حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)﴾

عن ابن عباس: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٣) عن أحمد بن يونس، أراه قال: حدّثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ قالها إبراهيم ﵇ حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، يتعلق بكلمة التوكل والتفويض: "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".

أولاً. شرح المفردات:


● "حَسْبُنَا": أي كافينا ومؤتنا من الأمر ما نحتاج إليه. فالله تعالى هو الكافي لعبده من كل ما أهمه.
● "اللَّهُ": اسم الذات الإلهية الجامع لجميع صفات الكمال والجلال.
● "وَنِعْمَ": صيغة مدح وتعظيم، أي: ونعم الوكيل هو الله.
● "الْوَكِيلُ": هو الذي يتولى تدبير أمور عباده ويحفظهم ويَكْفُلُهُم، وهو الحفيظ الذي لا يُضيّع من توكل عليه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الكلمة العظيمة "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" كانت قول نبيين كريمين في أحرج المواقف وأصعبها:
1- قول إبراهيم عليه السلام: حين ألقي في النار التي أوقدها له قومه كيدًا واحتيالاً بسبب تحطيمه لأصنامهم، فما كان منه إلا أن وثق بالله واعتقد كفايته، فقال: "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ". فكانت النتيجة أن قال الله للنار: {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69]، فنجّاه الله من كيدهم.
2- قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: وذلك في غزوة أحد حين بلغ المسلمين أن المشركين يجمعون الجموع للانتقام منهم، فخاف بعض الناس وقلقوا، ولكن المؤمنين الصادقين ازدادوا إيمانًا ويقينًا، وقالوا: "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، فثبتوا واطمأنت قلوبهم بموعود الله ونصره.
وهذه القصة مذكورة في القرآن في سورة آل عمران: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التوكل على الله والاعتماد عليه: فالمؤمن يلجأ إلى الله في الشدائد ويستعين به، ويوقن بأن الله هو الكافي والحافظ.
2- الاقتداء بالأنبياء والصالحين: فيجب على المسلم أن يتأسى بهم في ثقتهم بالله وحسن ظنهم به.
3- الاستسلام لقضاء الله وقدره: فمن قال هذه الكلمة بصدق ويقين، فإن الله يكفيه ما أهمه ويحميه من كل مكروه.
4- زيادة الإيمان بالابتلاء: فالمؤمن كلما زادت المحن زاد إيمانه وثباته، كما حدث لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
5- أن هذه الكلمة من أذكار الأوقات الصعبة: فيستحب للمسلم أن يرددها عند الخوف أو الهم أو الكرب، ليجد بركتها وثمرتها.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال إذا أصبح: حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".
- هذه الكلمة تجمع بين التوحيد والتوكل والثناء على الله، فهي من جوامع الكلم.
فنسأل الله أن يجعلنا من الذين يقولون: "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" عند الشدائد، وأن يتولانا في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٣) عن أحمد بن يونس، أراه قال: حدّثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 246 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار

  • 📜 حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب