حديث: حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مِرّة سويٍّ».

صحيح: رواه النسائي (٢٥٩٨)، وابن ماجه (١٨٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٣٢٩٠) كلهم من حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مِرّة سويٍّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام الترمذي، وغيرهما، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● لا تحل: أي لا تجوز، ويحرم أخذها.
● الصدقة: هنا المقصود بها صدقة التطوع التي يتبرع بها الناس، وليست الزكاة المفروضة. فأما الزكاة المفروضة فلا يجوز للغني أخذها بإجماع العلماء.
● لغني: أي للشخص الذي يملك نصاب الزكاة (القدر المعتبر شرعاً الذي يوجب عليه إخراج الزكاة) أو ما يزيد عن حاجته الأساسية.
● ولا لذي مِرّة سويّ: هذه فيها قولان مشهوران لأهل العلم:
1- القول الأول (وهو الأرجح): أن "مِرّة" تعني القوة، و"سويّ" تعني القوي الجسم السليم من العاهات. فيكون المعنى: ولا للقوي القادر على الكسب والسعي لطلب الرزق، الذي لا عجز فيه يمنعه من العمل.
2- القول الثاني: أن "مِرّة" تعني الحرفة أو الصنعة، و"سويّ" تعني الماهر في حرفته. فيكون المعنى: ولا للصانع الماهر الذي يستطيع بكسبه أن يقوم بأوده (أي بشؤونه واحتياجاته).
وفي كلا القولين، المعنى متقارب، وهو تحريم أخذ الصدقة على من كان قادراً على الكسب والسعي.

ثانياً. شرح الحديث:


يُبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصنفين الذين تحرم عليهم أخذ الصدقات التطوعية (غير الزكاة المفروضة):
1- الغني: وهو من يملك قوت نفسه ومن يعولهم، أو يملك نصاب الزكاة. فالصدقة إنما وضعت لإغاثة المحتاج والفقراء، وليس للأغنياء الذين لا حاجة لهم بها.
2- القوي القادر على الكسب: وهو الرجل السليم الجسد، المعافى، الذي يستطيع أن يعمل ويتكسب ليأكل من كد يده وشقاء نفسه. فطلب الصدقة في هذه الحالة هو استغناء عن الكسب الحلال، وإتعاب للغير من غير حاجة، وهو من السؤال المذموم.
فالحديث يشير إلى أن فلسفة الصدقة هي سد حاجة المعوز والعاجز، لا أن تكون مورد رزق للقادرين على طلبه بأنفسهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة من تشريع الصدقة: وهي مواساة الفقراء والمحتاجين حقاً، وليس إعانة من يستطيع الاعتماد على نفسه.
2- تحريم الاتكالية والتكاسل: الإسلام يحث على العمل والسعي وطلب الرزق، ويذم من يتكاسل ويجعل سؤال الناس مهنة له وهو قادر على الكسب.
3- الحض على الكرامة والعفة: ينبغي للمسلم أن يعف نفسه عن سؤال الناس، وأن يستحي من الله أن يراه قادراً وهو يتكفف الناس. قال صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى».
4- ضبط مصارف الصدقات: على المتصدق أن يتفقد أحوال من يعطيهم، فلا يعطي من يعلم غناه أو قدرته على الكسب، حتى تصل الحقوق إلى مستحقيها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا التحريم خاص بصدقة التطوع. أما الزكاة المفروضة فلا تحل لأحد من هذين الصنفين بالإجماع.
- إذا تصدق إنسان على من ظنه فقيراً فبان غنياً أو قوياً قادراً على الكسب، فإن أجر المتصدق محفوظ عند الله، لصدق نيته.
- من كان قوياً قادراً على الكسب ولكنه لا يجد عملاً، أو يجد عملاً لا يكفيه، فإنه يدخل في حكم الفقير ويجوز إعطاؤه من الصدقة حتى يستغني.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٥٩٨)، وابن ماجه (١٨٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٣٢٩٠) كلهم من حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة فذكره.
وصحّحه أيضا ابن خزيمة (٢٣٨٧)، والحاكم (١/ ٤٠٧) إلا أنهما روياه من وجه آخر عن أبي حازم، عن أبي هريرة، بنحوه.
وقوله: ﴿وَالْمَسَاكِينِ﴾ وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم ويغنيهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 622 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر

  • 📜 حديث: حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب