حديث: للذكر مثل حظ الأنثيين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (١١) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (١٢)﴾
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٧٨) عن محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يشرح لنا جانبًا مهمًا من تشريع الميراث في الإسلام، وكيف أن الله تعالى نسخ بعض الأحكام السابقة وأحكم شرعه بما فيه العدل والحكمة. وإليك الشرح الوافي للحديث:
1. شرح المفردات:
● المال للولد: أي أن الميراث كان يورث للولد الذكر فقط دون الأنثى في بعض الشرائع السابقة أو في الجاهلية.
● الوصية للوالدين: يعني أن الوالدين كانا لا يرثان، بل يُوصى لهما بجزء من المال بعد الوفاة.
● نسخ الله: أي ألغى الله تعالى وأبدل بحكم جديد.
● حظ الأنثيين: نصيب الأنثى هو نصف نصيب الذكر.
● السدس والثلث: هما أنصبة محددة في الميراث.
● الثمن والربع: أنصبة للزوجة.
● الشطر والربع: أنصبة للزوج.
2. شرح الحديث:
كانت هناك عادات في الجاهلية أو في شرائع سابقة حيث يُحرم النساء والوالدون من الميراث، فكان المال كله يُعطى للأبناء الذكور فقط، أما الوالدان فكانا لا يرثان بل يُوصى لهما ببعض المال. فجاء الإسلام ونسخ الله هذه العادات الجائرة، وأحكم شرعه العادل، فقسم الميراث بحكمة بالغة، وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للوالدين نصيبًا مفروضًا (لكل واحد منهما السدس أو الثلث في حالات معينة)، كما جعل للزوجة وللزوج أنصبة محددة (الثمن أو الربع للزوجة، والنصف أو الربع للزوج)، حسب حالات الورثة.
3. الدروس المستفادة منه:
● العدل الإلهي: بيان عدل الله تعالى في تشريع الميراث، حيث أعطى كل ذي حق حقه.
● نسخ الأحكام: بيان أن الشرائع تتطور وتتكامل، وأن الله تعالى ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء لحكمة يعلمها.
● حقوق الوالدين: التأكيد على بر الوالدين حتى بعد مماتهما بإعطائهما حقهما في الميراث.
● حقوق النساء: إبطال ظلم الجاهلية حيث كن يُحرمن من الميراث، وإعطاؤهن نصيبًا عادلًا.
● الحكمة التشريعية: بيان أن تقسيم الميراث في الإسلام مبني على اعتبارات الحاجة والمسؤولية المالية، ف الذكر يُعطى ضعف الأنثى لأنه المسؤول عن الإنفاق على الأسرة، وغير ذلك من الحكم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يشرح أصل تشريع الميراث في الإسلام، وأنه جاء ليقضي على الظلم والعادات الجاهلية.
- الآيات التي نسخت هذه العادات وشرعت الميراث مفصلة في سورة النساء، خاصة قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ} [النساء: 11]، وغيرها من الآيات.
- تقسيم الميراث في الإسلام دقيق وعادل، ويأخذ في الاعتبار درجة القرابة والحاجة والمسؤولية.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم أحكام الميراث ويطبقها كما شرع الله؛ لأنها من أهم حقوق العباد.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع شرعه، إنه سميع مجيب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
هذه الآيات والآية التي في آخر سورة النساء هن آيات الميراث، تشتمل على جل أحكام الفرائض إلا ميراث الجدة التي لها السدس، كما ثبت في السنة مع إجماع العلماء على ذلك.
وقوله: ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً﴾ الكلالة مشتقة من الإكليل، وهو الذي يحيط بالرأس من جوانبه، والمراد هنا من يرثه من حواشيه، لا أصوله مثل الأب أو الجد أو أعلاه، ذكورا وإناثا، ولا فروعه مثل الولد وولد الولد أو أدناه ذكورا وإناثا. وروي عن أبي بكر أنه سئل عن الكلالة فقال: أقول فيها برأيي، فإن يكن صوابا فمن اللَّه، وإن يكن خطأ فمن الشيطان، واللَّه ورسوله بريئان منه، الكلالة من لا ولد له، ولا والد، فلما ولي عمر ابن الخطاب قال: إني لأستحيي من اللَّه تعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه.
رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٦/ ٤٧٥) من طريق عاصم الأحول، عن الشعبي قال: قال أبو بكر: فذكره. والشعبي لم يلق أبا بكر.
