حديث: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾

عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرّائنا هؤلاء، أرغبَ بطونًا، ولا أكذبَ ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المجلس: كذبتَ، ولكنك منافق! لأخبرنّ رسول الله ﷺ، فبلغ ذلك النبي ﷺ، ونزل القرآن.
قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله ﷺ تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله ﴿إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ ورسول الله ﷺ يقول: ﴿بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ...﴾.

حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٥٤٣ - ٥٤٤)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٢٩ - ١٨٣٠) كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرّائنا هؤلاء، أرغبَ بطونًا، ولا أكذبَ ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المجلس: كذبتَ، ولكنك منافق! لأخبرنّ رسول الله ﷺ، فبلغ ذلك النبي ﷺ، ونزل القرآن.
قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله ﷺ تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله ﴿إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ ورسول الله ﷺ يقول: ﴿بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ...﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● غزوة تبوك: آخر الغزوات التي قادها النبي ﷺ ضد الروم.
● قرّائنا: الذين يتلون القرآن ويعلمونه الناس.
● أرغب بطونًا: أكثرهم شبعًا وأوسعهم عيشًا.
● أكذب ألسنة: أكثرهم كذبًا.
● أجبن عند اللقاء: أكثرهم جبنًا في ساحات القتال.
● حَقَب ناقة: مؤخرة الرحل أو سرج الناقة.
● تنكبه الحجارة: تصيبه الحجارة من شدة قرب الناقة من الأرض أثناء سيرها.

ثانيًا. شرح الحديث:


حدث هذا الموقف في غزوة تبوك التي كانت في ظروف صعبة من حرّ وجوع وعطش. قام رجل من المنافقين - ولم يذكر اسمه - في مجلس من المجالس بسبّ الصحابة الكرام من القراء، ووصفهم بأقبح الصفات: أنهم أكذب الناس، وأجبنهم في القتال، وأكثرهم أكلًا وشبعًا.
فانبرى له رجل مؤمن - وهو عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي - واتهمه بالنفاق، وتوعده بإخبار الرسول ﷺ. فلما بلغ الخبر النبي ﷺ، نزل القرآن الكريم مصدقًا للمؤمن ومكذبًا للمنافق، حيث أنزل الله تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾ [التوبة: 74].
ثم جاء المنافق معتذرًا إلى النبي ﷺ وهو يسير على ناقته، متمسكًا بحقبها (مؤخرة الرحل) والحجارة تصيبه من تحت حوافر الناقة، زاعمًا أنه كان يمزح ويلعب فقط، فرد عليه النبي ﷺ بآيات القرآن التي نزلت فيه: ﴿أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: 65-66].

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم خطر الاستهزاء بالدين وأهله: فالكلمة الواحدة قد تخرج صاحبها من الملة.
2- فضل الصحابة ومكانتهم: فهم خير القرون، والطعن فيهم طعن في الدين.
3- الفرق بين المزاح والاستهزاء: المزاح المباح لا يتضمن انتقاصًا للدين أو أهله.
4- وجوب الغيرة على الدين: كما فعل الصحابي الذي أنكر على المنافق وهم بإبلاغ الرسول ﷺ.
5- عظمة القرآن الكريم: حيث كان ينزل مصدقًا للحق ومكذبًا للباطل في حياة النبي ﷺ.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أبلغ الأدلة على خطر النفاق والمنافقين.
- استدل العلماء به على أن الاستهزاء بالدين أو بالصحابة كفر أكبر.
- القصة تدل على شجاعة الصحابة في إنكار المنكر ومواجهة الباطل.
- فيها بيان لعظمة النبي ﷺ في تعامله مع المنافقين بحكمة وصبر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٥٤٣ - ٥٤٤)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٢٩ - ١٨٣٠) كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر، فذكره. وإسناده حسن من أجل هشام بن سعد؛ فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 632 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة

  • 📜 حديث: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب