حديث: حسبي اللَّه ونعم الوكيل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)﴾

عن ابن عباس قال: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي اللَّه ونعم الوكيل.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٤) عن مالك بن إسماعيل، حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي اللَّه ونعم الوكيل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي لنا لحظة من أعظم لحظات التوحيد والثبات في التاريخ البشري، وهي قصة إلقاء النبي إبراهيم عليه السلام في النار.

أولاً. شرح المفردات:


● آخر قول إبراهيم: أي الكلمة الأخيرة التي نطق بها سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل أن يُلَقى في النار.
● حسبي الله: (حسبي) من الكفاية، أي الله يكفيني ويمنعني مما أخاف وأحذر.
● نعم الوكيل: (الوكيل) هو الذي يُتوكل عليه ويُفوض إليه الأمر، وهو الكفيل بالعبد وحفظه، و(نعم) للثناء على الله تعالى، أي هو أحسن الوكيل وأكفؤهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي لنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي إبراهيم عليه السلام، عندما ألقاه قومه في النار عقاباً له على تحطيم أصنامهم ودعوته إلى توحيد الله، لم يقل إلا هذه الكلمات العظيمة: "حسبي الله ونعم الوكيل".
لم يستغث بأحد، ولم يجزع، ولم يصرخ طالباً النجدة من مخلوق، بل لجأ إلى ربه بقلب مليء بالثقة واليقين، ووكل أمره بالله تعالى، فكان الله حسبه وكافيه، فأصدر أمره للنار فقال: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69]، فكانت برداً وسلاماً عليه، ولم تكن فيه مضرة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- ذروة التوكل على الله: يعد هذا الموقف أعلى درجات التوكل على الله والتفويض إليه، حيث وضع إبراهيم عليه السلام كل ثقته في ربه وحده.
2- اللجوء إلى الله في الشدائد: يعلمنا هذا الحديث أن أول وأخر ما نلجأ إليه في أوقات المحن والكرب هو الله تعالى، بالدعاء وذكر هذه الكلمات العظيمة.
3- قوة تأثير كلمة التوحيد: كلمة "حسبي الله ونعم الوكيل" لها تأثير عظيم، فهي تزرع الطمأنينة في القلب وتدفع البلاء.
4- الثبات على المبدأ: لم يتردد إبراهيم أو يتراجع عن دعوته رغم التهديد بإحراقه، بل ثبت ووكل أمره إلى الله.
5- أن الله لا يخيب من لجأ إليه: نجا إبراهيم عليه السلام بأمر الله، مما يثبت أن من يتوكل على الله فهو حسبه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- وردت هذه الكلمة "حسبي الله ونعم الوكيل" في القرآن في سياق آخر في قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]. فهي من الأذكار العظيمة التي تقال عند مواجهة الخوف والتهديد.
- يستحب للمسلم أن يداوم على قول هذا الذكر في أوقات الشدة والضيق، اقتداءً بالأنبياء والصالحين.
أسأل الله أن يجعلنا من المتوكلين عليه حق التوكل، وأن يكون حسبنا في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٤) عن مالك بن إسماعيل، حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، فذكره.
اختلف أهل العلم في قول النبي ﷺ: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ متى قال ذلك، فأصح ما روي عن محمد بن إسحاق: قال ذلك حين كان النبي ﷺ بعد أحد بحمراء الأسد، وبلغ أن أبا سفيان جمع السير إلى النبي ﷺ وإلى أصحابه ليستأصل بقيتهم، فقال النبي ﷺ: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.
ذكره ابن إسحاق في سيرته كما في سيرة ابن هشام مفصلا عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وأما ما روي عن عوف بن مالك، أنه قال: إن النبي ﷺ قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه لما أدبر: حسبي اللَّه ونعم الوكيل، فقال النبي ﷺ: «إن اللَّه يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر، فقل حسبي اللَّه ونعم الوكيل». ففيه رجل مجهول.
رواه أبو داود (٣٦٢٧)، وأحمد (٢٣٩٨٣) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن سيف، عن عوف بن مالك، فذكره.
وسيف هو الشامي، مجهول لم يرو عنه سوى خالد بن معدان، قال النسائي: لا أعرفه. وقال الذهبي في الميزان: «لا يُعْرَف».
وأما ابن حبان والعجلي فوثَّقاه على قاعدتهما في توثيق من لا يعرف فيه جرح، وهو مذهب مرجوح في معرفة الرجال، كما قلت ذلك مرارا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 247 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حسبي اللَّه ونعم الوكيل

  • 📜 حديث: حسبي اللَّه ونعم الوكيل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حسبي اللَّه ونعم الوكيل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حسبي اللَّه ونعم الوكيل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حسبي اللَّه ونعم الوكيل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب