حديث: لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٧٤)﴾

عن كعب قال: لما نزل القرآن، فيه ذكر المنافقين وما قال رسول الله ﷺ، قال الجلاس: والله! لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير، قال: فسمعها عمير بن سعد، فقال: والله يا جلاس إنك لأحب الناس إليّ، أحسنهم عندي أثرًا أو أعزهم علي أن يدخل عليه شيء يكرهه، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك، ولئن سكتُّ عنها لتهلكني، ولأحدهما أشر علي من الأخرى، فمشى إلى رسول الله ﷺ، فذكر له ما قال الجلاس، فحلف بالله ما قال [ما قال] عمير، ولقد كذب علي، فأنزل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٤٣) عن الحسن بن الربيع، ثنا عبد الله بن إدريس، قال ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده كعب، فذكره.

عن كعب قال: لما نزل القرآن، فيه ذكر المنافقين وما قال رسول الله ﷺ، قال الجلاس: والله! لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير، قال: فسمعها عمير بن سعد، فقال: والله يا جلاس إنك لأحب الناس إليّ، أحسنهم عندي أثرًا أو أعزهم علي أن يدخل عليه شيء يكرهه، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك، ولئن سكتُّ عنها لتهلكني، ولأحدهما أشر علي من الأخرى، فمشى إلى رسول الله ﷺ، فذكر له ما قال الجلاس، فحلف بالله ما قال [ما قال] عمير، ولقد كذب علي، فأنزل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه، معتمدًا في ذلك على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:
### أولاً. سياق القصة
تدور أحداث هذه القصة في المدينة المنورة، حيث كان المنافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وكانوا يتكلمون بكلام يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وفي الدين. وفي هذا الموقف، تكلم رجل من المنافقين يسمى الجلاس بن سويد بكلمة كفر وعظيمة.

ثانيًا. شرح المفردات:


● الجلاس: هو الجلاس بن سويد، من المنافقين.
● عمير بن سعد: صحابي جليل، وكان حليفًا للجلاس في الجاهلية، فكان بينهما مودة وصداقة قديمة.
● لتفضحنك: أي لتكشفن أمرك وتظهر عيبه للناس.
● لتهلكني: أي لأهلكن بإخفائي لكلمة الكفر وعدم إبلاغ النبي صلى الله عليه وسلم.
● أشر: أي أشد سوءًا.

ثالثًا. شرح الحديث:


لما نزل القرآن يذكر صفات المنافقين وأقوالهم، قال الجلاس بن سويد -وهو من المنافقين- متعجبًا ومستهزئًا: "والله! لئن كان هذا الرجل -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- صادقًا في ما يقول، فنحن -أي المنافقين- شر من الحمير"؛ لأن الحمير لا تعقل، أما هم فيعقلون ويعاندون.
فسمع هذه الكلمة عمير بن سعد رضي الله عنه، وكان صديقًا للجلاس، فانزعج جدًا؛ لأنه يعلم خطورة هذه الكلمة، فهي كفر صريح واستهزاء بالدين. فذهب إلى الجلاس وقال له: "يا جلاس، إنك لأحب الناس إليّ، وأحسنهم أثرًا عندي، وأعزهم عليّ أن يصيبه مكروه"، أي أنه يحبه ولا يريد له الضرر.
ثم قال له: "ولقد قلت مقالة عظيمة، إن أخبرت بها النبي صلى الله عليه وسلم افتضحت وهلكت، وإن سكتُّ عنها هلكت أنا؛ لأن سكوتي عن مثل هذا الكفر إثم عظيم". ثم قال: "ولأحدهما أشر علي من الأخرى"، أي أن كلتي الخيارين سيئتان، لكنه اختار الإبلاغ؛ لأنه أهون الشرين.
فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قال الجلاس. فجاء الجلاس وأنكر وحلف بالله أنه لم يقل ذلك، واتهم عميرًا بالكذب. فأنزل الله تعالى الآية الكريمة تصدق عميرًا وتكذب الجلاس:
﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾ [التوبة: 74].

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- خطورة النفاق والكفر: النفاق هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وهو من أعظم الذنوب.
2- وجوب إنكار المنكر: يجب على المسلم أن ينكر المنكر بحسب استطاعته، ولو كان من صديق عزيز.
3- الصدق والأمانة في الرواية: عمير بن سعد فضّل طاعة الله ومصلحة الدين على صداقة الجلاس.
4- عناية الله بنبيه: حيث أنزل الله آية تكذب المنافق وتصدق المؤمن.
5- عدم المجاملة في الدين: فلا يجوز السكوت عن الكفر أو المنكر خشية فقدان الصديق أو غيره.

خامسًا. معلومات إضافية:


- هذه الآية نزلت في سورة التوبة، وهي من السور المدنية.
- القصة ذكرها الإمام ابن كثير في تفسيره، والإمام البغوي، وغيرهما من المفسرين.
- استشهد بها العلماء على أن من استهزأ بالدين أو بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر.
نسأل الله أن يعيذنا من النفاق وسوء الأخلاق، وأن يثبتنا على الدين حتى نلقاه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٤٣) عن الحسن بن الربيع، ثنا عبد الله بن إدريس، قال ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده كعب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق؛ فإنه حسن الحديث إذا صرّح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 641 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير

  • 📜 حديث: لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب