حديث: من عصم الله فهو المعصوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨) هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١١٩)﴾

عن أبي سعيد أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ما بعث اللَّه من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمر بالسوء وتحضه عليه، والمعصوم من عصم اللَّه».

صحيح: رواه البخاريّ في القدر (٦٦١١) عن عبدان، أخبرنا عبد اللَّه، أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ما بعث اللَّه من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمر بالسوء وتحضه عليه، والمعصوم من عصم اللَّه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُ بِالسُّوءِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ».
شرح المفردات:
* بَعَثَ: أرسل.
* اسْتَخْلَفَ: جعل خليفةً له في الأرض ليحكم بين الناس بالعدل.
* بِطَانَتَانِ: (مفردها: بطانة) وهي الخاصة من الناس المقربين، المستشارين، الأصدقاء الذين يطلعون على الأمور الخفية. سُمُّوا بذلك لاقترابهم من صاحبهم وملازمته، كالبطانة للثوب التي تكون إلى الجسد.
* تَحُضُّهُ: تحثه وتشجعه.
* المعصوم: المحفوظ من الوقوع في الخطأ والضلال.
* مَنْ عَصَمَ اللَّهُ: الذي حفظه الله تعالى ووقاه من الشر والضلال.
شرح الحديث:
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بحقيقة كونية وسنة إلهية جارية في كل من يلي أمرًا من أمور الناس، سواء كانوا أنبياء مرسلين أو خلفاء وحكامًا. وهذه السنة هي:
أنه لا يخلو أي قائد أو مسؤول من وجود نوعين من المقربين حوله:
1- بطانة صالحة: وهم الناصحون الأمينون، الذين يأمرونه بالمعروف والخير، ويحثونه على فعل الطاعات واتباع الحق والعدل، وينهونه عن المنكر ويصدُّونه عن الباطل. هؤلاء هم زينة القائد وعونه على الخير.
2- بطانة سيئة: وهم الأشرار والمنافقون، الذين يزينون له القبيح، ويأمرونه بالسوء والظلم والهوى، ويحثونه على اتباع الشهوات وإيثار الدنيا. هؤلاء هم وبال على القائد وعلى الرعية.
ثم يختم النبي ﷺ الحديث بقاعدة عظيمة: «والمعصوم من عصم الله». أي أن السلامة من تأثير البطانة السيئة والوقوع في شرها ليست بالأمر الهين، بل هي محض توفيق من الله تعالى وعصمة منه. فالنبي معصوم بوحي من الله، وأما غير الأنبياء فليسوا معصومين، وإنما يسلم من مكائد البطانة السيئة بفضل الله ثم ببحثه عن أهل الصلاح وإبعاده لأهل السوء.
الدروس المستفادة والعبر:
1- أهمية اختيار الصاحب والناصح: الحديث يحث كل مسؤول، بل وكل مسلم، على حسن اختيار من يخالط ويصاحب ويستشير، فإن الصحبة تؤثر لا محالة.
2- مسؤولية القادة والحكام: على الحاكم أن يتحرى في اختيار مستشاريه ومقربيه، ويجعلهم من أهل التقوى والصلاح والعلم، لا من أهل المصالح والدهاء والمنافع الدنيوية.
3- بيان فضل البطانة الصالحة: فهي خير عون للإنسان على طاعة الله، وهي من علامات التوفيق.
4- بيان خطر البطانة السيئة: فهي من أعظم الفتن التي تُهلك الفرد والحاكم والأمة، وهي من أسباب الظلم وانتشار الفساد.
5- التوكل على الله والاستعانة به: إذ النجاة من فتنة القرباء والمستشارين الفاسدين تحتاج إلى توفيق من الله وعصمة، فيجب على المسلم أن يلجأ إلى الله ويدعوه أن يعصمه من مضلات الفتن.
6- أن هذه سنة إلهية: حتى الأنبياء -وهم معصومون- كان حولهم هذان النوعان، لكن الله عصمهم من听从 البطانة السيئة. فغيرهم أولى بالحذر.
معلومات إضافية مفيدة:
* رواه الإمام البخاري في "صحيحه" وهو حديث صحيح.
* من الأمثلة على البطانة الصالحة في السيرة: أصحاب النبي ﷺ مثل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، كانا خير ناصح له.
* من الأمثلة على البطانة السيئة: كهنة قريش ومشركوها الذين كانوا يحرضون على النبي ﷺ.
* ينطبق هذا الحديث ليس فقط على الحكام، بل على كل إنسان له مكانة أو مسؤولية، كرب الأسرة، وصاحب العمل، والداعية، والعالم... فلكل منهم مقربون يؤثرون فيه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من البطانة الصالحة لأهل الخير، وأن يعصمنا وإياهم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في القدر (٦٦١١) عن عبدان، أخبرنا عبد اللَّه، أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وأخرجه النسائي في الكبرى (٨٧٥٥) من هذا الوجه.
كما أخرجه أيضًا (٨٧٥٦) عن أبي سلمة، عن أبي هريرة نحوه.
وكذلك أخرجه أيضًا (٨٧٥٧) عن أبي سلمة، عن أبي أيوب الأنصاري.
فكأن هذا الحديث عند أبي سلمة عن ثلاثة من الصحابة، ولا يُعِلُّ أحدها الأخرى.
وقوله: ﴿وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ﴾ أي: الكتاب الذي أنزله اللَّه تعالى على أنبيائهم مثل صحف إبراهيم، وتوراة موسى وإنجيل عيسى، بينما هم لا يؤمنون بالكتاب الذي أنزله اللَّه تعالى على نبي الرحمة وآخر الأنبياء محمد بن عبد اللَّه صلوات اللَّه وسلامه عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 233 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من عصم الله فهو المعصوم

  • 📜 حديث: من عصم الله فهو المعصوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من عصم الله فهو المعصوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من عصم الله فهو المعصوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من عصم الله فهو المعصوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب