصر وغيرها) لا يدري ما حكم الله فيه، فيخاف من التقصير في هذه المرحلة.
لذلك يوصي عند موته بعدم وجود نائحة أو نار عند جنازته، وأن يسرعوا في دفنه، ثم يقفوا عند قبره قدر ذبح جزور وتقسيمه؛ لينتظر ما سيرد به على ملائكة الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة الإسلام: حيث يمحو الله به كل الذنوب السابقة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام يهدم ما كان قبله".
2- التوبة تهدم ما قبلها: فعمرو بن العاص كان من أشد الناس عداوة للإسلام فغفر الله له وأصبح من كبار الصحابة.
3- خوف الصالحين: فمع إسلامه وفضله، كان يخاف من التقصير في أعماله المتأخرة، وهذا من علامات الإيمان.
4- تحريم النياحة وإشعال النار عند القبور: لأن ذلك من أفعال الجاهلية.
5- استحباب الإسراع في الدفن: وعدم التأخير إلا لضرورة.
6- الاستعداد للقاء الله: والتفكير في جواب الملائكة في القبر.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على تواضع عمرو بن العاص رضي الله عنه وخوفه من الله، مع مكانته العالية.
- فيه بيان فضل الشهادتين وأنهما أفضل ما يعدّ العبد.
- وفيه بيان أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان.
- يستحب للعبد أن يستحضر سؤال القبر ويستعد له بالإيمان والعمل الصالح.
نسأل الله أن يتوفانا على الإسلام والإيمان، وأن يجعلنا من أهل الجنة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٢١) من طرق، عن أبي عاصم الضَّحَّاك قال: أخبرنا حيوة بن شريح قال: حَدَّثَنِي يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 489 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

  • 📜 حديث: أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب