حديث: إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٧٤)﴾
حسن: رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (١١/ ٥٧١) عن أيوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، قال: ثنا إسرائيل، عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة، مثل صحيح البخاري ومسلم، وشروحهما، وكُتب التفسير والسيرة.
الحديث بلفظه كما ورد:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ جالسًا في ظلّ شجرة، فقال: «إنه سيأتيكم إنسانٌ، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه». فلم يلبث أن طلَع رجل أزرقُ، فدعاه رسول الله ﷺ، فقال: «علامَ تشتمني أنت وأصحابك؟». فانطلق الرجل، فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا وما فعلوا، حتى تجاوَز عنهم، فأنزل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا﴾ ثم نعتهم جميعًا، إلى آخر الآية.
1. شرح المفردات:
● في ظل شجرة: أي تحت ظلها يستريح من حر الشمس.
● بعيني شيطان: بنظرة شريرة وحقد وكيد، كأن شيطانًا يرى من خلال عينيه.
● أزرق: في بعض الروايات "أعور" أو فيه زرقة، وصف للرجل يدل على قبح منظره أو على شدة غضبه وحقده.
● علامَ تشتمني: لأي سبب تسبني وتتناولني بالشتم والقدح.
● حتى تجاوز عنهم: حتى عفا عنهم النبي ﷺ وقبل اعتذارهم.
● يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا: هذه بداية الآية 74 من سورة التوبة.
2. شرح الحديث:
كان النبي ﷺ جالسًا مع أصحابه في ظل شجرة، فأخبرهم بأنه سياتيهم رجلٌ ينظر إليهم بنظرة شريرة ملؤها الحقد والكره، كأن شيطانًا يتلبسه، وأمرهم ألا يكلموه إذا جاء. وبعد قليل، ظهر رجلٌ تتسم ملامحه بالغضب والحقد (وفي بعض الروايات أنه عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين)، فدعاه النبي ﷺ وسأله مباشرة: "لماذا تسبني أنت وأصحابك؟" فأنكر الرجل ذلك، وذهب وأحضر أصحابه، فحلفوا بالله كذبًا أنهم لم يقولوا شيئًا ولم يفعلوا، فقبل النبي ﷺ ظاهرهم وعفا عنهم.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة في سورة التوبة تصف حالهم وتكشف كذبهم ونفاقهم، حيث قال تعالى:
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [التوبة: 74].
فالآية تكذب حلفهم وتكشف سوء نياتهم وكفرهم بعد إسلامهم، وحسدهم للنبي ﷺ وأصحابه.
3. الدروس المستفادة منه:
● علم النبي ﷺ بالغيب: إذ أخبر بما سيحدث قبل وقوعه، وهذا من معجزاته ﷺ التي يؤيده الله بها.
● خطر النفاق والمنافقين: فهم يظهرون غير ما يبطنون، ويحلفون كذبًا ليغطوا على حقدهم وكفرهم.
● الحكمة في التعامل مع المنافقين: حيث أمر النبي أصحابه بعدم مخاطبة ذلك الرجل، ثم واجهه هو مباشرةً باللين والحكمة.
● عفو النبي ﷺ وحلمه: حيث قبل اعتذارهم وحلفهم، مع علمه بكذبهم، فلم يعاقبهم حتى ينزل الوحي بكشف حقيقتهم.
● الوحي يصحح المواقف: فالله تعالى هو الذي كشف حقيقة المنافقين وأنزل الآيات تبين خطرهم وكذبهم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بصفات المنافقين.
- القصة مرتبطة بنفاق عبد الله بن أبي بن سلول وزمرته، الذين كانوا يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام.
- الآية التي نزلت فيهم (التوبة: 74) توضح صفات المنافقين وتحذر منهم.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من النفاق الأصغر (نفاق العمل) كأن يظهر خلاف ما يبطن في الأمور اليومية، وأن يستعيذ بالله من النفاق والرياء.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصادقين المتقين، وأن يعيذنا من النفاق والشرور، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أيوب بن إسحاق وعبد الله بن رجاء وسماك فكلهم حسن الحديث.
وفي معناه ما روي عن أنس بن مالك أنه قال: سمع زيد بن أرقم رجلا من المنافقين يقول - والنبي ﷺ يخطب -: إن كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير. فقال زيد: هو والله صادق، ولأنت أشر من الحمار، فرفع ذلك إلى النبي ﷺ، فجحد القائل، فأنزل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا﴾ الآية. فكانت الآية في تصديق زيد.
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٤٢ - ١٨٤٣) عن أبي زرعة، ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل يعقوب بن حميد بن كاسب؛ فإنه يحسن حديثه إذا توبع.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 642 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 617 تكفل الله لمن جاهد في سبيله أن يدخله الجنة
- 618 لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر
- 619 يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر
- 620 من يعدل إذا لم أعدل
- 621 لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب
- 622 حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر
- 623 المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه
- 624 خذ ما أعطيت من غير أن تسأل فكل وتصدق
- 625 رسول الله ﷺ يعطي صفوان بن أمية مائة من النعم
- 626 رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن...
- 627 يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام
- 628 المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي...
- 629 الصدقة على من عليه دين
- 630 تحملت حمالة فأتيت رسول الله أسأله فيها
- 631 الصدقة لا تحل لغني إلا لخمسة
- 632 ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة
- 633 قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب...
- 634 لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 635 أخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 636 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
- 637 المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
- 638 جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما
- 639 أنا أعطيكم أفضل من ذلك أحل عليكم رضواني
- 640 رضواني أكبر
- 641 لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير
- 642 إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا...
- 643 علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا...
- 644 الذين يلمزون المطوعين في الصدقات
- 645 عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب
- 646 عمر يأخذ بثوب النبي عند الصلاة على عبد الله بن...
- 647 إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين...
- 648 طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
- 649 نار بني آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
- 650 إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
- 651 أعظم نعمة أن لا أكون كذبت رسول الله ﷺ
- 652 خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
- 653 تخلف عشرة رهط عن النبي في غزوة تبوك
- 654 تخلف ستة عن رسول الله في تبوك
- 655 اللهم صل على آل أبي أوفى
- 656 إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 657 يتلقى الرحمن الصدقة بيده ويربيها
- 658 عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب...
- 659 مسجد أسس على التقوى هو مسجد المدينة.
- 660 مسجد أسس على التقوى هو مسجد الرسول
- 661 نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء
- 662 ائذن لي بالسياحة، قال: إن سياحة أمتي الجهاد
- 663 يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك...
- 664 قال لأبي طالب: قل لا إله إلا الله أشهد لك...
- 665 استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي
- 666 استغفار الأحياء للأموات حتى نزلت الآية
معلومات عن حديث: إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه
📜 حديث: إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