ولكن رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٨٨٣) والحاكم (٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن طاوس قال: سمعت عبد اللَّه بن عباس يقول: كنت آخر الناس عهدا بعمر بن الخطاب، فسمعته يقول: القول ما قلتُ. قلتُ: وما قلتَ؟ قال: الكلالة من لا ولد له ولا والد.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
وهذا قول جمع من الصحابة، وهو قول الفقهاء السبعة والأئمة الأربعة، وجمهور السلف والخلف.
وقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ لقد أجمع العلماء سلفا وخلفا أن الدين مقدم
على الوصية، وإن كانت الوصية قدمت في الآية ذكرًا إلا أنها متأخرة عن الدين، لأن اللَّه تعالى لم يقصد منه الترتيب، وإنما قصد منه أن الشيئين يجب إخراجهما قبل تقسيم الميراث بين الورثة، والوصية لا تكون إلا من الثلث أو أقل بخلاف الدين فإنه قد يستغرق جميع ماله.
وروي فيه عن النبي ﷺ حديث ضعيف، وهو ما رواه علي بن أبي طالب قال: قضى محمد ﷺ أن الدين قبل الوصية، وأنتم تقرؤون الوصية قبل الدين.
رواه الترمذيّ (٢٠٩٥) وابن ماجه (٢٨٣٩) وأحمد (٥٩٥) كلهم من حديث أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن الحارث هو ابن عبد اللَّه الأعور الهمداني ضعيف باتفاق أهل العلم، قال ابن عدي: «عامة ما يرويه غير محفوظ». وقال ابن حبان: «كان الحارث غاليا في التشيع واهيا في الحديث».
والوصية يجب أن تكون على العدل، لا على الإضرار بالورثة، فإنه يعتبر من الظلم، وقد روي عن ابن عباس موقوفًا: الاضرار في الوصية من الكبائر. وروي مرفوعًا ولا يصح.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 269 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 244 من يذهب في أثر المشركين يوم أحد؟
- 245 لما انصرف المشركون عن أحد قالوا لا محمدا قتلتموه
- 246 حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار
- 247 حسبي اللَّه ونعم الوكيل
- 248 من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا...
- 249 عن اليهود الذين قالوا إن الله فقير
- 250 موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها
- 251 عبد الله بن أبي يقول لا تؤذنا في مجلسنا وارجع...
- 252 من يحب أن يحمد بما لم يفعل
- 253 لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد...
- 254 نظر إلى السماء فقال إن في خلق السماوات والأرض لآيات...
- 255 بكاء النبي ﷺ حتى بل الأرض عند قراءة آيات خلق...
- 256 استيقظ النبي ليلاً فتوضأ وصلى ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر.
- 257 فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ...
- 258 صلوا على النجاشي فإنه من أهل الجنة
- 259 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
- 260 رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه
- 261 الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها
- 262 نهوا عن نكاح يتامى النساء إلا بالقسط
- 263 أن يمسك منهن أربعا
- 264 من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف
- 265 كل من مال يتيمك غير مسرف
- 266 الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث
- 267 أكل مال اليتيم من السبع الموبقات.
- 268 يقضي الله في ذلك فنزلت آية الميراث
- 269 للذكر مثل حظ الأنثيين
- 270 خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد...
- 271 باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها
- 272 إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
- 273 وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني
- 274 كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته
- 275 كان يرث امرأة ذي قرابته، فيعضلها حتى تموت
- 276 إن كرهت من امرأتك خلقا
- 277 كان أهل الجاهلية يُحَرِّمون ما يحرم إلا امرأة الأب والجمع...
- 278 تحريم نكاح ما نكح الآباء من النساء
- 279 بعث جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم
- 280 تيمم الجنب خوفًا من الهلاك في البرد
- 281 من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم
- 282 التولي يوم الزحف
- 283 ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
- 284 عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء
- 285 الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه
- 286 فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
- 287 لا تجلدوا النساء جلد العبيد ثم تضاجعوهن من آخر اليوم
- 288 ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما
- 289 يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟
- 290 خير الجيران عند الله خيرهم لجاره
- 291 جارك يحق لك به حتى يوشك أن يورثك
- 292 أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
- 293 حرمة عرض الجيران
معلومات عن حديث: للذكر مثل حظ الأنثيين
📜 حديث: للذكر مثل حظ الأنثيين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: للذكر مثل حظ الأنثيين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: للذكر مثل حظ الأنثيين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: للذكر مثل حظ الأنثيين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








