حديث: الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى

عن عائشة في قوله: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى﴾ قالت: أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها ووارثها، ولها مال، وليس لها أحد يخاصم دونها، فلا يُنْكِحها لمالها، فيضُرُّ بها ويسيء صُحْبتَها، فقال: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ يقول: ما أحللت لكم، ودَعْ هذه التي تضُرُّ بها.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٧٣) ومسلم في التفسير (٣٠١٨: ٧) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة في قوله: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى﴾ قالت: أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها ووارثها، ولها مال، وليس لها أحد يخاصم دونها، فلا يُنْكِحها لمالها، فيضُرُّ بها ويسيء صُحْبتَها، فقال: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ يقول: ما أحللت لكم، ودَعْ هذه التي تضُرُّ بها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3]، قالت: "أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها ووارثها، ولها مال، وليس لها أحد يخاصم دونها، فلا يُنْكِحها لمالها، فيضُرُّ بها ويسيء صُحْبتَها، فقال: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} يقول: ما أحللت لكم، ودَعْ هذه التي تضُرُّ بها".


1. شرح المفردات:


● تُقْسِطُوا: من القِسْط، أي العدل والإنصاف.
● الْيَتَامَى: جمع يتيم، وهو من مات أبوه قبل بلوغه.
● وَارِثُهَا: الذي يرث مالها إذا ماتت.
● يُخاصم دونها: يدافع عنها ويقوم بمصالحها.
● تُنْكِحها: يتزوجها.
● يَضُرُّ بها: يسيء معاملتها ويظلمها.
● يُسِيء صُحْبَتَهَا: يسيء عشرتها ومعاشرتها.
● مَا طَابَ لَكُمْ: ما حلَّ لكم وحَسُنَ في الشرع.


2. شرح الحديث:


تشرح أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها السبب المباشر لنزول هذه الآية، وهو حالة اجتماعية كانت موجودة في الجاهلية وصدر الإسلام، حيث كان الرجل يكون وليًا على يتيمة (قريبة له كابنة أخ أو أخت) وترث منه إذا ماتت، وقد تكون ذات مال وجمال. فكان بعض الأولياء يطمع في مالها أو جمالها فيتزوجها دون أن يُعطيها حقها من المهر أو المعاملة الحسنة، أو يتزوجها كارهًا لها فيظلمها ويضطهدها لأنه لم يردها لذاتها بل لمالها، وليس لها من يدافع عنها أو يطلب حقها.
فنزلت هذه الآية تحذيرًا وعلاجًا لهذه الظاهرة، حيث أمر الله تعالى أولئك الذين يخافون ألا يعدلوا مع اليتيمة (إما لطمع في مالها أو لكراهية في شخصها) أن يدعوها ويتزوجوا من غيرها من النساء المباحات، فهن كثيرات. فالمعنى: إذا خفتم ألا تعدلوا في حقوق اليتيمة من المهر والحقوق الزوجية، فاتركوا الزواج بها وتزوجوا غيرهن من النساء.


3. الدروس المستفادة منه:


1- العدل مع الضعفاء: يُظهر الحديث حرص الإسلام الشديد على حماية حقوق الضعفاء، خاصة اليتامى الذين لا defenders لهم، وجعل العدل معهم من أعظم القربات.
2- النصح بالابتعاد عن مواطن الشبهة: الإسلام لا يكتفي بتحريم الظلم، بل يوجه الإنسان إلى تجنب المواقف التي قد تقوده إليه. فالأولى للإنسان أن يبتعد عن كل ما يجعله يُخْشى منه ألا يعدل.
3- سمو الأخلاق في التعامل: النكاح يجب أن يقوم على المودة والرحمة، لا على الطمع في المال أو استغلال الضعف. فمن كان نيته غير سليمة، فليترك ويتجنب.
4- حكمة التشريع الإسلامي: القرآن لم يحرّم على الولي أن يتزوج اليتيمة التي تحت ولايته، بل اشترط شرطًا أخلاقيًا عاليًا وهو أن يخاف عدم العدل. هذا يشجع على مراقبة القلب والنفس.
5- دور المرأة العالمة: الحديث يبرز دور أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كعالمة مفسرة، حيث بينت بوضوح الحكمة من التشريع، مما يدل على مكانة المرأة في نقل العلم والفتيا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث أسباب النزول، وهي مهمة لفهم السياق والمراد من الآية.
- الآية الكريمة جاءت في سياق آيات الأحكام الخاصة بالنساء واليتامى، مما يؤكد على أن النظام الاجتماعي في الإسلام قائم على الرحمة والعدل.
- الفقهاء استنبطوا من هذا أن الوليّ إذا أراد أن يتزوج بمن تحت ولايته (كالبنت أو اليتيمة)، فلا بد أن يتحرى العدل ويخاف الله، فإن خشي ألا يعدل فالأولى له أن يتركها ليتزوجها غيره بمهر وعقد عادلين.
- هذا الموقف هو تطبيق عملي لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90].
أسأل الله أن يجعلنا من العادلين المحسنين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٧٣) ومسلم في التفسير (٣٠١٨: ٧) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 261 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها

  • 📜 حديث: الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب