حديث: يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي وهو باليمن بِذَهَبَةٍ في تربتها إلى رسول الله ﷺ، فقسمها رسول الله ﷺ بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلي، وعيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، وزيد الخير الطائي، ثم أحد بني نبهان، قال: فغضبت قريش، فقالوا: أتعطي صناديد نجد وتدعنا، فقال رسول الله ﷺ: «إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم». فجاء رجل كثُّ اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتئ الجبين، محلوق الرأس، فقال: اتق الله، يا محمد. قال: فقال رسول الله ﷺ: «فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل
الأرض ولا تأمنوني؟». قال ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله - يرون أنه خالد بن الوليد - فقال رسول الله ﷺ: «إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتُهم لأقتلنّهم قتل عاد».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٦٧)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نُعم، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي وهو باليمن بِذَهَبَةٍ في تربتها إلى رسول الله ﷺ، فقسمها رسول الله ﷺ بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلي، وعيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، وزيد الخير الطائي، ثم أحد بني نبهان، قال: فغضبت قريش، فقالوا: أتعطي صناديد نجد وتدعنا، فقال رسول الله ﷺ: «إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم». فجاء رجل كثُّ اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتئ الجبين، محلوق الرأس، فقال: اتق الله، يا محمد. قال: فقال رسول الله ﷺ: «فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل
الأرض ولا تأمنوني؟». قال ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله - يرون أنه خالد بن الوليد - فقال رسول الله ﷺ: «إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتُهم لأقتلنّهم قتل عاد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفيه دروس وعبر مهمة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● بذَهَبَةٍ في تربتها: أي كمية من الذهب مختلطة بالتراب لم تفصل بعد.
● صناديد نجد: زعماء نجد وكبارهم.
● كث اللحية: كثير شعر اللحية.
● مشرف الوجنتين: مرتفع الوجنتين (عظام الخد).
● غائر العينين: عميق العينين في رأسه.
● ناتئ الجبين: بارز الجبهة.
● محلوق الرأس: حليق الرأس.
● ضئضئ هذا: أصله ونسبه.
● يمرقون من الإسلام: يخرجون منه خروجًا سريعًا.
● قتل عاد: إهلاكًا كاملاً كما أهلك الله قوم عاد.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- الحدث الرئيسي: أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه من اليمن بذهب في ترابها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقسمه النبي بين أربعة من زعماء القبائل في نجد وهم: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وعلقمة بن علاثة، وزيد الخير الطائي.
2- رد فعل قريش: استنكر بعض قريش هذا التقسيم، وقالوا: "أتعطي صناديد نجد وتدعنا؟" أي كيف تعطي هؤلاء الزعماء من غير قريش وتتركنا؟
3- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: بين النبي أن ذلك كان من باب التأليف، أي لجذب قلوب هؤلاء الزعماء إلى الإسلام، لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام أو ممن يرجى إسلامهم.
4- موقف الرجل المعترض: جاء رجل (ويقال هو ذو الخويصرة التميمي) وواجه النبي بقوله: "اتق الله يا محمد" - وهذه جسارة عظيمة - مع وصفه بأنه كان كث اللحية، مشرف الوجنتين، إلخ.
5- رد النبي صلى الله عليه وسلم: قال النبي: "فمن يطع الله إن عصيته؟ أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟" أي إذا كنت لا أتق الله فمن يتقيه؟ وكيف ائتمنني الله على الوحي وأهل الأرض، وأنتم لا تثقون في عدلي؟
6- التحذير من الخوارج: ثم طلب أحد الصحابة (خالد بن الوليد) الإذن بقتل هذا الرجل، فمنعه النبي وحذر من أن من نسله أو أصله سيكون قوم (هم الخوارج) يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يقتلون المسلمين ويتركون المشركين، ويخرجون من الإسلام كما يخرج السهم من الصيد. وتوعدهم النبي بأنه لو أدركهم لقتلهم قتل عاد.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حكمة الدعوة: جواز استخدام المال في تأليف قلوب من يرجى إسلامهم أو تثبيت إيمانهم، وهذه من حكمة الدعوة.
2- العدل والحكمة: النبي صلى الله عليه وسلم هو المقسط العادل، ولا يجوز الاعتراض على تصرفاته بحجة عدم الفهم، لأنه معصوم بوحي من الله.
3- خطورة التسرع في الحكم: التحذير من التسرع في اتهام الآخرين وخاصة العلماء والحكام بعدم التقوى.
4- النقد البناء: النقد يجب أن يكون بأدب واحترام، وليس بالمواجهة والاتهام.
5- التحذير من الخوارج: الحديث من أصرح الأدلة على ظهور الخوارج وصفاتهم:
- يقرؤون القرآن لكن لا يفقهون معانيه.
- يحاربون المسلمين ويتركون المشركين.
- يخرجون من الدين بسهولة.
- يستحقون أشد العقاب.
6- الوفاء للقيادة: وجوب الثقة في قيادة المسلمين الشرعيين، وعدم التسرع في اتهامهم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في ذم الخوارج وتحذير الأمة منهم.
- فيه بيان لعظمة النبي صلى الله عليه وسلم وحلمه وصبره على جفاء بعض الناس.
- التأليف بمال الدولة جائز لمصلحة الإسلام والمسلمين، بضوابط شرعية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بسنن النبيين، ويجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٦٧)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نُعم، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره. واللفظ لمسلم. ولفظ البخاري مختصر.
وقوله: ﴿وَفِي الرِّقَابِ﴾ بإعطاء المكاتب ليستعين على كتابته أو بشراء رقبة وإعتاقها استقلالا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 627 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام

  • 📜 حديث: يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب