حديث: المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١)﴾

عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله ﷺ: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٠١١)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٨٦) كلاهما من طريق زكريا، عن عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: فذكره.

عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله ﷺ: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بهذا الحديث العظيم.

الحديث بلفظه الكامل:


عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.

1. شرح المفردات:


● تَوَادِّهِمْ: من الود، أي محبة بعضهم بعضًا.
● تَرَاحُمِهِمْ: من الرحمة، أي شفقة بعضهم على بعض ورحمته له.
● تَعَاطُفِهِمْ: من العطف، وهو الميل والرأفة، أي تعاونهم وتناصرهم.
● تَدَاعَى: استجاب ونادى بعضه بعضًا للمساعدة.
● بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى: السهر هو عدم النوم ليلاً، والحُمَّى هي ارتفاع حرارة الجسم، وهما أعراض تصيب الجسم كله عند مرض عضو منه.

2. شرح الحديث:


يشبّه النبي ﷺ المجتمع المؤمن في علاقاته الداخلية بجسد الإنسان الواحد، الذي تتكامل أعضاؤه وتتعاون. فالمؤمنون يجب أن يكونوا كالجسد الواحد في:
● المحبة (التوادد): أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
● الرحمة (التراحم): أن تشعر بألم أخيك وتسرّ لفرحه.
● التعاون (التعاطف): أن تساعده في الشدة وتقف معه في الملمّات.
ثم يضرب النبي ﷺ مثلاً واقعياً ملموساً: إذا اشتكى عضو من أعضاء الجسد (كأن يصاب بجرح أو مرض)، فإن سائر الأعضاء تستجيب له وتتأثر بألمه، فيصيبها السهر (الأرق) والحُمّى (ارتفاع الحرارة) كرد فعل طبيعي على هذا الألم. فالعين لا تنام إذا تألمت القدم، والبدن كله يحمّى إذا التهب عضو منه.
كذلك يجب أن يكون المؤمنون: إذا أصيب أحدهم بمصيبة، أو احتاج إلى مساعدة، فإن الجميع يتألم لألمه، ويسارع إلى نجدته ومساعدته، مادياً كان ذلك أو معنوياً.

3. الدروس المستفادة منه:


1- وحدة الأمة: الحديث يرسخ مبدأ وحدة المسلمين وارتباط مصيرهم ببعضهم، فهم كتلة واحدة لا يتفكك عراها.
2- التكافل الاجتماعي: يوجب على المسلم أن يكون شعوره بشعور أخيه، فلا يرى محتاجاً إلا وساعده، ولا مظلوماً إلا نصره.
3- قوة الروابط الأخوية: يبني المجتمع على أساس متين من المحبة والرحمة، لا على المصالح المادية فحسب.
4- الرحمة من علامات الإيمان: فمن لا يرحم الناس ولا يحنو على أخيه، فإن ذلك ناقص من إيمانه، كما في الحديث: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس».
5- التحذير من الفرقة: كما أن مرض عضو يهدد سلامة الجسد كله، فإن مرض المجتمع (بالحسد، البغضاء، التنافر) يهدد كيانه بأكمله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الاجتماع الإسلامي، وقد جاءت نصوص أخرى تؤكد نفس المعنى، مثل قوله ﷺ: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً».
- هذا المبدأ ليس مقصوراً على المسلمين في بلد واحد، بل هو يشمل الأمة الإسلامية في كل مكان، مما يفرض علينا واجب نصرة إخواننا المضطهدين في بقاع الأرض.
- تطبيق هذا المعنى يبدأ من أصغر نواة في المجتمع (الأسرة) ثم الجيران، ثم المجتمع الأوسع.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا المحبة في الله والتعاون على البر والتقوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٠١١)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٨٦) كلاهما من طريق زكريا، عن عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 637 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد

  • 📜 حديث: المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب