حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٩)﴾

عن أبي سعيد أن النبي ﷺ قال: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه». قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى، قال: «فمن؟».

متفق عليه: رواه البخاري في الاعتصام (٧٣٢٠)، ومسلم في العلم (٢٦٦٩) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد أن النبي ﷺ قال: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه». قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى، قال: «فمن؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق الكتب المعتمدة عند أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه». قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى، قال: «فمن؟».

1. شرح المفردات:


● لتتبعن: اللام للقسم، و"تتبعن" فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، أي: لتقتفينَّ آثارهم.
● سنن: جمع سنة، وهي الطريقة والمنهج.
● شبراً بشبر، وذراعاً بذراع: كناية عن المطابقة التامة في الاتباع، فالشبر والذراع مقاييس للطول.
● جحر ضب: جحر هو النفق أو الوكر، والضب حيوان صغير يعيش في الصحراء ويحفر جحوراً ضيقة.
● فسلكتموه: أي دخلتموه واتبعتموهم فيه.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر عن أمر سيقع في المستقبل، وقد وقع كما أخبر. والمعنى أن هذه الأمة ستتبع الأمم السابقة من اليهود والنصارى وغيرهم في طرقهم وأخلاقهم وأعمالهم، ولو كانت هذه الطرق غير معقولة أو مضحكة، كدخول جحر الضب الضيق، الذي لا يُعقل أن يدخله إنسان عاقل.
وقوله ﷺ: «فمن؟» أي: إذا لم يكونوا اليهود والنصارى فمن يكونون؟ فهذا تأكيد على أن المقصود هم أهل الكتاب.

3. الدروس المستفادة:


● تحذير من التقليد الأعمى: النهي عن اتباع غير المسلمين في عاداتهم وثقافاتهم دون تمييز بين الصالح والطالح.
● الاعتزاز بالهوية الإسلامية: الحث على التمسك بمنهج الإسلام وعدم الذوبان في الثقافات الأخرى.
● الوعي بمكائد الأعداء: فالاتباع لهم قد يكون نتيجة لغزو فكري أو ثقافي.
● التنبؤ النبوي: من إعجاز النبي ﷺ أنه أخبر عن أمور ستقع فوقعَت.

4. معلومات إضافية:


● الراوي: أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، من كبار الصحابة.
● مصادر الحديث: أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
● المعنى العميق: ليس المقصود اتباعهم في دياناتهم، بل في العادات والسلوكيات والانحرافات التي لا تمت إلى الدين بصلة.
● الواقع المعاصر: نرى اليوم كثيراً من المسلمين يقلدون غيرهم في الملبس والمأكل والاحتفالات甚至 الأخلاق والسلوك، مما يؤكد صحة هذه النبوءة.
نسأل الله أن يثبتنا على دينه، ويجنبنا تقليد أعدائه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاعتصام (٧٣٢٠)، ومسلم في العلم (٢٦٦٩) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. واللفظ للبخاري. ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 634 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع

  • 📜 حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب