حديث: الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٨)﴾

عن ابن عباس قال: إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نُسِخَتْ، ولا واللَّه ما نُسِخَت، ولكنها مما تهاون الناس، هما واليانِ: والٍ يرث، وذاك الذي يُرزق، ووالٍ لا يرث، فذاك الذي يقول بالمعروف، يقول: لا أملك أن أعطيك.

صحيح: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٥٩) عن محمد بن الفضل أبي النعمان، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نُسِخَتْ، ولا واللَّه ما نُسِخَت، ولكنها مما تهاون الناس، هما واليانِ: والٍ يرث، وذاك الذي يُرزق، ووالٍ لا يرث، فذاك الذي يقول بالمعروف، يقول: لا أملك أن أعطيك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

الحديث:


عن ابن عباس قال: "إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نُسِخَتْ، ولا واللَّه ما نُسِخَت، ولكنها مما تهاون الناس، هما واليانِ: والٍ يرث، وذاك الذي يُرزق، ووالٍ لا يرث، فذاك الذي يقول بالمعروف، يقول: لا أملك أن أعطيك."

1. شرح المفردات:


● يَزْعُمُون: يدَّعون أو يعتقدون.
● نُسِخَت: أُبْطِل حكمها أو رُفِع.
● تَهَاوَنَ النَّاس: تهاون الناس في العمل بها أو تطبيقها.
● وَالِيَانِ: حاكمان أو ولاة أمر.
● يَرِث: يأخذ الميراث (أي يكون وارثًا للميت).
● يُرْزَق: يُعطَى من مال الزكاة أو الفيء.
● بِالمَعْرُوف: بالعدل والإنصاف والكلام الطيب.

2. شرح الحديث:


يشير ابن عباس رضي الله عنهما إلى آية في القرآن الكريم، وهي قوله تعالى في سورة النساء:
"وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا" (النساء: 8).
كان بعض الناس يظنون أن هذه الآية منسوخة (أي أن حكمها قد أُبطل)، لكن ابن عباس يؤكد بقسم بالله أنها لم تُنسخ، بل الناس هم الذين تهاونوا في تطبيقها.
ثم يشرح ابن عباس أن هناك نوعين من الولاة (الحكام أو القائمين على تقسيم الميراث):
● والٍ يَرِث: وهو الوارث الذي له نصيب في الميراث، فهذا يُرزق (أي يُعطى) من المال الذي يقسمه، لأنه وارث أصلاً.
● والٍ لا يَرِث: وهو الذي ليس له حق في الميراث (مثل القاضي أو الوالي الذي يشرف على التقسيم)، فهذا لا يعطى من الميراث، بل يقول للمحتاجين (كالأقارب الفقراء واليتامى والمساكين الذين حضروا القسمة) بالمعروف: "لا أملك أن أعطيك" من الميراث، لأنه ليس ماله الخاص، وإنما هو مال الورثة.
ومعنى ذلك أن الآية لم تُنسخ، بل حكمها باقٍ، ولكن تطبيقها يكون بحسب حال الوالي: فإن كان وارثًا أعطى من ماله، وإن كان غير وارث لم يُعطِ من مال الغير، بل يعتذر بالمعروف.

3. الدروس المستفادة:


● عدم نسخ الآية: يؤكد ابن عباس أن الآية لم تُنسخ، وهذا تذكير بعدم التسرع في القول بالنسخ دون دليل قاطع.
● مسؤولية الوالي: على الوالي أن يتصرف في الأموال بالعدل، فلا يعطي من مال الغير بغير حق.
● الرفق بالمحتاجين: حتى لو لم يكن هناك إعطاء مادي، فالكلمة الطيبة والمعروف في القول обязателен.
● التهاون في تطبيق الشرع: كثير من أحكام الشرع لا تُنسخ، ولكن الناس يتهاونون في العمل بها، وهذا تحذير من التقصير.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (باب قول الله تعالى: "وإذا حضر القسمة أولو القربى...")، وهو حديث صحيح.
- الآية التي ذكرها ابن عباس هي من الآيات التي تحث على الإحسان إلى الأقارب والضعفاء، حتى في لحظة تقسيم الميراث.
- القول بالمعروف يشمل العذر اللطيف والكلمة الطيبة، مما يدل على أهمية الأخلاق في المعاملات المالية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٥٩) عن محمد بن الفضل أبي النعمان، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه في التفسير (٤٥٧٦) من وجه آخر، واقتصر على قوله: هي محكمة وليست بمنسوخة.
هكذا رواه سعيد بن جبير وعكرمة وغيرهما عن ابن عباس بأن هذه الآية محكمة، وليست بمنسوخة.
ورواه بعض أصحابه عنه أنها كانت قبل أن تنزل الفرائض، فلما نزلت الفرائض جعل اللَّه لكل إنسان نصيبه مما ترك الوالدان والأقربون مما قلَّ منه أو كثر. وبهذا قال جمهور الفقهاء والأئمة الأربعة وأصحابهم.
وإذا نسخ الوجوب بقي المستحب والمندوب، فإن طابت نفوس أصحاب الفرائض أن يرزقوا اليتامى والمساكين وذا القربى الذين ليس لهم نصيب فلهم ذلك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 266 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث

  • 📜 حديث: الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب