حديث: علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾
صحيح: رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٥٨٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٤٦)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٥٢) كلهم من حديث الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن
ابن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو يصف لنا أبرز صفات المنافقين التي تميزهم في سلوكهم وأخلاقهم. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.
أولاً. شرح المفردات:
● اعتبروا: تفحصوا وتعلموا واتخذوا عبرة.
● المنافقين: هم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.
● أخلف: لم يوف بوعده.
● غدر: نقض العهد وخان.
ثانيًا. شرح الحديث:
يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حدد ثلاث صفات رئيسية للمنافق، وهي:
1- إذا حدث كذب: أي إذا تكلم أخبر بالأخبار الكاذبة، سواء كان ذلك في الأمور الدينية أو الدنيوية.
2- إذا وعد أخلف: إذا أعطى عهدًا أو وعدًا بشيء، فإنه لا يفي به، بل يخلف وعده.
3- إذا عاهد غدر: إذا أبرم عهدًا أو ميثاقًا مع الله أو مع الناس، فإنه ينقضه ويخونه.
ثم ذكر ابن مسعود أن الله تعالى أنزل آيات في سورة التوبة تصدق هذا الكلام، حيث يقول تعالى:
﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [التوبة:75-77].
وهذه الآيات تتحدث عن فريق من المنافقين الذين عاهدوا الله أنهم إذا رزقهم من فضله سيتصدقون ويصلحون، ولكنهم لما أعطاهم الله من فضله بخلوا وتولوا وأعرضوا، فعاقبهم الله بنفاق في قلوبهم بسبب إخلافهم الوعد وكذبهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- التحذير من صفات النفاق: يجب على المسلم أن يبتعد عن هذه الصفات الذميمة، لأنها من صفات المنافقين.
2- الصدق في الحديث: ينبغي للمسلم أن يكون صادقًا في كل أقواله، لأن الكذب من أبغض الصفات.
3- الوفاء بالوعد: يجب الوفاء بالعهود والوعود، سواء مع الله أو مع الناس، لأن إخلاف الوعد من علامات النفاق.
4- الوفاء بالعهد: يجب الحفاظ على العهود وعدم الغدر، لأن الغدر خصلة ذميمة.
5- التعوذ من النفاق: ينبغي للمسلم أن يدعو الله بأن يعيذه من النفاق ومن صفات المنافقين.
رابعًا. معلومات إضافية:
- النفاق نوعان: نفاق اعتقادي (أكبر) وهو الذي يخرج من الملة، ونفاق عملي (أصغر) وهو من الذنوب الكبيرة ولكن لا يخرج من الملة.
- هذه الصفات الثلاث من النفاق العملي، فمن اتصف بها كان فيه شعبة من شعب النفاق، لكن لا يوصف بالكفر إلا إذا جمع معها الكفر الباطن.
- ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه ويتجنب هذه الصفات، وأن يستعيذ بالله من النفاق وجميع صفاته.
أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من النفاق، وأن يجعلنا من الصادقين الوفيين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ابن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود: فذكره.
وإسناده صحيح.
وروي عن أبي أمامة الباهلي، عن ثعلبة بن حاطب، أنه قال لرسول الله ﷺ: ادع الله أن يرزقني مالا. فقال رسول الله ﷺ: «ويحك يا ثعلبة، قليل تؤدِّي شكره، خير من كثير لا تطيقه». قال: ثم رجع إليه، فقال يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالا قال: «ويحك يا ثعلبة، أما ترضى أن تكون مثل رسول الله، فوالله، لو سألت الله أن تسيل لي الجبال ذهبًا وفضة لسالتْ» ثم رجع إليه فقال: ادع الله أن يرزقني مالا، والله لئن آتاني الله مالا لأوتين كلّ ذي حق حقه، فقال رسول الله ﷺ: «اللهم ارزق ثعلبة مالا، اللهم ارزق ثعلبة مالا، اللهم ارزق ثعلبة مالا» قال: فاتَّخذ غنمًا، فنمتْ كما ينمو الدُّود، حتى ضاقت عنها أزقة المدينة فتنحى بها، فكان يشهد الصلاة مع رسول الله ﷺ، ثم يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها، فكان يشهد الجمعة مع رسول الله ﷺ، ثم يخرج إليها، ثم نمت، فتنحَّى بها، فترك الجمعة والجماعات، فيتلقى الركبان ويقول: ماذا عندكم من الخبر؟ وما كان من أمر الناس؟ فأنزل الله عز وجل على رسوله ﷺ: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [سورة التوبة: ١٠٣] قال: فاستعمل رسول الله ﷺ على الصدقات رجلين: رجلا من الأنصار ورجلا من بني سليم. وكتب لهما سنة الصدقة وأسنانها، وأمرهما أن يصدقا الناس، وأن يمرا بثعلبة فيأخذا من صدقة ماله، ففعلا حتى ذهبا إلى ثعلبة، فأقرآه كتاب رسول الله ﷺ فقال: صدّقا الناس، فإذا فرغتما فمرّا بي ففعلا، فقال: والله ما هذه إلا أخية الجزية، فانطلقا حتى لحقا رسول الله ﷺ. وأنزل الله عز وجل على رسوله ﷺ: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ﴾ إلى قوله ﴿يَكْذِبُونَ﴾ قال: فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلة حتى أتى ثعلبة، فقال: ويحك يا ثعلبة! هلكت، أنزل الله عز وجل فيك القرآن كذا، فأقبل ثعلبة، ووضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول: «يا رسول الله! يا رسول الله! فلم يقبل منه رسول الله ﷺ صدقته حتى قبض الله رسول الله ﷺ، ثم أتى أبا بكر بعد رسول الله ﷺ، فقال: يا أبا بكر! قد عرفت موقعي من قومي ومكاني من رسول الله ﷺ، فاقبل مني، فأبى أن يقبله، ثم أتى عمر، فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عثمان، فأبى أن يقبل منه، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان.
رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (١١/ ٥٧٨ - ٥٨٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٤٧ - ١٨٤٩)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٦٠ - ٢٦١)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٤٩٥ - ٤٩٦)، والبيهقي في الشعب (٤/ ٧٩ - ٨١) كلهم من حديث معاذ بن رفاعة، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، فذكره.
وهي قصة مختلقة، ولذا تكلم عليها كبار أئمة الحديث، فإن مداره على علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف جدا عند جمهور أهل العلم.
قال البخاري فيه: «منكر الحديث ضعيف». وقال الدارقطني: «متروك». وقال الساجي: «اتفق أهل العلم على ضعفه». وقال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة (١/ ٦٦) بعد ما أشار إلى جزء من الحديث: «فذكر حديثا طويلا منكرا بمرة».
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٣٢): «رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك».
وإني ذكرت هذا الحديث المختلق لشهرته بين الواعظين وأهل التفسير، وكان ينبغي أن أنزه كتابي هذا عن مثل هذا الحديث المنكر، ولكن ذكرته لبيان ضعفه ونكارته عند أهل العلم، والله الموفق.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 643 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 618 لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر
- 619 يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر
- 620 من يعدل إذا لم أعدل
- 621 لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب
- 622 حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر
- 623 المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه
- 624 خذ ما أعطيت من غير أن تسأل فكل وتصدق
- 625 رسول الله ﷺ يعطي صفوان بن أمية مائة من النعم
- 626 رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن...
- 627 يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام
- 628 المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي...
- 629 الصدقة على من عليه دين
- 630 تحملت حمالة فأتيت رسول الله أسأله فيها
- 631 الصدقة لا تحل لغني إلا لخمسة
- 632 ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة
- 633 قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب...
- 634 لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 635 أخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 636 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
- 637 المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
- 638 جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما
- 639 أنا أعطيكم أفضل من ذلك أحل عليكم رضواني
- 640 رضواني أكبر
- 641 لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير
- 642 إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا...
- 643 علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا...
- 644 الذين يلمزون المطوعين في الصدقات
- 645 عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب
- 646 عمر يأخذ بثوب النبي عند الصلاة على عبد الله بن...
- 647 إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين...
- 648 طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
- 649 نار بني آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
- 650 إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
- 651 أعظم نعمة أن لا أكون كذبت رسول الله ﷺ
- 652 خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
- 653 تخلف عشرة رهط عن النبي في غزوة تبوك
- 654 تخلف ستة عن رسول الله في تبوك
- 655 اللهم صل على آل أبي أوفى
- 656 إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 657 يتلقى الرحمن الصدقة بيده ويربيها
- 658 عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب...
- 659 مسجد أسس على التقوى هو مسجد المدينة.
- 660 مسجد أسس على التقوى هو مسجد الرسول
- 661 نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء
- 662 ائذن لي بالسياحة، قال: إن سياحة أمتي الجهاد
- 663 يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك...
- 664 قال لأبي طالب: قل لا إله إلا الله أشهد لك...
- 665 استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي
- 666 استغفار الأحياء للأموات حتى نزلت الآية
- 667 عن رجل يستغفر لأبويه وهما مشركان
معلومات عن حديث: علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان
📜 حديث: علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








