حديث: باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧)﴾

روي عن قتادة قال: «اجتمع أصحاب رسول اللَّه ﷺ فرأوا أن كل شيء عصي به فهو جهالة، عمدا كان أو غيره».
وقوله: ﴿ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ﴾ أي ما لم يغرغر.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بابُ التوبةِ مفتوحٌ ما لم تَطلُعِ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها»

صحيح: ورد في تفسير الطبري الآية رقم 17 من تخريج الحديث كاملاً ⏬

روي عن قتادة قال: «اجتمع أصحاب رسول اللَّه ﷺ فرأوا أن كل شيء عصي به فهو جهالة، عمدا كان أو غيره».
وقوله: ﴿ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ﴾ أي ما لم يغرغر.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بابُ التوبةِ مفتوحٌ ما لم تَطلُعِ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف وما ورد معه من أقوال الصحابة رضي الله عنهم:

أولاً. شرح الحديث وأقوال الصحابة:


1. قول قتادة عن الصحابة: "اجتمع أصحاب رسول اللَّه ﷺ فرأوا أن كل شيء عصي به فهو جهالة، عمدا كان أو غيره"
● شرح المفردات:
● عصي به: أي ارتكب معصية أو ذنبًا.
● جهالة: أي جهل وسفه، وعدم تقدير لعواقب الأمور، لأن المعصية في حقيقتها جهل بحق الله تعالى وعظمته.
● شرح القول:
هذا القول المروي عن الصحابة رضي الله عنهم يدل على أن كل معصية يرتكبها العبد - سواء كانت عمدًا أو خطأ - فهي في حقيقتها نابعة من الجهل. والجهل هنا ليس فقط عدم العلم، بل يشمل أيضًا غلبة الهوى ونسيان قدر الله وعظمته، لأن العاقل الذي يعرف جلال الله ويخشى عقابه لا يعصيه. وهذا يتفق مع قول الله تعالى: "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ" [النساء: 17]. فسّر كثير من المفسرين "بجهالة" هنا بأنها كل معصية، لأنها في حقيقتها جهل بعاقبة الذنب وجهل بحق الله تعالى.
● الدروس المستفادة:
- ينبغي للمسلم أن يستحضر دائمًا عظمة الله وقدرته، حتى لا يقع في المعصية.
- المعصية - حتى وإن كانت عمدًا - فهي دليل على ضعف الإيمان وغلبة الهوى، وهو نوع من الجهل الروحي.
- هذا القول يعطي أملًا كبيرًا للتائبين، لأن الذنب إذا كان ناشئًا عن جهالة فإن باب التوبة مفتوح.
2. قوله: "ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ أي ما لم يغرغر"
● شرح المفردات:
● يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ: أي يتوبون بعد قريب من وقت الذنب، قبل فوات الأوان.
● يغرغر: أي تبلغ الروح الحلقوم عند الموت، وهو بداية سكرات الموت.
● شرح القول:
هذا تفسير للآية الكريمة في سورة النساء: "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" [النساء: 17]. فالمقصود بـ "مِن قَرِيبٍ" أي قبل حضور الموت وسكراته، حينما يغلب المرض الإنسان وتصل روحه إلى الحلقوم. فإذا بلغت الروح هذه المرحلة لم تقبل التوبة، كما جاء في الحديث.
● الدروس المستفادة:
- المسارعة إلى التوبة وعدم تأخيرها، لأن الإنسان لا يدري متى يحين أجله.
- التوبة مقبولة ما دام العبد في صحة وسعة، فإذا نزل به الموت وظهرت علاماته لم تنفع التوبة.
3. الحديث النبوي: "بابُ التوبةِ مفتوحٌ ما لم تَطلُعِ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها"
● شرح المفردات:
● باب التوبة مفتوح: أي أن الله يقبل توبة عباده ويغفر ذنوبهم.
● ما لم تطلع الشمس من مغربها: أي إلى قيام الساعة، إلا أن من علامات الساعة الكبرى أن تطلع الشمس من مغربها، فإذا حدث ذلك أغلق باب التوبة.
● شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو صحيح. وهو من أحاديث الرجاء العظيمة، حيث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة يظل مفتوحًا طوال حياة الإنسان إلى أن تقوم الساعة، إلا أن هناك علامة من علامات الساعة الكبرى - وهي طلوع الشمس من مغربها - إذا ظهرت فإن التوبة لا تقبل بعدها، لأنها تكون قد فاضح كل إنسان بما عمل، ولم يعد للإيمان معنى عند رؤية الآية العظيمة.
● الدروس المستفادة:
- فضل الله تعالى واسع، وباب التوبة مفتوح لكل من أراد الرجوع إلى الله.
- يجب على المسلم أن يبادر إلى التوبة ولا يؤجلها، لأنه لا يعلم متى تغلق أبوابها.
- طلوع الشمس من مغربها من العلامات العظيمة التي تدل على قرب القيامة، فإذا رآها الناس آمنوا جميعًا، ولكن لا ينفع إيمان لم يكن من قبل.

ختامًا:


هذه النصوص تدعو إلى المسارعة في التوبة والرجوع إلى الله، وعدم اليأس من رحمة الله، مع الحذر من التسويف والتأخير. فالله تعالى يقبل توبة التائبين ما داموا في دار العمل ولم يصلوا إلى دار الجزاء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

ورد في تفسير الطبري الآية رقم 17 من سورة النساء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 271 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها

  • 📜 حديث: باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب