حديث: المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)﴾

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس، فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان». قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن الناس له فيتصدق، ولا يقوم فيسأل الناس».

متفق عليه: رواه مالك في صفة النبي ﷺ (١٧١٣) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس، فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان». قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن الناس له فيتصدق، ولا يقوم فيسأل الناس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُصحّح مفهومًا خاطئًا شائعًا في المجتمع.

أولاً. شرح المفردات:


● الطواف: الذي يكثر التردد على البيوت والأماكن للسؤال.
● ترده اللقمة واللقمتان: أي يرده الناس عن السؤال بإعطائه القليل من الطعام.
● التمرة والتمرتان: مثل اللقمة، والمقصود القليل من الطعام.
● لا يجد غنى يغنيه: لا يملك ما يكفيه من مال أو طعام.
● لا يفطن الناس له: لا يعلم الناس بحاجته فيتصدقون عليه.
● لا يقوم فيسأل الناس: لا يذهب بنفسه ليسأل الناس.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصحح النبي ﷺ في هذا الحديث الصورة النمطية للمسكين في أذهان الناس. فالناس كانوا يظنون أن المسكين هو ذلك الشخص الذي يطوف على البيوت ويُظهر الفاقة والحاجة، وربما يعطيه الناس لقمة أو لقمتين فيذهب.
لكن النبي ﷺ يبين أن هذا الشخص، على فقره، قد وجد طريقًا لكسب قوته ولو بالقليل، وهو سؤال الناس. أما المسكين الحقيقي فهو أشد حاجة وأعظم بلاءً، لأنه:
1- "الذي لا يجد غنى يغنيه": فهو فقير حقًا، لا يملك ما يسد حاجته الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن.
2- "ولا يفطن الناس له فيتصدق": هو متعفف لا يظهر فاقته للناس، فلا يعلم أحد بحاله ليتصدق عليه من تلقاء نفسه.
3- "ولا يقوم فيسأل الناس": وهو الأهم، فهو لا يذهب ليسأل الناس ويتكففهم، حفظًا لماء وجهه وعزة نفسه، متأسياً بقول الله تعالى: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ).
فهذا هو المسكين الذي يستحق العون والمساعدة حقًا، وهو أحق بالصدقة من ذلك المتسول الذي يجعل السؤال حرفة له.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التعريف الشرعي للفقر: الإسلام يعرف الفقر ليس بمجرد عدم المال، بل بعدم المال مع العفة وعدم السؤال. وهذا من دقة التشريع الإسلامي.
2. ‏فضل العفة والاستغناء عن الناس: الحديث يرفع من قيمة صفة العفة وعدم السؤال، ويبين أن هذه الصفة تجعل صاحبها أحق بالعطاء من غيره.
3. ‏مسؤولية المجتمع: على المسلمين أن يكونوا فطِنين لأحوال إخوانهم، يبحثون عن المحتاج الخفي الذي يستحي أن يطلب، فهذا هو الذي يجب أن نتصدق عليه ونساعده قبل أن يسأل.
4. ‏ذم التسول: الحديث يحذر من جعل سؤال الناس مهنة ودَيْدانًا، خاصة من能找到 ما يكفيه أو能找到 работу.
5. ‏الحث على البحث عن المستحقين الحقيقيين للزكاة والصدقة: على من يريد إخراج زكاة ماله أو صدقته أن يبحث عن هذا الصنف من الناس، فهم الأولى بها.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يبين الفرق بين المسكين والفقير في بعض التفاسير، حيث أن المسكين هنا أشد حاجة (من لا يجد شيئًا البتة أو يجد أقل من النصف)، بينما الفقير من له بعض الكفاية ولكنها لا تكفيه. والله أعلم.
- ينبغي على الدعاة والمصلحين توعية الناس بهذا المفهوم حتى تتوجه الصدقات والزكوات إلى مستحقيها الحقيقيين، ويتم القضاء على ظاهرة التسول.
نسأل الله أن يرزقنا العفة والغنى، وأن يجعلنا من المعطين لا من الآخذين، إنه جواد كريم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صفة النبي ﷺ (١٧١٣) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه البخاري في الزكاة (١٤٧٩) من طريق مالك به.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٣٩) من وجه آخر عن أبي الزناد به.
وقوله: ﴿وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ هم الجباة والسعاة والعمال الذين يجوز لهم أخذ الصدقة بمقابل العمل ولو كانوا أغيناء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 623 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه

  • 📜 حديث: المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب