حديث: قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾

عن كعب قال: قال مخشي بن حمير: لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل
رجل منكم مائة مائة على أن ننجو من أن ينزل فينا قرآن، فقال رسول الله ﷺ لعمار بن ياسر: «أدرك القوم فإنهم قد احترقوا، فاسألهم عما قالوا، فإن هم أنكروا وكتموا، فقل: بلى، قد قلتم كذا وكذا» فأدركهم، فقال لهم الذي أمر به رسول الله ﷺ، فجاءوا إلى رسول الله ﷺ يعتذرون، وقال مخشي بن حمير: يا رسول الله! قعد بي اسمي واسم أبي، فأنزل الله تعالى فيهم ﴿لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً﴾ فكان الذي عفا الله عنه: مخشي بن حمير، فتسمى: عبد الرحمن. وسأل اللهَ أن يقتل شهيدًا لا يعلم بمقتله، فقُتِل يوم اليمامة، لا يعلم مقتله ولا من قتله ولا يرى له أثر ولا عين.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٣١) عن الحسن بن الربيع، ثنا عبد الله بن إدريس قال: قال ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده كعب قال: فذكره.

عن كعب قال: قال مخشي بن حمير: لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل
رجل منكم مائة مائة على أن ننجو من أن ينزل فينا قرآن، فقال رسول الله ﷺ لعمار بن ياسر: «أدرك القوم فإنهم قد احترقوا، فاسألهم عما قالوا، فإن هم أنكروا وكتموا، فقل: بلى، قد قلتم كذا وكذا» فأدركهم، فقال لهم الذي أمر به رسول الله ﷺ، فجاءوا إلى رسول الله ﷺ يعتذرون، وقال مخشي بن حمير: يا رسول الله! قعد بي اسمي واسم أبي، فأنزل الله تعالى فيهم ﴿لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً﴾ فكان الذي عفا الله عنه: مخشي بن حمير، فتسمى: عبد الرحمن. وسأل اللهَ أن يقتل شهيدًا لا يعلم بمقتله، فقُتِل يوم اليمامة، لا يعلم مقتله ولا من قتله ولا يرى له أثر ولا عين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، وهو من الأحاديث التي تُبيّن عِظَم منزلة القرآن الكريم وعظمة التكليف به.

شرح المفردات:


● "أقاضي": أي أقبل وأرضى.
● "مائة مائة": أي مائة ضربة لكل رجل.
● "احترقوا": أي غضبوا وأساؤوا بشدة.
● "يعتذرون": يقدمون الأعذار.
● "قعد بي اسمي واسم أبي": أي أن اسمه (مخشي) واسم أبيه (حمير) كانا سببًا في حماقته وتسرعه.

شرح الحديث:


1- الموقف الأول: قال مخشي بن حمير -وكان من الصحابة- معتذرًا عن ضعفهم البشري: "لو أنني أتقبل أن يُضرب كل منا مائة ضربة بدل أن ينزل فينا قرآن جديد" يقصد أن القرآن ينزل بتكليفات جديدة قد تكون شاقة، ففضل أن يعاقبوا عقابًا بدنيًا على أن يزيد التكليف الإلهي.
2- رد فعل النبي ﷺ: غضب النبي ﷺ لِما في هذا القول من استخفاف بشأن القرآن وتنزيله، فأرسل عمار بن ياسر لمواجهتهم بقوله: "أدرك القوم فإنهم قد احترقوا" أي أخطأوا خطأً فادحًا.
3- المواجهة والاعتذار: عندما واجههم عمار، أنكروا في البداية، لكنه أخبرهم أن النبي ﷺ يعلم ما قالوا، فجاؤوا معتذرين، وبرر مخشي أن اسمه ("مخشي" بمعنى الخائف) واسم أبيه ("حمير" من الحماقة) أثرا فيه.
4- نزول الآية: فأنزل الله تعالى: ﴿لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة:66]، مبينًا أن هذا القول يُعد كفرًا لأنه استهانة بالوحي.
5- توبة مخشي وتغيير اسمه: تاب مخشي وتسمى بعبد الرحمن، وسأل الله الشهادة الغامضة فاستجاب له، وقُتل في معركة اليمامة دون أن يعرف أحد بمقتله.

الدروس المستفادة:


1- عظمة القرآن وتنزيله: يجب تعظيم القرآن والفرح بكل آية تنزل، وعدم التضجر من تكاليفه.
2- خطورة الكلام العابر: الكلمة قد تبلغ بصاحبها الكفر والعياذ بالله، كما في هذا الموقف.
3- التوبة تهدم ما قبلها: تاب مخشي فقبل الله توبته وغير اسمه وحسّن خاتمته.
4- سعة رحمة الله: رغم نزول الآية بالوعيد، إلا أن الله عفا عن المخشي وقبل توبته.

فوائد إضافية:


● معنى "كفرتم بعد إيمانكم": لا يعني بالضرورة الخروج من الملة، بل قد يكون كفرًا أصغر أو ذنبًا عظيمًا، والتوبة تمحوه.
● فضل عمار بن ياسر: كان من أوائل المسلمين ومن الثقات الذين يوثق بهم في تبليغ الرسالة.
● اليمامة: معركة كبيرة ضد مسيلمة الكذاب في حروب الردة، وكانت من المواقع الفاصلة.
نسأل الله أن يعيذنا من الزلل، وأن يرزقنا تعظيم كتابه، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٣١) عن الحسن بن الربيع، ثنا عبد الله بن إدريس قال: قال ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده كعب قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق، فإنه حسن الحديث إذا صرّح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 633 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم

  • 📜 حديث: قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب