حديث: قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨)﴾

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال: «ما العمل في أيام العشر أفضل من
العمل في هذه» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء».

صحيح: رواه البخاري في العيدين (٩٦٩) عن محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال: «ما العمل في أيام العشر أفضل من
العمل في هذه» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ أنه قال: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».
(رواه البخاري)


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


● العمل: يشمل جميع أنواع الطاعات والقربات من صلاة، وصيام، وصدقة، وذكر، وتلبية، وحج، وغيرها.
● في أيام: المقصود بها أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.
● أفضل: أكثر ثواباً وأجراً عند الله تعالى.
● يخاطر بنفسه وماله: أي يبذلهما في سبيل الله مجاهداً بدون أن يبقى له شيء منهما، فيستشهد في المعركة وينفق كل ماله.
● لم يرجع بشيء: لم يعد من الغزو حياً، ولم يبقَ له من ماله شيء، بل فقد نفسه وماله في سبيل الله.


# 2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم عن فضل أيام محددة، وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث إن العمل الصالح فيها له منزلة عظيمة ومضاعفة عند الله تعالى، حتى أنه يفضُل على أعظم العبادات وأجلها، وهو الجهاد في سبيل الله.
ولكن الصحابة رضي الله عنهم، لعلمهم بمكانة الجهاد، استفهموا للتأكد: أفضل من الجهاد أيضًا؟ فأكد لهم النبي ﷺ أن العمل في هذه الأيام أفضل حتى من الجهاد، باستثناء حالة واحدة لا تُعَد ولا تُقَاس، وهي حالة المجاهد الذي يخرج مجاهداً في سبيل الله، فيبذل كل ما يملك، فلا يعود لا بنفسه (أي يُستشهد) ولا بماله (أي ينفقه كله في سبيل الله)، فهذا الجهاد الذي بلغ غاية التضحية والبذل قد يفضل بسبب خالص نيته وتكامُل تضحيته.
وهذا الاستثناء لا يقلل من فضل العمل في العشر، بل يؤكد على أن التفاضل في الأجر يعود أخيرا إلى كمال النية وإخلاص العمل وبذل الجهد، وأن فضل الزمان يضاعف أجر العمل الذي يؤدى فيه.


# 3. الدروس المستفادة منه:


1- عظيم فضل أيام العشر من ذي الحجة: فهي من مواسم الخير العظيمة التي ينبغي على المسلم اغتنامها والإكثار فيها من الطاعات.
2- مضاعفة الأجر في الأزمنة الفاضلة: فالعمل الصالح في الوقت الفاضل له أجر أكبر من نفس العمل في غيره من الأوقات.
3- الحث على التنافس في الخير: الحديث يحفز المسلم على المسارعة إلى فعل الطاعات والاستزادة منها في هذه الأيام المباركة.
4- بيان مكانة الجهاد: رغم فضل العمل في العشر، يبقى الجهاد في ذروة أعمال البر، خاصة مع كمال التضحية فيه.
5- أن التفاضل بين الأعمال قد يكون لسبب خارج عنها: كفضل العمل في زمان معين أو مكان معين (كالحج في مكة)، وليس لذات العمل فقط.
6- الحكمة من الاستثناء: بيان أن أعلى مراتب الجهاد (وهو بذل النفس والمال بالكامل) له مكانة خاصة لا يبلغها غيره من الأعمال، مما يشير إلى عظم منزلة الشهادة في سبيل الله.


# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● ما هي أفضل الأعمال في هذه الأيام؟
● الحج: وهو أفضل ما يؤدى في هذه الأيام، وخاصة يوم عرفة.
● الصيام: وخاصة صيام يوم عرفة الذي يكفر ذنوب سنتين.
● التكبير والتحميد والتهليل والذكر: يُستحب الجهر به في الأسواق والمساجد والبيوت.
● الأضحية: وهي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام.
● الإكثار من النوافل عامة: كالصدقة، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقراء القرآن الكريم.
● لماذا هذه الأيام بالذات؟
لأنها أيام يشهدها الله تعالى ويقسم بها في كتابه الكريم، قال تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1-2]، وأكثر المفسرين على أن الليالي العشر هي عشر ذي الحجة. وهي الأيام المعلومات التي شرع فيها الذكر.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا لاغتنام هذه الأيام المباركات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العيدين (٩٦٩) عن محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 929 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله

  • 📜 حديث: قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب