حديث: جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢)﴾

عن عبد الله بن قيس أن رسول الله ﷺ قال: «جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٨)، ومسلم في الإيمان (١٨٠) كلاهما من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمّي، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه (وهو عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري)، فذكره.

عن عبد الله بن قيس أن رسول الله ﷺ قال: «جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث صفة الجنة والنظر إلى وجه الله الكريم، وهو في الصحيحين وغيرهما. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 4878، 4881) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 180)، عن الصحابي الجليل عبد الله بن قيس الأشعري، رضي الله عنه، وهو المعروف بأبي موسى الأشعري.

### ثانياً. شرح المفردات
● جَنَّتَانِ: بستانان أو حُجْرتان عاليتان في الجنة.
● آنِيَتُهُمَا: جمع إناء، أي أواني الأكل والشرب والحلي وغيرها.
● وَمَا فِيهِمَا: يشمل كل محتوياتهما من النعيم.
● رِدَاءُ الْكِبْرِ: الرداء هو اللباس الذي يُغطي، والكِبْر هنا بمعنى العظمة والجلال، فهو ليس الكِبْر المذموم، بل هو صفة كمال لله تعالى.
● جَنَّةِ عَدْنٍ: هي أعلى منازل الجنة، وهي دار الخلود والاستقرار، يسكنها النبيون والصديقون والشهداء والصالحون.

### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عظمة نعيم الجنة، ويفصل لنا درجاته، ثم يذكر أعلى النعيم على الإطلاق وهو النظر إلى وجه الله تعالى.
1- وصف قصور الجنة ونعيمها: يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الجنة قصوراً متفاوتة في الدرجة والفضل، فمنها:
● جنتان من فضة: أي أن بنائهما من الفضة، وكذلك جميع محتوياتهما من الأواني والحلي والفرش等都是 من الفضة.
● وجنتان من ذهب: هما أعلى درجة من سابقتهما، حيث أن بنائهما ومحتوياتهما كلها من الذهب.
وهذا التفاوت في النعيم يكون بحسب تفاوت أعمال الصالحين ودرجاتهم عند الله تعالى، كما قال الله عز وجل: {انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: 21].
2- أعلى النعيم: النظر إلى وجه الله الكريم: ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل هذا النعيم المادي لا يساوي شيئاً أمام النعيم الأعظم، وهو رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الآخرة. والعبارة «وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ» فيها بيان للقرب الشديد والحجاب الأخير.
- فالحاجب بين أهل الجنة وبين رؤية الله هو مجرد هذا الرداء، وهو استعارة لصورة قريبة ومؤثرة تبين أنهم على بعد خطوة واحدة من أعظم لذة.
● «رِدَاءُ الْكِبْرِ» هو وصف لعظمة الله وجلاله، فهو سبحانه له الكبرياء والعظمة، وهو حجاب من نور، كما ورد في بعض الأحاديث. فليس معناه الكِبْر المذموم، بل هو كبرياء الله وعظمته التي هي من صفات كماله.
3- مكان هذا النعيم: يكون هذا النظر في «جَنَّةِ عَدْنٍ»، وهي أعلى مراتب الجنة، مما يدل على أن هذا الشرف العظيم لا يكون إلا لأعلى الخلق منزلة.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تفاوت نعيم الجنة: الجنة فيها درجات، والناس فيها متفاوتون بقدر إيمانهم وأعمالهم، وهذا يحفز المسلم على المنافسة في الخيرات وعلو الهمة في الطاعة.
2- النظر إلى الله تعالى هو القمة: يذكرنا الحديث أن الغاية القصوى للمؤمن ليست القصور والأنهار، بل هي رضوان الله والنظر إلى وجهه الكريم، كما قال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا۟ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، وقد فسرت الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله.
3- إثبات صفة النظر لله تعالى: الحديث من الأدلة القاطعة عند أهل السنة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، من غير تشبيه ولا تكييف، وهي رؤية حقيقية لا يعلم كيفيتها إلا الله.
4- التحذير من الحجب المعنوية: إذا كان الحجاب الأخير في الجنة هو «رداء الكبرياء» الإلهي، فإن الحجب في الدنيا هي الذنوب والمعاصي التي تحول بين القلب وبين الوصول إلى الله، فيجب على المسلم أن يتخلص منها.
5- علو الهمة: الحديث يرفع همة المؤمن من التعلق بالنعيم الدنيوي الزائل إلى التعلق بالنعيم الأخروي الدائم، وأعلاه النظر إلى وجه الله تعالى.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
● رؤية الله تعالى: مسألة رؤية الله في الآخرة من عقائد أهل السنة والجماعة، يؤمنون بها كما جاءت النصوص، من غير تحريف ولا تعطيل، ويؤمنون أن الله يُرى في الآخرة كما يرى القمر ليلة البدر، كما في الحديث الصحيح.
● جنة عدن: هي قصر النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وهي أعلى الدرجات، ويقال لها أيضًا "الفردوس الأعلى".
- هذا الحديث يبعث في النفس الشوق إلى الله وإلى الجنة، ويجعل المؤمن يعمل بجدٍّ للفوز بهذا الشرف
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٨)، ومسلم في الإيمان (١٨٠) كلاهما من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمّي، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه (وهو عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري)، فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
قوله: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَر﴾ أي: رضا الله عنهم أكبر وأجل وأعظم مما هم فيه من
النعيم. كما في الصحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 638 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما

  • 📜 حديث: جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب