حديث: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)﴾
صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٥١) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني العلاء ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم يجمع بين فضائل العبادات الجليلة، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى، يا رسول اللَّه. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط».
أولاً. شرح المفردات:
● يَمْحُو: يزيل ويُذهب.
● الخطايا: الذنوب والآثام.
● يرفع به الدرجات: يزيد في منزلة العبد عند الله في الجنة.
● إسْبَاغُ الْوُضُوءِ: إتمام الوضوء بإكماله على الوجه الأكمل، بإيصال الماء إلى جميع الأعضاء مع التدقيق في غسلها.
● عَلَى الْمَكَارِهِ: في الأوقات الشاقة، كالبرد الشديد، أو المرض، أو الكسل.
● كَثْرَةُ الْخَطَى: كثرة المشي إلى المساجد.
● انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ: بقاء المصلي في المسجد بعد انتهاء الصلاة ينتظر الصلاة التالية.
● الرِّبَاط: المرابطة في سبيل الله، وهي ملازمة الثغور لحماية المسلمين، وشبّه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأعمال بالرباط لشرفها وعظم أجرها.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ الحديث باستفهام تحفيزي من النبي صلى الله عليه وسلم ليلفت انتباه الصحابة إلى أمور عظيمة الأجر، ثم يبين لهم ثلاثة أعمال إذا فعلوها محا الله بها خطاياهم ورفع لهم الدرجات في الجنة، وهي:
1- إسباغ الوضوء على المكاره:
وهو إكمال الوضوء على أكمل وجه مع تحمل المشقة فيه، كالوضوء في البرد القارس، أو عند التعب، أو عند وجود ما يصدّ عن الوضوء. وهذا يدل على صدق الإيمان وقوة اليقين، حيث يتحمل العبد المشقة طمعًا في رضا الله ومغفرته.
2- كثرة الخطى إلى المساجد:
والمقصود كثرة المشي إلى المساجد لأداء الصلوات، وكلما بعد المسجد كان الأجر أعظم، كما في الحديث: «أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى» (رواه البخاري ومسلم). وهذا يشمل أيضًا كثرة الذهاب إلى المسجد للنوافل والذكر وحلق العلم.
3- انتظار الصلاة بعد الصلاة:
وهو أن يجلس المسلم في المسجد بعد الصلاة ينتظر الصلاة التالية، سواء كان ذلك لذكر الله، أو قراءة القرآن، أو الدعاء، أو التعلم. وهذا دليل على حب المسجد وملازمة الطاعة، وهو من علامات الإيمان.
ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «فذلكم الرباط»، أي أن هذه الأعمال بمثابة الرباط في سبيل الله، حيث إنها تحتاج إلى صبر ومجاهدة للنفس، وأجرها عظيم كأجر المرابطين في سبيل الله.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وحرصه على هدايتهم: حيث يرشدهم إلى الأعمال التي تقربهم إلى الله وتكفر خطاياهم.
2- فضل هذه الأعمال الثلاثة: وأنها من أسباب مغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
3- الصبر على الطاعة: فإسباغ الوضوء على المكاره يتطلب صبرًا، وكثرة الخطى إلى المساجد تحتاج إلى مشقة، وانتظار الصلاة يحتاج إلى جهاد للنفس.
4- الترغيب في ملازمة المساجد: والاستفادة من أوقات الانتظار فيها بالطاعات.
5- تشبيه هذه الأعمال بالرباط: لبيان عظم أجرها، وأن الصابر على الطاعة كالمجاهد في سبيل الله.
رابعًا. معلومات إضافية:
- الحديث يدل على أن هذه الأعمال من أسباب تكفير السيئات، وهو من فضل الله وكرمه أن جعل للأعمال الصالحة هذه المكانة.
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على الوضوء الكامل في جميع الأحوال، وأن يحرص على المشي إلى المساجد، وأن يكثر من الجلوس فيها لانتظار الصلوات.
- هذه الأعمال من علامات الإيمان وحب الله ورسوله، وهي من أسباب نيل محبة الله تعالى، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا للعمل بهذا الحديث، وأن يجعلنا من المحافظين على الطاعات، والمصطفين الأخيار، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي معناه أحاديث أخرى في كتاب الطهارة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 259 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 234 إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما
- 235 اللَّهمّ أَنْجِ الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن...
- 236 اللهم العن فلانًا وفلانًا وفلانًا
- 237 كيف يفلح قوم شجوا نبيهم
- 238 لا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم
- 239 نعاس ابي طلحة وسقوط سيفه في غزوة احد
- 240 رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر
- 241 مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ إِلَّا أَبَاكَ
- 242 الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون
- 243 أرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش،...
- 244 من يذهب في أثر المشركين يوم أحد؟
- 245 لما انصرف المشركون عن أحد قالوا لا محمدا قتلتموه
- 246 حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار
- 247 حسبي اللَّه ونعم الوكيل
- 248 من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا...
- 249 عن اليهود الذين قالوا إن الله فقير
- 250 موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها
- 251 عبد الله بن أبي يقول لا تؤذنا في مجلسنا وارجع...
- 252 من يحب أن يحمد بما لم يفعل
- 253 لئن كان كل امرئ فرح بما أتى وأحب أن يحمد...
- 254 نظر إلى السماء فقال إن في خلق السماوات والأرض لآيات...
- 255 بكاء النبي ﷺ حتى بل الأرض عند قراءة آيات خلق...
- 256 استيقظ النبي ليلاً فتوضأ وصلى ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر.
- 257 فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ...
- 258 صلوا على النجاشي فإنه من أهل الجنة
- 259 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
- 260 رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه
- 261 الرجل يكون له اليتيمة فيضُرُّ بها ويسيء صحبتها
- 262 نهوا عن نكاح يتامى النساء إلا بالقسط
- 263 أن يمسك منهن أربعا
- 264 من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف
- 265 كل من مال يتيمك غير مسرف
- 266 الوالِي الذي يرث والوالِي الذي لا يرث
- 267 أكل مال اليتيم من السبع الموبقات.
- 268 يقضي الله في ذلك فنزلت آية الميراث
- 269 للذكر مثل حظ الأنثيين
- 270 خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد...
- 271 باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها
- 272 إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
- 273 وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني
- 274 كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته
- 275 كان يرث امرأة ذي قرابته، فيعضلها حتى تموت
- 276 إن كرهت من امرأتك خلقا
- 277 كان أهل الجاهلية يُحَرِّمون ما يحرم إلا امرأة الأب والجمع...
- 278 تحريم نكاح ما نكح الآباء من النساء
- 279 بعث جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم
- 280 تيمم الجنب خوفًا من الهلاك في البرد
- 281 من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم
- 282 التولي يوم الزحف
- 283 ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
معلومات عن حديث: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
📜 حديث: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








