حديث: يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾

روي عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول لجد بن قيس: «يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر؟ » قال جد: «أو تأذن لي يا رسول الله؟ فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت نساء بني الأصفر، أن أفتتن». فقال رسول الله ﷺ وهو معرض عنه -: «قد أذنت لك»، فعند ذلك أنزل الله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٠٩) عن دحيم بن إبراهيم الدمشقي، ثنا عبد الرحمن بن بشير، عن محمد بن إسحاق، ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.

روي عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول لجد بن قيس: «يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر؟ » قال جد: «أو تأذن لي يا رسول الله؟ فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت نساء بني الأصفر، أن أفتتن». فقال رسول الله ﷺ وهو معرض عنه -: «قد أذنت لك»، فعند ذلك أنزل الله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
روي عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول لجد بن قيس: «يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر؟ » قال جد: «أو تأذن لي يا رسول الله؟ فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت نساء بني الأصفر، أن أفتتن». فقال رسول الله ﷺ وهو معرض عنه -: «قد أذنت لك»، فعند ذلك أنزل الله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾.


1. شرح المفردات:


● جد بن قيس: هو أحد المنافقين من قبيلة بني سلمة من الأنصار.
● جلاد بني الأصفر: الجلاد يعني القتال والحرب، وبني الأصفر هم الروم، سموا بذلك لصفرة ألوانهم.
● أفتتن: أي أقع في الفتنة وأنجذب إلى نسائهم وأتعلق بهن، مما يصدني عن الجهاد.
● معرض عنه: أي متجه بوجهه عنه غير ناظر إليه، دليل على الغضب والاستياء من قوله.
● سقطوا: وقعوا وهلكوا في الفتنة.


2. شرح الحديث:


السياق والمناسبة:
يدور هذا الحديث حول حادثة وقعت عندما كان النبي ﷺ يحض الصحابة على الخروج لغزوة تبوك (أو لغزوة أخرى ضد الروم)، فدعا جد بن قيس - وكان من المنافقين - للخروج للجهاد في سبيل الله ضد الروم (بني الأصفر).
الشرح التفصيلي:
- ابتدأ النبي ﷺ الحديث بسؤال تفاعلي لجد بن قيس: «يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر؟» أي هل تحب أن تشارك في قتال الروم وتنال شرف الجهاد؟ وهذا يدل على حرص النبي ﷺ على مشاركة الجميع في الخير.
- لكن رد جد بن قيس كان صادمًا ومُظهرًا لنفاقه، حيث قال: «أو تأذن لي يا رسول الله؟ فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت نساء بني الأصفر، أن أفتتن». هنا برر امتناعه عن الجهاد بحجة واهية، وهي خوفه من فتنة النساء الروميات، مع أن الجهاد يتطلب قوة إيمان وصبرًا على طاعة الله.
- فرد عليه النبي ﷺ وهو معرض بوجهه عنه: «قد أذنت لك». هذا الإعراض دليل على غضب النبي ﷺ من هذا التخاذل والتفريط، والإذن هنا ليس إكرامًا له، بل هو نوع من التأديب والزجر، كأنه يقول:既然 اخترت الدنيا على الآخرة، فما أذن لك، ولكن عليك وزر تخلفك.
- فنزلت الآية الكريمة: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾ [التوبة: 49]. وهي تصف حال المنافقين الذين يطلبون الإذن بالتخلف عن الجهاد بحجج كاذبة، وقد وقعوا في الفتنة الحقيقية وهي فتنة النفاق وحب الدنيا وكراهية الموت في سبيل الله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الخوف من الفتنة لا يكون بعذر عن الطاعة: الخوف من الفتنة يجب أن يدفع الإنسان إلى الاحتياط والتقوى، لا إلى الهروب من الواجبات الشرعية كالجهاد.
2- النفاق الخفي: هذا الموقف يظهر صورة من صور النفاق الخفي، حيث يقدم المرء عذرًا ظاهره الدين (الخوف من الفتنة) ولكن باطنه التكاسل وحب الدنيا.
3- خطورة التخلف عن الجهاد: التخلف عن الجهاد في سبيل الله بدون عذر شرعي من الكبائر، وقد بينت الآية أن المتخلف بحجة خاطئة قد وقع في فتنة حقيقية.
4- حكمة النبي ﷺ في التعامل مع المنافقين: لم يوجه النبي ﷺ insult صريحًا لجد بن قيس، بل أعرض عنه وأذن له، فكان هذا الإعراض أبلغ في الزجر والتوبيخ.
5- الافتتان بالنساء من أعظم الفتن: الحديث يذكرنا بخطورة فتنة النساء، التي قد تصل إلى درجة صد الإنسان عن طاعة الله، فيجب على المسلم أن يحصن نفسه ويخاف الله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان، والحاكم، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
● الآية الكريمة (التوبة: 49) نزلت في عدة منافقين، منهم جد بن قيس، كما ذكر المفسرون.
● الفتنة في اللغة: الاختبار والامتحان، وأصله من إذابة الذهب لتمييز الجيد من الرديء. فالله يفتن المؤمن ليُمحص إيمانه، أما المنافق فيسقط في الفتنة.
● المراد ببني الأصفر: هم الروم، وكانوا من أعداء المسلمين في ذلك الوقت.

أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يقينا فتنة الدنيا والنساء، وأن يعيننا على طاعته وجهاد أعدائه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٠٩) عن دحيم بن إبراهيم الدمشقي، ثنا عبد الرحمن بن بشير، عن محمد بن إسحاق، ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.
وفي إسناده عبد الرحمن بن بشير وهو الشيباني، قال أبو حاتم: «منكر الحديث».
وسعيد بن عبد الرحمن بن حسان لم أجد له توثيقا، وإنما ذكره ابن حبان في ثقاته على قاعدته في توتيق من لم يعرف فيه جرح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 619 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر

  • 📜 حديث: يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب