حديث: رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (١٠٠)

قال مجاهد: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ قال: كان جماع قبائل الأنصار بطنين: الأوس والخزرج، وكان بينهما في الجاهلية حرب ودماء وشنآن، حتى منَّ اللَّه عليهم، وألف بينهم بالإسلام. قال: فبينا رجل من الأوس ورجل من الخزرج قاعدان يتحدثان ومعهما يهودي جالس، «فلم يزل يذكرهما بأيامهما والعداوة التي كانت بينهم حتى استبا ثم اقتتلا». قال: فنادى هذا قومه وهذا قومه، وخرجوا بالسلاح، وصف بعضهم لبعض، قال: ورسول اللَّه ﷺ يومئذ شاهد بالمدينة، فجاء رسول اللَّه ﷺ «فلم يزل يمشي بينهم إلى هؤلاء وهؤلاء ليسكنهم حتى رجعوا ووضعوا السلاح»، فأنزل اللَّه تعالى في ذلك القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧١٩) عن الحسن بن أبي الربيع، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ جعفر ابن سليمان، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، فذكره.

قال مجاهد: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ قال: كان جماع قبائل الأنصار بطنين: الأوس والخزرج، وكان بينهما في الجاهلية حرب ودماء وشنآن، حتى منَّ اللَّه عليهم، وألف بينهم بالإسلام. قال: فبينا رجل من الأوس ورجل من الخزرج قاعدان يتحدثان ومعهما يهودي جالس، «فلم يزل يذكرهما بأيامهما والعداوة التي كانت بينهم حتى استبا ثم اقتتلا». قال: فنادى هذا قومه وهذا قومه، وخرجوا بالسلاح، وصف بعضهم لبعض، قال: ورسول اللَّه ﷺ يومئذ شاهد بالمدينة، فجاء رسول اللَّه ﷺ «فلم يزل يمشي بينهم إلى هؤلاء وهؤلاء ليسكنهم حتى رجعوا ووضعوا السلاح»، فأنزل اللَّه تعالى في ذلك القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه مجاهد - رحمه الله - يروي لنا قصة نزول الآية الكريمة من سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100]. وهو حديث يوضح سبب النزول لهذه الآية، ويكشف عن حكمة عظيمة من أحكام الشريعة.

أولاً. شرح المفردات:


● جماع قبائل الأنصار: أي أصلهم وجماعتهم.
● بطنين: البطن هو الفرع الكبير من القبيلة، وهما الأوس والخزرج.
● شنآن: البغض والعداوة.
● ألف بينهم: جمع بين قلوبهم ووحدها.
● يذكرهما بأيامهما: يذكرهما بأيام الحرب والعداوة في الجاهلية.
● استبا: شتم كل منهما الآخر.
● اقتتلا: تقاتلا.
● صف بعضهم لبعض: اصطفوا للحرب، كل فريق مقابل الآخر.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف لنا مجاهد - وهو من كبار التابعين ومفسري القرآن - الخلفية التاريخية للآية:
1- الخلفية التاريخية: كان الأنصار في المدينة المنورة يتكونون من قبيلتي الأوس والخزرج، وكانت بينهما حروب طاحنة وعداوة عميقة في الجاهلية، مثل حرب بعاث التي استمرت سنوات. ثم منَّ الله عليهم بالإسلام، فأصبحوا إخوة متحابين بنعمة الله.
2- مكيدة اليهودي: جلس رجل من الأوس ورجل من الخزرج يتحدثان في سلام وأخوة، وكان معهما يهودي. فلم يزل هذا اليهودي يذكرهما بأيام العداوة القديمة ويستحضر ذكريات الحرب والدماء، حتى استثار مشاعر الحقد القديمة في نفسيهما، فتشاجرا وتقاتلا.
3- تفاقم الموقف: каждый منهما نادى قومه (الأوس والخزرج)، فخرجوا بالسلاح واستعدوا للقتال مرة أخرى، وكادت أن تعود حرب الجاهلية.
4- تدخل النبي ﷺ: كان النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فجاء مسرعًا إلى مكان الحدث، يمشي بين الصفين يكلم كلا الفريقين ويذكرهما بالإسلام والأخوة، ويسكن غضبهم، حتى استجابوا له وهدأوا ووضعوا السلاح.
5- نزول الآية: أنزل الله تعالى هذه الآية تحذيرًا للمؤمنين من طاعة أولئك الذين يريدون إفساد ذات بينهم وإرجاعهم إلى الكفر بالتحريش بينهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- خبث أعداء الإسلام ومكرهم: اليهودي هنا يمثل فريقًا من أهل الكتاب الذين لا يريدون الخير للمسلمين، بل يسعون لتفريق كلمتهم وإرجاعهم إلى الكفر بالتحريش بينهم. وهذا تحذير من موالاة أعداء الدين.
2- قوة تأثير الذكريات السيئة: الحديث يبين كيف أن إثارة النعرات الجاهلية والذكريات القديمة يمكن أن تدمر أخوة الإسلام، مما يحذر من الاستماع لأصحاب هذه الأفكار.
3- دور القيادة الحكيمة: النبي ﷺ قدم نموذجًا رائعًا في حل النزاعات بالمشي بين الناس، والحكمة، والتذكير برابطة الإيمان.
4- نعمة الألفة بين المسلمين: يجب شكر نعمة الله بإزالة العداوة وجعل المؤمنين إخوة، والحفاظ على هذه النعمة بعدم طاعة المفسدين.
5- القرآن يعالج الواقع: نزول الآية يدل على كيف أن القرآن يتنزل لمعالجة مشاكل المجتمع الواقعية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه القصة موقف تاريخي وقع في المدينة، وهو من أسباب النزول التي تفسر الآية.
- الآية تحذر من طاعة فريق من أهل الكتاب (وهنا اليهود) الذين يريدون رد المسلمين عن دينهم.
- يستفاد منه وجوب الحذر من أصحاب الفتن الذين يثيرون النعرات القبلية أو الطائفية.
- القصة ذكرها المفسرون مثل ابن كثير والطبري في تفاسيرهم.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ علينا ديننا وألفتنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧١٩) عن الحسن بن أبي الربيع، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ جعفر ابن سليمان، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 225 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع

  • 📜 حديث: رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله يمشي بين الأوس والخزرج لفض النزاع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب