حديث: لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨)﴾

عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن مروان قال: اذهب يا رافع -لبوابه- إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذَّبا لنعذَّبَنَّ أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية، إنما أنزلت هذه الآية فى أهل الكتاب. ثم تلا ابن عباس: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ هذه الآية، وتلا ابن عباس: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾ وقال ابن عباس: سألهم النبي ﷺ عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فخرجوا قد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٨ م)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٨) كلاهما من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني ابن أبي مليكة، أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أخبره، فذكره، واللفظ لمسلم، والبخاري لم يذكر لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على رواية قبله، وهي نحوه.

عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن مروان قال: اذهب يا رافع -لبوابه- إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذَّبا لنعذَّبَنَّ أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية، إنما أنزلت هذه الآية فى أهل الكتاب. ثم تلا ابن عباس: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ هذه الآية، وتلا ابن عباس: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾ وقال ابن عباس: سألهم النبي ﷺ عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فخرجوا قد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم والتفاسير المعتمدة، مع بيان دروسه وعبره.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "التفسير" باب قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}، وهو حديث صحيح ثابت.
### ثانياً. شرح المفردات
● فرح بما أتى: أي سُرَّ بما فعله من عمل.
● أحب أن يحمد بما لم يفعل: أي رضي أن يثني الناس عليه بأمر لم يفعله.
● معذباً: أي مُعاقباً.
● ميثاق: عهد ووعد مؤكد.
● لتبيننه: لتظهرنه وتوضحنه.
● تكتمونه: تخفونه.
### ثالثاً. قصة الحديث وشرحه
يحدثنا هذا الحديث عن موقف بين مروان بن الحكم - وكان عاملاً على المدينة - وابن عباس رضي الله عنهما، حيث فهم مروان أن الآية الكريمة {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] تعم كل أحد يفرح بعمله ويحب أن يُحمد على ما لم يفعل، فخاف أن يدخل تحت وعيدها، فأرسل إلى ابن عباس يسأله.
فأجابه ابن عباس رضي الله عنهما بأن هذه الآية ليست في عموم المسلمين، بل نزلت في أهل الكتاب (اليهود والنصارى) خاصة، وذلك بسبب موقف خاص حدث معهم.
وتفصيل القصة كما فسّرها ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهل الكتاب عن شيء من أمر دينهم (وقيل: عن أمر النبي المنتظر وصفته) فكتموه الحق الذي يعلمونه، وأخبروه بغيره كذباً، ثم خرجوا من عنده وهم يظهرون للناس أنهم قد صدقوه وأخبروه بما سألهم، بل وفرحوا بما فعلوه من كتمان الحق وكذبهم، وأحبوا أن يُحمدوا على هذا "الإظهار" للصدق وهم قد كتموا وكذبوا.
فنزلت هذه الآية تفضح حالهم وتوبخهم على هذا السلوك الخادع.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد
1- أهمية الرجوع إلى العلماء: فعل مروان - مع كونه من كبار الصحابة - يدل على وجوب سؤال أهل العلم عند عدم الفهم، وعدم القفز إلى الأحكام.
2- خصوصية سبب النزول: ليس كل آية تعمم على كل أحد، بل يجب معرفة سبب نزولها ومن نزلت فيه، وهذا من قواعد التفسير المهمة.
3- ذم النفاق والكذب والرياء: الآية تصف حالاً ذميمة وهي الفرح بالمعصية (الكتمان والكذب) وحب المدح على غير حقيقة.
4- تحذير من حب المدح بغير حق: وإن كانت الآية في أهل الكتاب، إلا أن المعنى العام يحذر المسلم من أن يحب أن يمدحه الناس على شيء لم يفعله، أو يتصف بصفة ليست فيه، فإن هذا من النفاق والخداع.
5- بيان خبث أهل الكتاب ومكرهم: حيث كتموا الحق مع علمهم به، وكذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم.

خامساً:

معلومات إضافية
- الآية الكريمة في سورة آل عمران، وهي جزء من آيات تذكر مواقف أهل الكتاب ونقضهم لعهودهم.
- العلماء يستدلون بهذا على أن الوعيد في القرآن قد يأتي خاصاً في قوم معينين، ولا يُحمَّل على العموم إلا بدليل.
- في هذا تربية للمسلم على الصدق والصراحة وعدم التظاهر بغير الحقيقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٨ م)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٨) كلاهما من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني ابن أبي مليكة، أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أخبره، فذكره، واللفظ لمسلم، والبخاري لم يذكر لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على رواية قبله، وهي نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 253 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل

  • 📜 حديث: لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب