حديث: رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن يكب في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)﴾

عن سعد بن أبي وقاص قال: أعطى رسول الله ﷺ رهطا، وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله ﷺ منهم رجلا لم يعطه، وهو أعجبهم إليّ، فقمت إلى رسول الله ﷺ، فساررته، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان؟ والله! إني لأراه مؤمنا. قال: «أو مسلما؟». فسكتُّ قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا. قال: «أو مسلما؟». فسكتُّ قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان؟ فوالله! إني لأراه مؤمنا. قال: «أو مسلما؟». قال: «إني لأعطي الرجل، وغيره أحبّ إليّ منه، خشية أن يكب في النار على وجهه».

متفق عليه: رواه البخاري في الزكاة (١٤٧٨)، ومسلم في الزكاة (١٥٠: ١٣١) كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه سعد فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: أعطى رسول الله ﷺ رهطا، وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله ﷺ منهم رجلا لم يعطه، وهو أعجبهم إليّ، فقمت إلى رسول الله ﷺ، فساررته، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان؟ والله! إني لأراه مؤمنا. قال: «أو مسلما؟». فسكتُّ قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا. قال: «أو مسلما؟». فسكتُّ قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان؟ فوالله! إني لأراه مؤمنا. قال: «أو مسلما؟». قال: «إني لأعطي الرجل، وغيره أحبّ إليّ منه، خشية أن يكب في النار على وجهه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستعيناً بالله تعالى، معتمداً على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 27) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 150) عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

شرح المفردات:


● رهطاً: جماعة من ثلاثة إلى عشرة.
● ساررته: كلمته سراً منخفضاً صوتي.
● ما لك عن فلان: لماذا تركت فلاناً ولم تعطه؟
● أو مسلماً: بل هو مسلم (أي في الظاهر فقط).
● يُكب في النار على وجهه: يُلقى في النار منكوساً على رأسه.

شرح الحديث:


يحكي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعطي عطاءً لجماعة من الناس، فترك رجلاً لم يعطه مع أن هذا الرجل كان أعجب القوم إلى سعد. فقام سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله سراً عن سبب إعراضه عن هذا الرجل مع أنه يراه مؤمناً. فرد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أو مسلماً؟" أي أن هذا الرجل يظهر الإسلام ولكن قد لا يكون إيمانه كاملاً في الباطن.
كرر سعد سؤاله ثلاث مرات، وفي كل مرة يرد النبي صلى الله عليه وسلم بنفس الرد، ثم بين له الحكمة من ذلك فقال: "إني لأعطي الرجل، وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكب في النار على وجهه". أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي بعض الناس -وهم ضعاف الإيمان أو المنافقون- مع أنه يحب غيرهم أكثر، خشية أن يتركوا الإسلام تماماً فيدخلوا النار بسبب تركهم للدين.

الدروس المستفادة:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس: فقد كان يعطي كل شخص بما يناسب حاله، فيعطي ضعاف الإيمان ليرسخ إيمانهم ويحافظ على استمرارهم في الإسلام.
2- الفرق بين الإسلام والإيمان: الإسلام هو الاستسلام الظاهري باللسان والجوارح، أما الإيمان فهو ما وقر في القلب وصدقته الأعمال. فكل مؤمن مسلم، ولكن ليس كل مسلم مؤمناً إيماناً كاملاً.
3- مراعاة أحوال الناس المختلفة: على الدعاة والحكام مراعاة اختلاف الناس في إيمانهم وتقواهم، فيعامل كل شخص بما يناسب حاله.
4- التثبت في الحكم على الناس: لا ينبغي الحكم على الناس بالصلاح والإيمان بمجرد الظاهر، فقد يظهر الشخص الإسلام ويخفي غير ذلك.
5- استعمال المداراة في بعض الأحوال: يجوز بل يجب有时候 استعمال المداراة مع بعض الناس حفظاً للدين ودفعاً للشر.
6- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس: حتى إنه كان يعطي من لا يحبه لعل ذلك يكون سبباً في هدايته وإيمانه.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الإيمان يزيد وينقص، فليس جميع المسلمين على درجة واحدة من الإيمان.
- فيه بيان لعظم منزلة الإيمان وأنه أعلى من الإسلام عند الإطلاق.
- جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم من أموال المسلمين لتحبيب الإسلام إليهم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يزيدنا إيماناً ويقيناً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الزكاة (١٤٧٨)، ومسلم في الزكاة (١٥٠: ١٣١) كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه سعد فذكره. واللفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 626 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن يكب في النار

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن يكب في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن يكب في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن يكب في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن يكب في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب