حديث: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (١٩٥)﴾

عن أم سلمة قالت: يا رسول اللَّه، لا نسمع اللَّه ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل اللَّه عز وجل: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ إلى آخر الآية. وقالت الأنصار: هي أول ظعينة قدمت علينا.
حسن: رواه سعيد بن منصور (٥٥٢) والترمذي (٣٠٢٣) والحاكم (٢/ ٣٠٠) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سلمة رجل من ولد أم سلمة، عن أم سلمة، فذكرته.

عن أم سلمة قالت: يا رسول اللَّه، لا نسمع اللَّه ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل اللَّه ﷿: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ إلى آخر الآية. وقالت الأنصار: هي أول ظعينة قدمت علينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يدل على حرص الصحابيات رضي الله عنهن على الخير وابتغاء الأجر من الله تعالى، كما يبين عدل الإسلام ومساواته بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والأجور.

الحديث بلفظه:


عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ إلى آخر الآية. وقالت الأنصار: هي أول ظعينة قدمت علينا.

1. شرح المفردات:


● لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء: أي لم نسمع في القرآن ذكرًا لأجر النساء في الهجرة كما ذكر للرجال.
● فأنزل الله: أي استجاب الله لسؤالها بنزول آية قرآنية.
● فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ: أي أجاب الله دعاءهم وطلبهم.
● لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ: لا أهدر ثواب عامل يعمل صالحًا.
● مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى: سواء كان رجلاً أو امرأة.
● إلى آخر الآية: أي الآية الكاملة وهي قوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾ [آل عمران:195].
● الظعينة: المرأة التي تُسافر في هودج (محمل على بعير)، والمقصود هنا أول امرأة هاجرت إلى المدينة.

2. شرح الحديث:


كانت أم سلمة رضي الله عنها من السابقات إلى الإسلام، وقد هاجرت مع زوجها أبي سلمة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، فلما سمعت الآيات التي تتحدث عن فضل الهجرة وأجر المهاجرين، لاحظت أن الخطاب فيها似乎 موجّه للرجال، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال يدل على فقهها وحرصها: "يا رسول الله، لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟" أي لم يذكر الله في القرآن أن للنساء أجرًا في الهجرة مثل الرجال.
فاستجاب الله تعالى لسؤالها، وأنزل الآية الكريمة التي تساوي بين الرجل والمرأة في الأجر والثواب، وتؤكد أن الله لا يضيع عمل عامل، سواء كان ذكرًا أو أنثى، ما دام العمل صالحًا خالصًا لوجهه تعالى.
وقول الأنصار: "هي أول ظعينة قدمت علينا" يشير إلى أن أم سلمة رضي الله عنها كانت أول امرأة تهاجر إلى المدينة المنورة، مما يدل على فضلها وسابقتها في الإسلام.

3. الدروس المستفادة منه:


1- حرص الصحابيات على الخير والمسارعة إليه: فقد كانت أم سلمة رضي الله عنها حريصة على معرفة ما لها من أجر في الهجرة مثل الرجال.
2- مساواة الإسلام بين الرجل والمرأة في الأجر والثواب: فالله تعالى لا يظلم أحدًا، ويجزي كل عامل بعمله، سواء كان رجلاً أو امرأة.
3- جواز سؤال المرأة عن أمور الدين وطلبها العلم: فقد سألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تردد، وأجابها الله تعالى بنزول آية كريمة.
4- فضل الهجرة وأجر المهاجرين: فالآية التي نزلت توضح الأجر العظيم للمهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيل الله.
5- أن الله يستجيب لدعاء عباده ويسعهم برحمته: فقد استجاب الله لسؤال أم سلمة بنزول آية كريمة تبين عدله تعالى بين الرجال والنساء.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية نزلت في سورة آل عمران، وهي من أواخر ما نزل من القرآن في المدينة.
- أم سلمة رضي الله اسمها هند بنت أبي أمية، وهي من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، وقد كانت من أفقه النساء وأعقلهن.
- الهجرة لها فضل عظيم في الإسلام، وهي من الأعمال التي يُكفّر الله بها السيئات ويدخل بها الجنة كما في الآية.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من العاملين الصالحين، الذكور والإناث، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه سعيد بن منصور (٥٥٢) والترمذي (٣٠٢٣) والحاكم (٢/ ٣٠٠) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سلمة رجل من ولد أم سلمة، عن أم سلمة، فذكرته.
قال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري».
قال الأعظمي: فيه سلمة ولد أم سلمة ليس من رجال البخاري غير أنه حسن الحديث، وقد تابعه مجاهد، عن أم سلمة، رواه ابن مردويه كما قال ابن كثير.
وقوله: أي: لمن عمل صالحا فإن له عند اللَّه حسن الثواب عاجلا أو آجلا.
قال شداد بن أوس: يا أيها الناس، لا تتهموا اللَّه في قضائه، فإنه لا يبغي على مؤمن، فإذا نزل بأحدهم شيء مما يحب فليحمد اللَّه، وإذا نزل به شيء مما يكره فليصبر وليحتسب، فإن اللَّه عنده
حسن الثواب. رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٨٤٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 257 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ

  • 📜 حديث: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب