حديث: عذاب الزقوم لو قطرت قطرة لامرت على الارض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾

عن مجاهد أن الناس كانوا يطوفون بالبيت، وابن عباس جالس معه محجن، فقال: قال رسول اللَّه ﷺ: «﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ولو أن قطرة من الزقوم قُطِرت، لأمرَّت على أهل الأرض عيشهم، فكيف من ليس لهم طعام إلا الزقوم».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٥٨٥) وابن ماجه (٤٣٢٥) وأحمد (٢٧٣٥) وابن أبي حاتم (٣/ ٧٢٣) وصحّحه ابن حبان (٧٤٧٠) والحاكم (٢/ ٢٩٤) كلهم من طرق عن شعبة، قال: سمعت سليمان الأعمش، عن مجاهد، قال: فذكره.

عن مجاهد أن الناس كانوا يطوفون بالبيت، وابن عباس جالس معه محجن، فقال: قال رسول اللَّه ﷺ: «﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ولو أن قطرة من الزقوم قُطِرت، لأمرَّت على أهل الأرض عيشهم، فكيف من ليس لهم طعام إلا الزقوم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن مجاهد أن الناس كانوا يطوفون بالبيت، وابن عباس جالس معه محجن، فقال: قال رسول اللَّه ﷺ: «﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ولو أن قطرة من الزقوم قُطِرت، لأمرَّت على أهل الأرض عيشهم، فكيف من ليس لهم طعام إلا الزقوم».


1. شرح المفردات:


● محجن: عصا معوجة الرأس كان يتوكأ عليها.
● حق تقاته: بأقصى ما تستطيعون من التقوى والطاعة.
● الزقوم: شجرة في جهنم، ثمرها مرّ كريه الطعم، شديد الحرارة، قال تعالى: ﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ [الصافات: 64-65].
● أمرَّت: أفسدت وأهلكت.


2. شرح الحديث:


يذكر لنا مجاهد -رحمه الله- منظرًا مؤثرًا: الناس يطوفون حول البيت الحرام، وابن عباس -حبر الأمة وترجمان القرآن- جالس يتأملهم، ومعه محجن يتوكأ عليه. فينتهز هذه الفرصة ليذكرهم بحديث رسول الله ﴷ الذي جمع بين الترهيب والترغيب.
بدأ النبي ﷺ بآية عظيمة من سورة آل عمران تأمر المؤمنين بتقوى الله حق تقاته، أي أن يجتهدوا في طاعته ويخافوه حق الخوف، ويحرصوا على أن يموتوا على الإسلام.
ثم انتقل إلى التخويف من عذاب الله، فذكر شجرة الزقوم التي هي من أشد عذاب أهل النار. وضرب لهم مثلاً يقرّب الصورة: لو أن قطرة واحدة من عذاب هذه الشجرة (الزقوم) سقطت على الأرض، لأفسدت عيش أهل الأرض جميعاً وأهلكتهم من شدة حرارتها ومرارتها وقبحها.
ثم ختم بتهويل الأمر واستفهام تقريري يفيد التعجيب والتفظيع: فكيف بحال من يكون طعامه كله من هذا الزقوم؟! أي كيف سيكون عذابه وألمه وهو لا يأكل إلا هذا الطعام الرهيب؟!


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على تقوى الله تعالى: وهي جماع الخير كله، وهي سبب النجاة في الدنيا والآخرة.
2- الحرص على الموت على الإسلام: وذلك بالثبات على الدين، والابتعاد عن كل ما يخالفه، والحذر من أسباب الردة والضلال.
3- التخويف من عذاب النار: ذكر النبي ﷺ هذا المثال المروع لتحذير الأمة من عصيان الله، وليكون دافعاً لها لاجتناب المعاصي.
4- بيان شدة عذاب الكفار: فإذا كانت قطرة واحدة تكفي لإهلاك أهل الأرض، فكيف بمن يكون هذا طعامه الدائم في النار؟ إنه لعذاب مهول لا يتصوره عقل.
5- حكمة الدعوة: نلاحظ كيف استغل ابن عباس -رضي الله عنهما- وجود الناس حول البيت ليعظهم ويذكرهم، مستخدماً أسلوباً مؤثراً يجمع بين الترغيب (بذكر التقوى والاستقامة) والترهيب (بذكر عذاب النار).


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث ضعيف الإسناد، كما ذكر ذلك المحدثون (كالألباني في السلسلة الضعيفة). ولكن معناه صحيح، فقد وردت نصوص أخرى في القرآن والسنة تصف عذاب الزقوم وتفظيعه، مثل قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: 51-55].
- المقصود من مثل هذه الأحاديث حتى لو كان سندها ضعيفاً -إذا وافق معنى صحيحاً● التخويف والوعظ، لا establecer أحكاماً عقائدية أو شرعية جديدة.
- الحديث يدل على عظم جرم الكفر والشرك، وشدة العذاب المعد لأهله.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٥٨٥) وابن ماجه (٤٣٢٥) وأحمد (٢٧٣٥) وابن أبي حاتم (٣/ ٧٢٣) وصحّحه ابن حبان (٧٤٧٠) والحاكم (٢/ ٢٩٤) كلهم من طرق عن شعبة، قال: سمعت سليمان الأعمش، عن مجاهد، قال: فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وقوله: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ أي: حافظوا على إسلامكم عقيدة وعملا، حتى إذا جاء الأجل فأنتم قائمون عليه. وجاء في الأخبار الصّحيحة:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 227 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عذاب الزقوم لو قطرت قطرة لامرت على الارض

  • 📜 حديث: عذاب الزقوم لو قطرت قطرة لامرت على الارض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عذاب الزقوم لو قطرت قطرة لامرت على الارض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عذاب الزقوم لو قطرت قطرة لامرت على الارض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عذاب الزقوم لو قطرت قطرة لامرت على الارض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب