حديث: من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (٦)﴾

عن عائشة في قوله: ﴿وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا: أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٧٥) ومسلم في التفسير (٣٠١٩) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته، واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على حديث قبله.

عن عائشة في قوله: ﴿وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا: أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو تفسير من السيدة عائشة رضي الله عنها - وهي من أفقه نساء الأمة وأعلمهن بكتاب الله - لآية من كتاب الله تعالى، مما يضفي عليه أهمية وقوة خاصة.

أولاً. شرح المفردات:


● غَنِيًّا: أي ذا سعة من المال، غير محتاج.
● فَلْيَسْتَعْفِفْ: أي فليترك الأخذ من مال اليتيم، وليعف نفسه عنه، ويصبر على غناه.
● فَقِيرًا: أي المحتاج، الذي لا يجد ما يكفيه.
● بِالْمَعْرُوفِ: أي بالوجه الحلال الذي لا إسراف فيه ولا تبذير، وبالقدر الذي يقابل عمله ونفقته على اليتيم.
● وَالِي الْيَتِيمِ: هو القيم على شؤونه، والمتولي لإدارة ماله ورعايته.
● مَكَانَ قِيَامِهِ عَلَيْهِ: أي مقابل قيامه على رعاية مال اليتيم وتدبيره والإنفاق عليه.

ثانياً. شرح الحديث:


تشرح لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها المقصود من قوله تعالى في سورة النساء: {وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}.
فتبين أن هذه الآية نزلت في الوالي أو الوصي على مال اليتيم، وهو الذي يتولى رعاية أموال القاصرين الذين مات عنهم آباؤهم.
- فإذا كان هذا الوالي غنياً، له مال يكفيه، فيجب عليه أن يستعفف، أي يمتنع عن أخذ أي شيء من مال اليتيم، حتى لو كان مقابل جهده وعمله. فغناه يغنيه عن الاستحقاق.
- أما إذا كان هذا الوالي فقيراً، محتاجاً، لا يملك ما يكفيه لقيامه بشؤون نفسه، فحينئذٍ له أن يأكل من مال اليتيم الذي تحت يده، ولكن بشروط:
1. أن يكون ذلك بالمعروف، أي بقدر حاجته وكفايته، لا يتجاوز إلى الإسراف أو الترف.
2. أن يكون الأكل مقابلاً لعمله وقيامه على شؤون اليتيم ورعاية ماله، كأن يكون أجرةً لعملٍ قام به، أو نفقةً أنفقها في خدمة هذا المال.
وهذا الحكم من رحمة الله تعالى وتيسيره، حيث جعل للفقير المتولي على اليتيم سداً لحاجته من هذا المال بطريقة مشروعة، تحفظ له كرامته، وتحفظ لليتيم حقه، فلا يضيع المال بينما يعجز الوالي عن العمل والكسب لأنه منشغل برعاية اليتيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- العدل والرحمة في التشريع الإسلامي: يظهر في هذا الحكم توازن عجيب بين حفظ حق اليتيم الضعيف، ومراعاة ظروف الوالي عليه، فلا يكلفه ما لا يطيق.
2- مراعاة الظروف والأحوال: الإسلام لا ينظر إلى الحكم بمعزل عن واقعه، بل يراعي حال الشخص (غني أم فقير) ليصدر الحكم المناسب، مما يجعل التكاليف الشرعية within وسع الإنسان.
3- تحريم أكل مال اليتيم بغير حق: هذا أصل كبير، والآية والحديث يبينان الاستثناء الوحيد بشروطه严格ة، مما يؤكد على حرمة هذا المال وعظم الاعتداء عليه.
4- فضل القائم على شؤون اليتيم: القيام على أمر اليتيم والذب عن ماله من الأعمال الجليلة التي فيها أجر عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.
5- التقوى والورع: حتى في الحالة التي أبيح فيها للفقير الأكل، فإنه مأمور بأن يكون بالمعروف، أي بأن يتحرى الحلال ويتجنب الشبهات، وهذا يحتاج إلى تقوى شديدة في النفس.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحكم (أكل الوالي الفقير من مال اليتيم) هو قول جمهور العلماء من السلف والخلف.
- يشترط العلماء أن يكون الأكل بقدر العمل فقط، لا أكثر، وأن لا يضر بأصل مال اليتيم أو ينقصه نقصاً فاحشاً.
- من كان غنياً وأخذ من مال اليتيم بدون حق، فهو من الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً، وقد توعدهم الله بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}.
نسأل الله أن يرزقنا التقوى والورع، وأن يعيننا على القيام بحقوق الضعفاء واليتامى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٧٥) ومسلم في التفسير (٣٠١٩) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته، واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على حديث قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 264 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

  • 📜 حديث: من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب