حديث: الحائض إذا طافت مع الناس تخرج.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩)﴾

عن عائشة، أنّها قالت لرسول الله ﷺ: يا رسول الله، إنّ صفيّة بنت حُييّ قد حاضت؟ قال رسول الله ﷺ: «لعلّها تحبسُنا، ألم تكن طافتْ معكنَّ؟» فقالوا: بلى، قال: «فاخرجي».

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٢٢٦) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، به، فذكرته.

عن عائشة، أنّها قالت لرسول الله ﷺ: يا رسول الله، إنّ صفيّة بنت حُييّ قد حاضت؟ قال رسول الله ﷺ: «لعلّها تحبسُنا، ألم تكن طافتْ معكنَّ؟» فقالوا: بلى، قال: «فاخرجي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها، أنّها قالت لرسول الله ﷺ: يا رسول الله، إنّ صفيّة بنت حُييّ قد حاضت؟ قال رسول الله ﷺ: «لعلّها تحبسُنا، ألم تكن طافتْ معكنَّ؟» فقالوا: بلى، قال: «فاخرجي».
(رواه البخاري ومسلم)


١. شرح المفردات:


* صفيّة بنت حُييّ: هي صفية بنت حيي بن أخطب، من سبايا خيبر، أعتقها النبي ﷺ وتزوجها، وأم المؤمنين رضي الله عنها.
* حاضت: أي نزل بها دم الحيض.
* لعلّها تحبسُنا: "لعل" هنا للتحقيق والتوقُّع، أي "إنها ستحبسنا" أو "أخشى أن تحبسنا". والمعنى: أن وجودها في حالة الحيض سيمنعنا من الرحيل والسفر؛ لأن الحيض يمنع المرأة من الطواف، وهو ركن من أركان الحج.
* طافت معكن: أي أدت طواف الإفاضة (وهو طواف الزيارة أو طواف الحج) معكم.
* فاخرجي: أي يمكنها الخروج والسفر مع القوم، ولا شيء يمنعها.


٢. شرح الحديث:


السياق والقصة:
وقع هذا الحديث في حجة الوداع. وكانت أم المؤمنين صفية رضي الله عنها قد حاضت قبل أن تؤدي طواف الإفاضة، وهو ركن أساسي من أركان الحج لا يصح الحج بدونه. وظهر منها ما يدل على الحيض في وقت يريد فيه النبي ﷺ والمسلمون مغادرة منى والعودة إلى المدينة.
فجاءت عائشة رضي الله عنها – وكانت غيورة على الخير، تحب أن يكمل الجميع نسكهم على أكمل وجه – وأخبرت النبي ﷺ بأن صفية قد حاضت، معتقدة أن هذا سيُوجب عليها البقاء في مكة حتى تطهر وتطوف، مما سيجبر الجميع على انتظارها ويحبسهم عن السفر.
رد النبي ﷺ:
لم يغضب النبي ﷺ من سؤال عائشة، بل أجاب بأسلوب حكيم يعلم الأمة:
1- «لعلّها تحبسُنا»: اعترف ﷺ بأن ظاهر الأمر قد يوحي بذلك، فهو يفهم قلق عائشة وسبب سؤالها.
2- «ألم تكن طافت معكن؟»: هنا وجه ﷺ السؤال إلى الحاضرات ليستذكرن الأمر. كان يعلم ﷺ أنها قد أدت طواف الإفاضة بالفعل قبل أن تحاض، ولكنه أراد أن يسمع الإقرار من الصحابة ليزيل اللبس تمامًا.
3- «فاخرجي»: بعد أن أجاب الصحابة بالإيجاب بلى»)، حكم ﷺ بأن حيضها الآن لا يمنعها من السفر؛ لأنها قد أكملت أركان حجها الأساسية (أدت الطواف الواجب). فالحيض بعد إكمال النسك لا يؤثر على صحة الحج ولا يمنع من السفر.


٣. الدروس المستفادة منه:


1- تمام نسك الحج بالطواف: الحديث دليل على أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج، فإذا أتمته الحاجّة فقد تم حجها، ولو حاضت بعد ذلك.
2- رفع الحرج عن الأمة: من رحمة الله ويسر شريعته أنه لا يلزم الحاجّة التي أكملت نسكها أن تبقى في مكة إلى أن تطهر، بل يمكنها السفر مباشرة. وهذا منع للمشقة والعناء.
3- الحكمة في الرد والتعليم: النبي ﷺ لم يوبخ عائشة على سؤالها، بل استعمل أسلوب الاستفهام والتذكير ألم تكن طافت معكن؟») ليدلها ويدل الأمة على الحكم الشرعي بطريقة عملية، مما يثبت المعلومة في الأذهان.
4- الغيرة على الدين: غيرة عائشة رضي الله عنها كانت منطلقة من حرصها على اكتمال النسك واتباع الأمر الشرعي على أكمل وجه، وهي غيرة محمودة.
5- جواز سفر الحائض: يجوز للمرأة الحائض السفر إذا لم يكن في سفرها ترك لواجب (كأن تكون لم تؤد طواف الإفاضة بعد)، وهو ما يفيد به هذا الحديث.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل من أصول فقه الحج، وخاصة فيما يتعلق بأحكام المرأة فيه.
* ذهب جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج، واستدلوا بهذا الحديث among other evidences.
* الحديث يدل على عظم مكانة الطواف، حيث أن النبي ﷺ جعل تمام الحج متوقفًا على أدائه.
* فيه دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل بالمنع، فالسفر مباح للحائض ما دامت قد أدت ما وجب عليها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٢٢٦) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، به، فذكرته.
ورواه البخاريّ في الحيض (٣٢٨) عن عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك به مثله.
ورواه البخاريّ في الحجّ أيضًا (١٥٦١)، ومسلم في الحج (١٢١١: ١٢٨) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به، مطوّلًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 934 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحائض إذا طافت مع الناس تخرج.

  • 📜 حديث: الحائض إذا طافت مع الناس تخرج.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحائض إذا طافت مع الناس تخرج.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحائض إذا طافت مع الناس تخرج.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحائض إذا طافت مع الناس تخرج.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب