حديث: لا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٥٣)﴾

عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يحدث قال: جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلا- عبد اللَّه بن جبير، فقال: «إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم» فهزموهم. قال: فأنا واللَّه رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد اللَّه بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد اللَّه بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول اللَّه ﷺ؟ قالوا: واللَّه لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي ﷺ وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومئة، سبعين أسيرا، وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات. ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت واللَّه يا عدو اللَّه، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك، قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: أعل هبل، أعل هبل. قال النبي ﷺ: «ألا تجيبوا له؟» قالوا: يا رسول اللَّه، ما نقول؟ قال؟ قولوا: «اللَّه أعلى وأجل» قال: إن لنا العزى، ولا عزى لكم. فقال النبي ﷺ: «ألا تجيبونه؟» قال: قالوا: يا رسول اللَّه، ما نقول؟ «قال: «قولوا: اللَّه مولانا، ولا مولى لكم».

صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد (٣٠٣٩) عن عمرو بن خالد، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو إسحاق
(هو السبيعي)، قال: سمعت البراء بن عازب يحدث: فذكره.

عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يحدث قال: جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلا- عبد اللَّه بن جبير، فقال: «إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم» فهزموهم. قال: فأنا واللَّه رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد اللَّه بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد اللَّه بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول اللَّه ﷺ؟ قالوا: واللَّه لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي ﷺ وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومئة، سبعين أسيرا، وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات. ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت واللَّه يا عدو اللَّه، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك، قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: أعل هبل، أعل هبل. قال النبي ﷺ: «ألا تجيبوا له؟» قالوا: يا رسول اللَّه، ما نقول؟ قال؟ قولوا: «اللَّه أعلى وأجل» قال: إن لنا العزى، ولا عزى لكم. فقال النبي ﷺ: «ألا تجيبونه؟» قال: قالوا: يا رسول اللَّه، ما نقول؟ «قال: «قولوا: اللَّه مولانا، ولا مولى لكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النصي الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما:

الحديث:


عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يحدث قال: جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلا- عبد اللَّه بن جبير، فقال: «إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم» فهزموهم. قال: فأنا واللَّه رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد اللَّه بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد اللَّه بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول اللَّه ﷺ؟ قالوا: واللَّه لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي ﷺ وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومئة، سبعين أسيرا، وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات. ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت واللَّه يا عدو اللَّه، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك، قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: أعل هبل، أعل هبل. قال النبي ﷺ: «ألا تجيبوا له؟» قالوا: يا رسول اللَّه، ما نقول؟ قال؟ قولوا: «اللَّه أعلى وأجل» قال: إن لنا العزى، ولا عزى لكم. فقال النبي ﷺ: «ألا تجيبونه؟» قال: قالوا: يا رسول اللَّه، ما نقول؟ «قال: «قولوا: اللَّه مولانا، ولا مولى لكم».


1. شرح المفردات:


● الرجالة: المشاة من الجنود، وهم الرماة الذين وضعهم النبي ﷺ على الجبل.
● تخطفنا الطير: أي تأكلنا الطيور من شدة القتل والتمزق، كناية عن الهزيمة الساحقة.
● لا تبرحوا: لا تتركوا مكانكم.
● أوطأناهم: أي غلبناهم وقهَرناهم.
● يشتددن: يسرعن في المشي أو الهرب.
● خلاخلهن: الحلي الذي في الأرجل.
● أسوقهن: سيقانهن.
● صرفت وجوههم: أي انهزموا وولوا الأدبار.
● يدعوهم الرسول في أخراهم: أي يناديهم ليرجعوا وهم في مؤخرة الجيش.
● أصابوا منا: قتلوا منا.
● الحرب سجال: أي تدور بين الفريقين مرة له ومرة عليه.
● مثلة: تمثيل بالقتلى (مثل ببعض شهداء أحد فقط).
● يرتجز: ينشد شعرًا أو كلامًا مسجوعًا.
● أعل هبل: أي ارتفع وعلا صنمهم "هبل".
● العزى: صنم آخر للمشركين.


2. شرح الحديث:


يحدث البراء بن عازب رضي الله عنه عن وقعة أحد، حيث وضع النبي ﷺ خمسين راميًا على جبل الرماة (عقيقلة) وأمرهم بعدم مغادرة مكانهم مهما كانت نتيجة المعركة، سواء انهزم المسلمون أو انتصروا، حتى يأذن لهم. وقد تولى قيادة هذه المجموعة عبد الله بن جبير رضي الله عنه.
وبعد أن هزم المسلمون المشركين initially، ورأى الرماة النساء يهربن وقد بدت زينتهن وسيقانهن، طمعوا في الغنائم ونسوا أمر النبي ﷺ. فعصوا قائدهم ونزلوا لجمع الغنائم، إلا قلة ثبتت. واستغل خالد بن الوليد (قبل إسلامه) هذه الثغرة، فالتف على المسلمين من الخلف، فانقلبت الهزيمة على المسلمين، وسقط سبعون شهيدًا.
ثم يتحدث الحديث عن موقف أبي سفيان حين صاح متسائلًا عن وجود النبي ﷺ وأبي بكر وعمر، فأمر النبي ﷺ بعدم الإجابة حتى لا يعرفوا قلة المسلمين، لكن عمر رضي الله عنه غضب ورد على أبي سفيان ليخبره أنهم أحياء. ثم دار حوار بين أبي سفيان والنبي ﷺ، حيث تفاخر أبو سفيان بأصنامه، فرد المسلمون بردود علمهم إياها النبي ﷺ.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب الطاعة للقائد في الحرب: عصيان الرماة لأمر النبي ﷺ كان سببًا رئيسيًا في الهزيمة.
2- الطمع يفسد التخطيط: طمع الرماة في الغنائم جعلهم يتركون مواقعهم رغم النصر الأولي.
3- الثبات على المبدأ: عبد الله بن جبير وأتباعه القلة ثبتوا على الأمر، بينما غالبية الرماة عصوا.
4- الحكمة في القيادة: أمر النبي ﷺ بعدم الإجابة على أبي سفيان حتى لا يظهر ضعف المسلمين.
5- الرد على أهل الباطل بالحكمة: رد النبي ﷺ على تفاخر أبي سفيان بالأصنام بتعليم المسلمين ردودًا ترفع من شأن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد (٣٠٣٩) عن عمرو بن خالد، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو إسحاق
(هو السبيعي)، قال: سمعت البراء بن عازب يحدث: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 238 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم

  • 📜 حديث: لا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب